محيي الدين: أفريقيا فرس الرهان في حل أزمات العالم المناخية
تعد أفريقيا موطنًا للتنوع البيولوجي، وتضم أكثر من ٢٠٪ من المحميات في العالم، لذلك هي مؤهلة لتصبح مركزا مهما للطاقة في العالم.
وذلك بحسب تأكيد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، مضيفا أن أفريقيا تعد جزءا مهما من حل أزمة المناخ، وسيسهم الاستغلال الأمثل لإمكاناتها ومواردها في تحقيق أهداف العمل المناخي إقليميًا ودوليًا.
وقال محيي الدين، للإصدار الأخير من النشرة الإخبارية لتحالف جيفانز، إنه على الرغم من إسهامها الضئيل الذي لا يتعدى ٣٪ من الانبعاثات الكربونية العالمية فإن أفريقيا تعاني بشدة من آثار الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وتواجه مشكلات كبيرة من بينها الجفاف والتصحر والأعاصير، وما ينتج عن هذه المشكلات من أزمات غذاء ونزوح وهجرة، ومع ذلك فإن القارة تواجه صعوبات في تمويل العمل المناخي بسبب تزايد حجم الدين العام الذي يستنزف الموارد المالية لعدد كبير من دول القارة.
وأكد محيي الدين أن أفريقيا يمكن أن تصبح مركزاً مهماً للطاقة في العالم إذا ما توافر لها التمويل والإمكانات اللازمة، قائلًا إنه وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، يمكن لأفريقيا تزويد العالم بأسره بالطاقة منخفضة الكربون بأسعار معقولة في هيئة هيدروجين، والذي يمكنها في حال تنفيذ الخطط الخاصة به من توفير الطاقة النظيفة لنحو ٦٠٠ مليون شخص في القارة يعيشون دون كهرباء، وما يقرب من مليار شخص لا تتوفر لديهم وسائل الطهي النظيف، كما تمتلك أفريقيا ٦٠٪ من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم، ولكنها في المقابل تفتقر للقدرة على توليد هذه الطاقة.
ونوه محيي الدين باهتمام شبكة جيفانز أفريقيا خلال قمة المناخ الأفريقية بتحفيز التمويل الخاص للعمل المناخي في القارة، وتركيزها على تخطي الحواجز التي تحول دون تمويل المناخ وذلك عن طريق خفض الديون، وإيجاد المشروعات المناخية القابلة للاستثمار والتمويل والتنفيذ، والحد من مخاطر الاستثمار المناخي، وتفعيل أسواق الكربون.
وشدد رائد المناخ على الأهمية البالغة للشراكات من أجل حشد التمويل للعمل المناخي في أفريقيا والعالم كله، متوقعًا أن تساعد الشراكة الجديدة بين تحالف جيفانز وبنك التنمية الأفريقي في توحيد جهود مؤسسات تمويل التنمية والقطاع الخاص، مع التركيز على دعم منصات الدول لمشروعات المناخ وتقديم الدعم التقني والمساهمة في بناء القدرات وتفعيل أدوات التمويل المبتكر.
وأوضح محيي الدين في هذا الصدد، أن شبكة جيفانز أفريقيا تدعم الشراكة من أجل التحول العادل لقطاع الطاقة في السنغال التي تم الإعلان عنها خلال قمة نيروبي، كما تدعم الشبكة المنصة الوطنية لبرنامج (نوفي) في مصر والتي تستهدف تنفيذ العمل المناخي والتنموي من خلال مشروعات واعدة في ثلاثة قطاعات هامة هي المياه والغذاء والطاقة، مع التركيز على التحول العادل إلى الاقتصاد الأخضر.
وأضاف أن أفريقيا تعد أيضًا موطنًا للتنوع البيولوجي، وتضم أكثر من ٢٠٪ من المحميات في العالم، كما يمكنها تطوير اقتصاد حيوي وتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام ٢٠٣٠، مثل خلق فرص العمل وتحسين الصحة وتحقيق الأمن الغذائي وتوليد الثروة، ولكنها في المقابل تتلقى أقل من ٣٪ من التمويل العالمي للمناخ، مشددًا على أن اغتنام هذه الفرص وحماية التنوع البيولوجي ومصارف الكربون في القارة يتطلب بالضرورة توفير التمويل اللازم.
وفي هذا الصدد، أوضح محيي الدين أن تحالف جيفانز يعمل مع البنوك التنموية متعددة الأطراف وغيرها من المؤسسات لضمان تحسين أداء التمويل العام وحشد الاستثمار والتمويل الخاص، مضيفًا أن التحالف يدعم كذلك مبادرة أسواق الكربون الأفريقية للمساهمة في تعزيز قدرة الدول الأفريقية على تطوير مشروعات كربون عالية الجودة والحصول على سعر عادل للكربون.
وصرح محيي الدين بأن العديد من الدول الأفريقية تخطو بوتيرة جيدة نحو تحقيق التحول العادل والمنصف للاقتصاد الأخضر المستدام، قائلًا إنه خلال انعقاد منتدى التعاون الدولي واجتماع وزراء المالية والاقتصاد والبيئة الأفارقة في مصر العام الماضي، دعم الوزراء الأفارقة عمل مجلس معايير الاستدامة الدولية، ودعوا إلى الاعتماد المبكر لمعاييره من قبل الشركات الأفريقية.
وأفاد، في هذا السياق، بأن إعلان تحالف جيفانز عن الشراكة مع بنك التنمية الأفريقي خلال قمة نيروبي استهدف دعم المؤسسات المالية الأفريقية في تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري مع التركيز على خطط وتمويل التحول الأخضر، والعمل مع مجلس معايير الاستدامة الدولية ومبادرة التمويل لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لدعم اعتماد معايير الشفافية والإفصاح في العمل المناخي بما يساهم في تنفيذ خطط الانتقال العادل في جميع أنحاء القارة.