الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب .. ” ترانزيت” بلا إقلاع..!
توقعت منذ البداية رفض المصرى محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزى العرض المقدم من اتحاد جدة لضمه المغرى لأى لاعب ويفرض عليه التفكير مرة واثنتين وثلاثًا، بعد أن تصاعدت أرقامه بشكل مطرد، ووصل إلى 200 مليون جنيه استرلينى، حوالى «250 مليون دولار أمريكي» وقد يزيد خلال الساعات المقبلة.
صلاح رفض مغريات عدة بجانب المبلغ المتفرد، أن يصبح أغلى لاعب فى التاريخ، متجاوزًا النجم البرازيلى نيمار دا سيلفا، الذى انتقل من برشلونة إلى باريس سان جرمان فى صفقة قياسية بلغت 198 مليون استرلينى.
اللاعب رفض الانضمام لاتحاد جدة فى الميركاتو الصيفى الحالى والانتظار حتى الموسم المقبل رغم أن عقده ينتهى فى صيف 2025، فهو يعول على الموسم الحالى وتحقيق طفرة بإنجاز جديد يضاف لرصيده أملًا فى صفقة انتقال مع ريال مدريد أو برشلونة تسهم فى صعوده بقوة نحو سلم الكرة الذهبية، وأرقام جديدة يتم تحقيقها مع ليفربول وغيره من أندية ترتقى به لقمة المجد.
صلاح تربطه علاقة خاصة بجمهور ليفربول ويجهز لتهيئة كل الأجواء لتوديعه بمثالية، وترك بصمة غير مسبوقة، ويُمنى النفس بطى صفحة الرحيل وقد حقق لنفسه وناديه ما يصبو إليه لترك ذكرى لا تُمحى بمرور السنين وتجدد الانتصارات والأمجاد.
صلاح ابتعد الأيام الأخيرة عن الأخبار المتضاربة والأجواء المرتبكة حتى لا يتأثر بهذه الحالة الجدلية لكسب السبق الصحفى وسط تكهنات بعيدة عن الواقع اعتمادا على تنبؤات وسيناريوهات افتقدت الدقة والمصداقية.
المعطيات تؤكد أن تفكير صلاح مختلف، فهو يرى من وجهة نظره أن اللعب فى دوريات عربية مهما كانت مغرياته المادية وعناصر جذب مشاهدين ونجوم تسد الأفق وآليات تسويقية ومليارات تُصرف لخطف النجوم، إلا أنه يبقى الأقل فنيًا ومتعة فى كل شيء مقارنة بالدورى الإنجليزى والإسبانى حتى الألمانى، خاصة أن الكثيرين رغم كل هذه المقومات تنظر له نظرة متدنية، لأن المتعة والإثارة فردية وليست جماعية، والإطار محصور على نجمين أو ثلاثة على الأكثر فى الفريقين خلال المباراة.
التفكير الذى يسبق وصول صلاح إلى السعودية أنه قدِم إلى الأراضى السعودية لينهى حياته الكروية، بينما هناك إحساس لدى أى لاعب عربى وغيره أنه طالما فى القارة العجوز سوف يكون وضعه الكروى والفنى والأرقام وعيون كل العالم عليه، وإن اختلفت وجهات النظر حول هذه الرؤية بعيدًا عن العاطفة والمجاملات.
السبب أن النجم الذى يحاول إثبات ذاته أو «الأساطير» أنفسهم مع تقدم أعمارهم مهما «كسّروا الدنيا» يكون السؤال المطروح «هل لو تواجدوا فى منافسات أقوى بأندية أوروبية سيكونون بهذا المستوى فنيًا وتهديفيًا ومردودًا ذهنيًا وخلافه».؟
كل النجوم الذين زحفوا إلى السعودية حققوا طموحاتهم بشكل أو بآخر بعيدًا عن بلد يبحث عن وضعه بقوة على خريطة العالم الكروية معتمدًا على الجانب المادى، بينما هناك من يبحثون عن طموح أكبر من المادة وهو التاريخ، وتبقى ظروف قهرية أقوى من اللاعب وإمكانياته نفسها تحد من الطموح والوصول لحصد المزيد من الألقاب، عندها يتراجع الطموح وتتوارى الأمنيات ويصبح «ترانزيت» محطة السعودية هو النهاية ولا إقلاع بعده..!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد.