اية عبد الرحمن تكتب .. أمتلكوا الطموح
أقول لزملائى وجيلى من الشباب ،إنة لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى، فكن طموحاً وانظر إلى المعالي، هذا عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين يقول معبراً عن طموحه: "إن لي نفساً تواقة، تمنت الإمارة فنالتها، وتمنيت الخلافة فنالتها، وأنا الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها".
أقول التفوق لة طريق وحيد ،عمل وجد وتضحية وصبر، ومن منح طموحه صبراً وعملاً وجداً حصد نجاحاً وثماراً فاعمل واجتهد وابذل الجهد لتحقق النجاح والطموح والهدف، فمن جدّ وجد ومن زرع حصد.. وقل من جد في أمر يحاوله وأستعمل الصبر إلا فاز بالظفر.
ونعلم إن الإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار التقصير والكسل، فأنت أقدر مما تتصور وأقوى مما تتخيل وأذكى بكثير مما تعتقد، اشطب كل الكلمات السلبية عن نفسك من مثل "لا أستطيع – لست قادراً على تنفيذ هذا العمل، وردّد باستمرار" أنا أستحق الأفضل - أنا مبدع - أنا ممتاز - أنا قادر".
تذكروا إن النجاح شعور والناجح يبدأ رحلته بحبه وتفكيره الدائم في كيفية النجاح، فكر وأحب وابدأ رحلتك نحو هدفك، تذكر: " يبدأ النجاح من الحالة النفسية للفرد فعليك أن تؤمن بأنك ستنجح - بإذن الله - من أجل أن يكتب لك فعلاً النجاح، الناجحون لا ينجحون وهم جالسون لاهون ينتظرون النجاح ولا يعتقدون أنه فرصة حظ، وإنما يصنعونه بالعمل والجد والتفكير والحب واستغلال الفرص والاعتماد على ما ينجزونه بأيديهم.
الإيمان بالله أساس كل نجاح وهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق وهو المعيار الحقيقي لاختيار النجاح الحقيقي، والإيمان يمنحك القوة وهو بداية ونقطة الانطلاق نحو النجاح وهو الوقود الذي يدفعك نحوه.
لا تخشوا الفشل بل استغلوة ليكون معبراً لكم نحو النجاح، فلم ينجح أحد دون أن يكون قد فشل مرات عديدة، وأديسون مخترع الكهرباء قام بـ 1800 محاولة فاشلة قبل أن يحقق إنجازه الرائع، ولم ييأس بعد المحاولات الفاشلة التي كان يعتبرها دروساً تعلم من خلالها قواعد علمية، إلى ان وصل إلى اختراعه، تذكر: الوحيد الذي لا يفشل هو من لا يعمل، والفشل فرص وتجارب، لا تخف منه ولا تترك محاولة فاشلة تصيبك بالإحباط، وما هو إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح الدراسي.
علينا أن نتذكر للامام الشافعى أبيات شعره التي تفوح عطراً عندما قال :- بِقَدرِ الكدِّ تُكتَسَبُ المَعالي .. وَمَن طَلبَ العُلا سَهرَ اللَّيالي .. وَمَن رامَ العُلا مِن غَيرِ كَدٍ .. أضاعَ العُمرَ في طَلَبِ المُحالِ.. عُلوُّ القدرِ بالهمم العَوالي .. وعزٌّ المَرءِ في سَهرِ الليالي
تركت النوم ربي في الليالي.. لأجل رضاك يامولى الموالي ..فوفقني إلى تحصيل علم .. وبلغني إلى أقصى المعالي
وهنا يعنى بهذة الكلمات ،بإن على قدر تعبك وسعيك يعلو شأنك واذا طلبت العلا تسهر اليالي وهذا بمعني ان تعمل ليل نهار
هنا الامام الشافعى يعطينا روشتة لو أردنا تحقيق النجاح في حياتنا لخدمة الوطن والمواطن والعمل على رفعة شأنه بين الأوطان، ويريد أن يقول في هذا المعنى إنه ليس للإنسان إلا ما سعى فبقدر الكد والعمل وبذل الجهد يكتسب المرء معالي الأمور فمن أرادها لابد أن يسهر الليالي كناية عن قدرته على العطاء وبذل الجهد في العمل والارتقاء به، أما من يتكاسل ويكثر من الكلام والنوم دون عمل فلن يكون له العلا.. فان فعل الإنسان ذلك وقضى وقته في الراحة دون بذل مجهود كبير فيسبقى طول عمره يطلب ويتمنى أموراً يستحيل عليه تحقيقها لأنها لا تأتي إلا بالكد والجد والإجتهاد.. ومن يظل يحلم فقط دون عمل فان عمره سيضيع منه دون أن يحقق ما يتمناه.. حيث يقول الإمام الشافعي في هذا المعنى،ومن رام العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال، ثم يقول: ”تروم العز ثم تنام ليلاً.. يغوص البحر من طلب اللآلي..” أي أنك أيها المرء إنك تريد العزة والسؤدد ولا تبذل في سبيل ذلك شيئاً، بل تنام قرير العين أوما علمت أن من يطلب اللآلي فلابد له من غوص البحار.
