أشرف رشاد يكتب: «الانتخابات الرئاسية».. سنمضى قُدمًا
أنا على يقينٍ كامل بأن الانتصار للوطن في السياسة لا يقل قيمةً ولا وطنيةً عن الانتصار له عسكريًا ودوليًا في شتى المناحي.
فالمسار السياسي هو القاطرة التى تبني على نهجه كل مسارات الوطن.
فأنا لا أتخيل وطن غير مستقر سياسيًا يعاني عدم وضوح رؤية لمساره؛ يمكنه أن ينتصر في أي مضمار آخر!!
كما أن عدم الاستقرار السياسي هو باب الفتنة الذى يجر الوطن لويلات الفرقة والصراع الذى يلوك بسطاءه، ويقهر فقراءه بلا هوادة.
لذا فالاستقرار السياسي هو اللبنة الأولى التي على أي أمة أن تضعها ثم تبدأ حراكها نحو البناء والتنمية والتقدم.
وها نحن نمر بنقطةٍ فاصلةٍ في سبيل استقرارنا السياسي الذى أتاح لنا أن نلتفت للبناء ورؤية موضع خطانا نحو المستقبل.
فنحن أكثر الأمم قدرة على إدراك قيمة الاستقرار السياسي بما مررنا به من فترات كادت أن تعصف بنا جميعًا وتسرق منا الوطن الذى لا نملك سواه.
إن الوطن المشتت سياسيًا لا يرى حتى احتياجاته، ولا يدرك أولوياته ولا يعرف علته، ولا يتمكن من ذلك إلا بعد ما يستقر ويقف على أرض صلبة آمنة وحرة مترابطة.
لقد خرجنا بفضل الله وبفضل قائدنا وزعيمنا الهمام، ووعي شعبنا العظيم، وصدق وطنيته من محاولة سرقة مصر وأخونتها لتسير مُغمِضة خلف قافلة أغنام التنظيم الدولي.
ثم تماسكنا في لُحمة وطنية وصبر وإيمان أمام غضبة الإرهاب الذى أراد الانتقام لرعاته وقد ألقينا بهم لمزبلة التاريخ..
ثم مررنا بعدها بخير بالعديد من الأزمات التى عصفت بالكثير من دول العالم كأزمة وباء كورونا أو الحرب الأوكرانية والأزمات الاقتصادية والغذائية العالمية.
مررنا بخير وصبر وإيمان بأننا منتصرين، وأن مصر ستحيا رغم كل العواصف والكبوات..
مررنا بفضل الله وما أكرمنا به من استقرار سياسي خلف قائدٍ قفز بنا على كل تلك العراقيل وراح يبني ويبحث عن المستقبل برؤى أوضح، وخطى أثبت من كل فصول الشتات السياسي التي مرت بمصر.
وها نحن أمام نقطة فاصلة في تاريخ وطننا، تستوجب علينا أن نخرج فيها جميعًا لنؤكد للرجل حرصنا على استقرارنا خلفه، وإيماننا به وبقيمة ما وفر لنا من سبل الاستقرار.
إننا أمام انتخابات رئاسية تقرر قدر وعي شعبنا وايمانه بلحمته واستقراره السياسي.
إننا أمام ملحمة نعلن فيها مواصلة الدرب نحو المستقبل بعزيمة الوطن والشعب الواحد الذى لا يدين بالفضل لتنظيم ولا منظمة، وانما حمده لله وشكره لأبناءه الأوفياء فقط.
إننا أمام ملحمةٍ تتعالى عن أصحاب المصالح، والمتطلعين لمكاسب خاصة على حساب الوطن؛ لنُكمل المسيرة في البناء والتشييد لأجيالنا القادمة.
مرحلة لا تفكر بأنانية الصارخين ملء أشداقهم شكوى من الأزمة الاقتصادية مدّعين أن أسبابها البناء والتشييد وكأن الوطن يتوقف عندهم بلا مستقبل ولا أجيال قادمة!!..
ومثلهم كمثل الذى بنى بيتًا من الخوص وراح ينام فيه منتقدًا لمن أسس قواعد بيته شامخًا من أجل أبناءه وأحفاده من بعده!!..
إن شعب مصر العظيم الذى خطّ في التاريخ بقاءه في فصول من العزة والشرف يعرفها كل قارىء للتاريخ، لابد منتصر وحي في مسار هذا العالم.
مهما عانى شعبنا يبقى، ومهما قاسى ينتصر في النهاية.. واليوم ونحن على أبواب المستقبل لن توقفنا أزمات اقتصادية عن صنع التاريخ.
فالشعوب الأبية لا يهزمها المعاناة ولا المكابدة، ولا تسلب إرادتها إلا إن باعها أبنائها لغيرهم وتفرقوا من حولها.
ولقد أثبت أبناء هذا الوطن على مر العصور أنهم أصلب من مكايد كل عداهم، وأقوى بإيمانهم من كل شراك الطامعين.
وسنعلن للعالم في الانتخابات القادمة أننا مصرين على أن -نمضى قدمًا- بإذن الله.