مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: إجبار الفلسطينيين على الانتقال لجنوب غزة انتهاك خطير لاتفاقية ”جنيف”
قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، الجمعة، إن الأوامر العسكرية الإسرائيلية بإجبار أكثر من 1.1 مليون فلسطيني على ترك منازلهم في شمال غزة، يشكل نقلا قسريا للسكان المدنيين، في انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما الأساسي.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعث بها منصور إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (البرازيل)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن الكارثة الإنسانية والترحيل القسري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ونوه منصور إلى أن حياة كل إنسان في قطاع غزة في خطر في ظل مواصلة إسرائيل، بعدوانها الوحشي والإجرامي ضد السكان المدنيين الفلسطينيين، الذين يشكل الأطفال نصفهم تقريبا، والمتواجدين في أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض، دون ترك أي مكان أو أحد في مأمن من هذا الهجوم، حيث تقوم بتحويل أحياء بأكملها إلى أنقاض.
وشدد على أن هذا العقاب الجماعي، والتطهير العرقي، والجريمة ضد الإنسانية، وإرهاب الدولة الصارخ يحدث أمام أعين العالم، منوها أنه قد تم تهجير ما يقارب من نصف مليون شخص من منازلهم، غالبيتهم يلجؤون إلى 92 مدرسة تابعة للأونروا، والتي وصلت بسرعة إلى طاقتها الاستيعابية.
كما دعا منصور مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، وجميع الدول وزعماء العالم الذين يسعون للسلام، إلى التحرك فورا لوقف هذه الجرائم ضد الإنسانية، ووقف المجازر ضد الشعب الفلسطيني، ووقف ترحيله قسرًا، ومساعدتهم على النجاة من هذا العدوان الهمجي والكارثي من قبل إسرائيل.
وأشار منصور إلى استشهاد 1799 فلسطينيا، من بينهم مئات الأطفال، أصغرهم الطفلة نبيلة نوفل (7 أيام)، إلى جانب مئات النساء، حتى اللحظة، في الغارات الجوية والقصف، منوها إلى أنه لا يزال آلاف الأشخاص في عداد المفقودين وانقطع الاتصال بهم بسبب انقطاع الكهرباء، كذلك تم القضاء على عائلات بأكملها، حيث يصل عدد الضحايا إلى 25 شخصا في منزل واحد، أمهات وآباء وأطفال وأجداد.
وفي هذا السياق، أشار منصور إلى استشهاد موظفين في الأمم المتحدة، في غارات قوات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك، 11 موظفا في "الأونروا"، إضافة إلى 4 مسعفين، إلى جانب إصابة 6638 مواطنا، العديد منهم في حالة حرجة والذين أصبحت حياتهم معرضة للخطر مع انهيار النظام الصحي في غزة بسبب نقص الأدوية وقطع الكهرباء والوقود وجميع الإمدادات الأخرى من قبل إسرائيل.
وأشار منصور إلى أن الضفة الغربية لم تسلم من تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد السكان المدنيين، بما فيها القدس الشرقية، حيث استشهد 44 فلسطينيًا، من بينهم تسعة أطفال، وأصيب أكثر من 700 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيها الإرهابيين منذ السابع من شهر أكتوبر الجاري.
وكرر منصور مناشدة الأمين العام التحرك الفوري لضمان الدعم المنقذ للحياة وللمساعدة في وقف العنف والنقل القسري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، كما حث جميع الدول على التحرك الآن لوقف المذبحة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين وتوفير التمويل والإمدادات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك من خلال "الأونروا" ومن خلال وكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات الدولية والمؤسسات الفلسطينية، بما في ذلك جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي تعمل ببسالة لمساعدة السكان المدنيين في هذه الظروف الخطيرة والمروعة وإنقاذ الأرواح البشرية.
وشدد على ضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني من إرهاب الدولة والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحقهم، وضرورة أن يتم وضع حد للنكبة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.