الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب .. يا راجل انت بقيت جِدّ
تربينا ونحن نشاهد الأفلام العربية على مشهد السيدة المتقدمة في العمر التي ترفض ممارسة الحب والرومانسية مع زوجها ، بسبب كبر سنها، لأن هذا لا يليق بها. نتذكر مشاهد مسرحية “العيال كبرت”، وشخصية زينب الأم المهمومة بالفواتير والمدارس والمطبخ، ومحاولات أبنائها إحياء صورتها عن نفسها كأنثى، أو فاطمة كشري في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” وهي ترد على مغازلات عبد الغفور بجملة “يا راجل ده انت بقيت جِدّ”.
ويتصور الكثير من السيدات التي تتجاوز سن الأربعين أو ما بعد ذلك ، أوالتي وصلت سن الأمان، إن كلام الحب والغزل ، يخل من مكانتها الاجتماعية، و أحد أشكال الإهانة، أو كما تردد "مش هناخد زمن غيرنا" ، عيب عليك يا راجل احنا كبرنا،بص لنفسك شعرك ابيض ،اﻻوﻻد كبرتنا خلاص، كفاية أنت مشبعتش حب وغزل.
الزواج يقاس بالحب الذي يدوم سنوات من العشرة، ومهما طالت المدة بين الأزواج؛ فالحب يجدد الزواج، والحب لا يشيب ،الحب.. لا يشيخ ولا يموت، وهو وقود الاحساس؛ لذلك فالحب لا يتغيّر بل نحن نقتله ونغيّره حسب أمزجتنا، فالزوجة عليها مهما تقدم في عمرها أن يظل حبها لزوجها دائماً حتى لا تذبل زهورها، عليها أن لا تستسلم لصروف الدهر وتخجل من حبها لزوجها حتى لا تموت غصونه، عليها أن تكف عن الكلمات المزعجة ، (كبرنا على الحب) بأن العمر بنا تقدم ،وعلينا أن نكف عن عبرات الغزل، كلمات حقاً مزعجة تقتل الحب ، تقتل المشاعر والاحاسيس التي وهبنا الله بها.
نقول للزوجات الذين يرددون " كبرنا على الحب " ، الحب مثل النهر إذا لم يكن جاري أصبح آسن ويتعفن ويمتلأ شوائب وقاذورات لذلك لابد تفعيل الحب بالكلمات الغزلية والهدايا وغيرها.
قضية العمر لا تشكل عائقاً عن ممارسة الحب بكافة أشكاله، فسن الأربعين أو الخمسين ، أو حتى السبعين دائماً ما تكون مليئة ومشحونة بالعواطف الحساسة والمشاعر الفياضة، خاصة مع تطور المحسنات اللفظية والأدبية للإنسان وكذلك المحسنات الشخصية مثل الملابس المتجددة وأدوات الزينة، والعطور.
لماذا لا نجدد حياتنا بالحب ونمارسه مع أزواجنا؟، وإذا كنا نخجل من إظهاره نوحي إليه من خلال تعبير الوجه، ونبرة الصوت، ونظرات العيون، فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي، أيضاً بالكلام العاطفي الدافئ والرقيق، مثل:"ياحياتي اشتقت لك، طمني عنك اليوم، كل يوم اشوفك في عيني أجمل وأحلى".
الحب قيمة لا تعترف بالأيام، ولا بالقيود.. الحب مشاعر لا تهرم ولا تموت؛ إنه شيء معنوي ثمين؛ فالحب يكبر بنا ولنا ومعنا متى تعهدناه، ولا يكبر على الحب إلاّ من لم يعرفه.
لماذا نجد الكثير اليوم يحاول قتل الحب والمشاعر؟، صحيح أننا نكبر بالعمر، لكن الحب يكبر معنا ويزيد من توهج المشاعر والقرب من الحبيب، فهناك لمسات مهمة في حياة الرجل والمرأة تشعل جذوة الحب مع الأيام مثل القبلة، والحضن والابتسامة، والكلام الطيب الممزوج بالغزل.
هل تساءل هؤلاء المضربون عن الحب، لماذا هم يكبرون بالعمر؟.. طبعاً الإجابة هي لأنهم بكل بساطة توقفوا عن الحب والعطاء السخي من المشاعر والأحاسيس..وعندما نقول "خلاص كبرنا على الحب".. نكون قد حكمنا على أنفسنا بالتعاسة، والموت في الحياة.
العمر لا يستحق أن يعيش بلا حب وانسجام ومشاعر متوهجة لا تذبل ولا تموت مع الأيام، فلا أحد يكبر على الحب، بل هو يكبر في داخلنا، ويجعلنا نشعر بفورة الشباب فينا مهما بلغنا من العمر عتيا، داعياً الزوجين إلى التعبير عن مشاعرهم أمام الملأ والأبناء حتى تكون من الممارسات الطبيعية مستقبلاً، ولا يخجل منها أحد؛ لأنها ستخلق لنا جيلا منفتحا متقبلا للرومانسية والحب.
من هنا أبعث برسالة لكل أمراة ، ﻻ تغفلى عن زوجك ، وقد امر الله سبحانه وتعالى الزوجه باطاعة زوجها بكل شئ فيما عدا الشرك بالله وفى الحديث الشريف لوﻻ امرت احد ان يسجد ﻻحد ،ﻻمرت الزوجة ان تسجد لزوجها. صدق رسول الله( ص) . فنتبهى بالله عليكى قبل فوات الأوان ،ولكى الاختيار اما ان يبقئ بجانبك وقلبه مع غيرك او يهدم البيت ويتزوج بغيرك او تهتمى ﻻمره وتسعدى وتستمتعى به ويسعد ويعشق ترابك وﻻ يرئ مخلوقة غيرك.