دينا أحمد تكتب ”التطوع” ثقافة مجتمعية مهدرة
تعد الأحداث والأنشطة التطوعية موردًا ثريًا لبناء رأس المال الاجتماعي للمجتمعات المحلية؛ بتعزيز معاني التطوع والولاء لدي المواطن نحو مجتمعهم علي نطاق واسع؛ من خلال المعلومات وأشكال المعارف المتدفقة عبر فعالياتها، والتي تتيح للأفراد فرص التفاعل والتفكير المعرفي مع ذويهم ومع منظمي الحدث، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك مع المشاهير ونجوم المجتمع الذين يتم دعوتهم للترويج للحدث ، وجذب جماهيره المستهدفة، وتشكيل صورة ذهنية ومكانة متميزة عنه.
وينبغي أن يشعر المتطوع بالرضا عن عمله التطوعي والخيري، وأنه يقدم مساهمة جادة مع زملائه المتطوعين، ما يتطلب امتلاك المشرفين لمهارات الإدارة والقيادة، والتخصص الوظيفي للمشرف في مهامه الوظيفية، وشرح مهام العمل للمتطوع بشكل كامل، فضلًا عن تلقي المتطوع تدريبًا كافيًا على مهامه، وكفاءة علاقات التواصل بين المتطوعين، ودقة المعلومات التي يتلقاها، غلى جانب نيل تقدير المشرفين ومديري العمل نظير الجهود التطوعية المبذولة.
وعن السمات اللازم توفرها في المتطوعين فتتمثل في إدراك المتطوع لأهمية مساعدة الغير وأهمية الأعمال الموكلة إليه وأهمية مساعدة المجتمع المحلي المنتمي إليه، وأن مهامه تبعث حيويًة ونشاطًا ورؤية مختلفة عن الأشياء؛ حيث الرغبة في اكتشاف اهتمامات جديدة.
ويمكن للمجتمعات الجادة توظيف فعالياتها التطوعية في زيادة فرص التشغيل والقضاء علي البطالة وتقديم فرص متميزةً للتعليم والتدريب والتوظيف للمواطنين؛ سواء نظير مقابل مادي أو بشكل تطوّعي من قبل الشباب الجامعي؛ بهدف صقل مهاراتهم العملية، وغرس معاني الوطنية والانتماء وحب العمل الخيري والتطوعي لديهم، ودعم الفقراء، وإعادة تدوير المخلفات الغذائية و الزراعية والصناعية لزوار الحدث، واستغلالها قوميًا في توليد المياه و الطاقة والكهرباء وفي العمليات الإنتاجية المختلفة.
وتقوم عديد الدول قبل افتتاح فعالياتها الدولية الضخمى بتصميم ورش عمل سابقة لافتتاح الحدث لشرح كيفية المشاركة في فعالياته، وإتاحة فرص العضوية والتطوع للجان تنظيم الفعالية، وإدراج ممثلي المجتمع المحلي باللجان الاستشارية للفعالية، فضلا عن تشكيل غرف للدردشة والمنتديات الإلكترونية لتبادل الآراء وردود الأفعال والتقييم الفوري لفعاليات الحدث.