وداد محمد كامل تكتب: السلاح النووي مفتاح التطبيع السعودي الإسرائيلي
كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، عن أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة نحو التطبيع مع إسرائيل.
وقال ولي العهد إن السعودية تقترب كل يوم أكثر فأكثر من إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقدم الدعم الكامل لهذا المسار.
وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مفاوضات التطبيع بـ"الجدية"، وقال إنها "تقترب كل يوم من التوصل إلى اتفاق"، فيما شدد على أن بلاده ستسعى للحصول على سلاح نووي إذا حصلت إيران عليه.
كما أضاف فيما يخص القضية الفلسطينية ""بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة للغاية. قضية علينا حلها".
وقال: "نأمل أن تؤدي إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط".
ومما وجب الإشارة إليه أنه في أغسطس الماضي سلم السفير السعودي في الأردن نايف السديري نسخة من أوراق اعتماده سفيرا مفوضا وفوق العادة للرياض "لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما للمملكة في القدس، عاصمة دولة فلسطين" حسبما ذكرت وكالة الأبناء الفلسطينية (وفا). رغم عدم ترحيب جانب الاحتلال الإسرائيلي بهذه الخطوة حيث قالوا إن تعيينه بمثابة تأييد لهدفهم المتمثل في إقامة دولة لهم عاصمتها القدس الشرقية.
ومع ذلك تعتبر مسألة تخصيب اليورانيوم هي مفتاح التطبيع الحقيقي للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي فحتى الآن، لم تتمكن الولايات المتحدة وإسرائيل من الاتفاق على خطة لتخصيب اليورانيوم في السعودية. الا أن هذا سيكون تحولًا كبيرًا في السياسة، حيث عمل القادة من مختلف الأطياف السياسية في العالم على منع دول الشرق الأوسط من تطوير القدرة على تخصيب اليورانيوم.
يخشى بعض القادة الإسرائيليين أن يؤدي الدعم الأمريكي لبرنامج نووي مدني في السعودية إلى قيام الرياض بتطوير أسلحة نووية، وهو ما هدد ولي العهد السعودي بالقيام به إذا قامت إيران بذلك أولاً.
جدير بالذكر أنه في عام 2009، وقعت الولايات المتحدة اتفاقية مع الإمارات العربية المتحدة لبناء مفاعل نووي، ولكن الاتفاقية استبعدت تخصيب اليورانيوم محليًا. وقد رفض الرؤساء الأمريكيون، من كلا الحزبين، فكرة تخصيب اليورانيوم في دول الشرق الأوسط.
ووفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لبدء المفاوضات الأمر الذي يؤكد على عدم رفضه بشكل عام لتخصيب اليورانيوم في السعودية.
وفي لقاءهما الأول منذ عودة نتنياهو إلى منصبه، بحث الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، المناورة الدبلوماسية الجارية بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن برنامجها النووي.
وتأتي هذه المشاورات في وقت تدرس فيه إدارة بايدن خططًا لإنشاء نظام لتخصيب اليورانيوم تديره الولايات المتحدة في السعودية كخيار لمعالجة مساعي المملكة لإنشاء برنامج نووي خاص بها.
وقد حذّر المسؤولون الأمريكيون من هذه الخطوة وقالوا أنهم يفكرون في بدائل أخرى، بما في ذلك دعم جهود المملكة لتأمين اليورانيوم من مصادر أخرى.
وعلى الرغم من موافقة نتنياهو الضمنية على السماح للمملكة العربية السعودية لتخصيب اليورانيوم إلا أن المعارضة داخل إسرائيل زادتها هذه الموافقة إشتعالا وغضباً.
حيث صرح يائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل ورئيس حزب "يش عتيد" في مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي على تويتر- بأن "الديمقراطيات القوية لا تضحي بمصالحها الأمنية من أجل السياسة.. إنه أمر خطير وغير مسؤول.. يجب على إسرائيل ألا توافق على أي نوع من تخصيب اليورانيوم في المملكة العربية السعودية".
كما قال "اتفاق التطبيع مع السعودية أمر مرحب به، ولكن ليس على حساب السماح للسعوديين بتطوير أسلحة نووية وليس على حساب سباق تسلح نووي في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
ويقول الخبراء إنه قد تكون هناك ضمانات يمكن وضعها لإغلاق منشأة التخصيب عن بعد، بدءاً من آلية الإغلاق الرسمية عن بعد وحتى الأنظمة التي تعمل على تسريع أجهزة الطرد المركزي إلى النقطة التي تتعطل فيها.
حيث أفاد مسؤول إسرائيلي كبير بعد الاجتماع بين نتنياهو وبايدن: "إن تل أبيب ستطالب بالعديد من الإجراءات الأمنية فيما يتعلق بأي برنامج تخصيب سعودي".
ومع ذلك، لا يوجد نظام مضمون لإغلاق منشأة عن بعد لا يمكن التلاعب بها أو حظرها من قِبَل أولئك الذين يتحكمون فعلياً في الموقع، كما يقول الخبراء النوويون.
كاتبة المقال وداد محمد كامل باحثة ومترجمة في الشؤون الإسرائيلية