ويختتم الإمام أبيات شعره بقوله:”فوفقني إلى تحصيل علم وبلغني إلى أقصى المعالي” وهي دعوة صريحة إلى التزود بالعلم والسعي لطلب العلم الذي ينير لنا الطريق نحو التطور والتقدم في كل مناحي الحياة وهو الذي يقول إن الفقيه هو الفقيه بفعله.. ليس الفقيه بنطقه ومقاله ولأهمية العلم في حياة البشر والبشرية يقول الإمام الشافعي:”أصبر على مر الجفا من معلم.. فإن رسوب العلم في نفراته ومن لم يذق من التعلم ساعة.. تجرع ذل الجهل طول حياته.. ومن فاته التعليم وقت شبابه.. فكبر عليه أربعاً لوفاته”.
كما قال:”تغرب عن الأوطان في طلب العلا.. وسافر ففي الأسفار خمس فوائد.. تفرج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد”.
وهكذا يريد الإمام الشافعي من كلمات شعره أن يبعث لنا العديد من الرسائل يقول لنا فيها إن الذين يزرعون الجد والاجتهاد والتعب يحصدون النجاح والفرح وأن العمل عبادة وعلينا أن نجعل طريق الخير مسلكنا ووجهتنا الدائمة حتى يتقبله الله والناس منا، وفي النهاية يقول لنا الإمام:”دع الأيام تفعل ما تشاء.. وطب نفساً إذا حكم القضاء.. ولا تجذع لحادثة الليالي.. فما لحوادث الدنيا بقاء”.
رحم الله الإمام الشافعي فقد كان شعره وعلمه.. حكمة ونوراً ودواء، لكل مشاكل وأزمات العصور المتعاقبة.. يبعث من خلالها رسائل التوجيه والإرشاد ونستلهم منها العظة والعبر التي تعيننا على متاعب الحياة.. فكان للإمام الشافعي منطق فريد وأسلوب بديع وفكر رفيع وعقل حكيم وفقه كثير.. فجمع بين الفصاحة والفقه.. شعره نقياً تقياً قصده من الشرف والعلو في كل الأمور.
علينا بالاجتهاد الذى لايعرف الكلل، ولا يطل عليه الملل، فهو في دأب، وجد وسهر، وسفر، يؤثر العلم على الراحة، والتعب على الطرب، والبحث على اللغو والمزاح.
إن كل هدف وكل قمة وكل نجاح وكل تميز، لم يأتِ بسهولة، بل ما نريد تحقيقه والوصول إليه، يتطلب بذل جهد فكري وجسدي ونفسي، جهد يتميز عن الآخرين، ويقودك نحو التفوق والتميز.
لهذا، أنصح زملائى بالاجتهاد وتنمية المعرفة لديهم، وتأكدوا أن نصيبكمأمتلكوا من النجاح، سوف يأتي حتماً، وإياكم والكسل والاهمال فهم عدواً للنجاح؛ لأنهم يؤدي إلى تراخي الأفراد وانعدام رغبتهم في العمل، لذا تواجههم صعوبة في تحدي الصعاب وتحقيق الأهداف، فتتعطل مسيرة النجاح والتقدم والإنتاج والعمل.
.