السفير الإسباني لدى القاهرة: مصر وإسبانيا تشكلان جزءا مهما من ثقافة المتوسط
قال السفير الإسباني لدى القاهرة ألبارو إيرانثو، إن السائح الإسباني يتجول بأمان وراحة في جميع شوارع مصر التاريخية، ويسعد بهذه الجولات، موضحا أن مصر وإسبانيا تشكلان جزءًا مهمًا من ثقافة المتوسط، ونحن نحمل جميعًا نفس الشغف بمعرفة حضارات الآخرين، ولهذا فالإسبان يستمتعون جدًا بإقامتهم في مصر.
جاء ذلك في حوار أجراه السفير الإسباني لدى مصر، مع رئيس الإذاعة المصرية محمد نوار، والمحررة الصحفية إلهام فوزي، الذي أذيع على البرنامج الأوروبي بالإذاعة المصرية الموجهة باللغة الإسبانية، بالتزامن مع العيد القومي لإسبانيا، تحدث خلاله عن أبرز أوجه التعاون الثنائي بين مصر وإسبانيا، وبالأخص في مجالات التنمية المستدامة، والاستفادة من طاقة الشباب المصري، وإنجاز المشروعات التنموية، وغيرها.
وأضاف السفير الإسباني بالقاهرة ألبارو إيرانثو، أن العيد القومي الإسباني، الذي يوافق يوم 12 أكتوبر من كل عام، يمثل إنجازًا عالميًا في ذاكرة الشعب الإسباني، ففي ذلك اليوم من عام 1492، وصلت حملة إسبانية بقيادة كريستوفر كولومبوس، إلى السواحل الأمريكية، التي كان يجهل وجودها الجميع، ومنذ ذلك الوقت بدأت إسبانيا من خلال المحيط الأطلنطي بالتوجه إلى إعمارها، ومن هنا بدأ العالم القديم والعالم الجديد يتبادلان أوجه الحياة.
وسلّط السفير الإسباني الضوء على أهم أوجه التعاون بين البلدين، وبالأخص في مجالات التنمية المستدامة التي تشهدها مصر حاليًا، قائلاً: "إن مصر وإسبانيا دولتان صديقتان، وتجمعهما أوجه تعاون كبيرة وسريعة التطور منذ القدم"، لافتًا في الوقت نفسه إلى السعي الدائم لمحاولة تغطية جميع المجالات.
وأوضح، أن هذا التعاون يأتي على رأسه مشروعات السكك الحديدية، مضيفًا أنه يمكنه بشكل عام التأكيد على قوة التعاون الاقتصادي بين مصر وإسبانيا واستمراره، الذي يشمل حجم تبادل تجاري واستثماري ضخم يعود بالنفع على كلا البلدين.
وحول فرص استفادة إسبانيا من العنصر الشاب المصري، الذي يمثل 60% من المجتمع المصري، أكد السفير الإسباني أن هذا الأمر بالغ الأهمية، معتبرًا أن نقل الموارد البشرية هو المشروع الأهم في القرن الحادي والعشرين، موضحًا أن بلاده في حاجة دائمة لمثل هذه الأيدي العاملة من جميع أنحاء العالم، ومصر غير مستثناة من هذا.
وكشف، عن أن الاتحاد الأوروبي يعكف حاليًا على مناقشة اتفاقية جديدة تهدف إلى إيقاف الهجرة غير الشرعية التي تعاني منها أوروبا، ووضع قنوات شرعية للهجرة توفر مكسبًا متبادلاً، وبهذا يستطيع عدد كبير من الشباب من مصر وجميع دول حوض البحر المتوسط المجئ إلى إسبانيا، وأوروبا ككل، بطريقة قانونية، حيث سنوفر لهم فرص عمل متناسبة مع مؤهلاتهم.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لا يزال في مرحلة وضع القواعد وتقنين مثل تلك الأمور، حتى تصل الأيدي العاملة بطريقة متناغمة وقانونية ترضي جميع الأطراف وتفيدها، مشيرًا إلى أن هناك جالية مصرية كبيرة في إسبانيا وأنها دائمًا في موضع ترحيب، فشعبي البلدين تجمعهما صداقة منذ ملايين السنوات ويشتركان في ثقافة البحر المتوسط.
وأكد السفير ألبارو إيرانثو، أن التعاون بين مصر وإسبانيا يرتكز على النواحي السياسية والاقتصادية ومشروعات ذات هدف مجتمعي؛ منها على سبيل المثال المشروعات التي تستهدف أنماطًا اجتماعية وسياحية، كما يتعاون البلدان في مواجهة التحديات الأمنية والأخرى المتعلقة بالهجرة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال السفير إن إسبانيا تشارك مصر في مشروعاتها التنموية أخذًا في الاعتبار أن مصر لديها موارد بشرية مهمة جدًا؛ وبالأخص تلك الموارد النشطة والمتزايدة والشابة؛ ولهذا حرصت بلاده على الاستفادة من مثل هذه الموارد بالعمل في الاستثمارات الإسبانية بمصر؛ بما يسهم أيضًا في تحسين الاقتصاد المصري.
ونوه السفير كذلك بالتعاون المالي بين البلدين، وبالأخص في قطاعين مهمين جدًا للتنمية المستدامة، هما: مشروعات الطاقة المتجددة ومعالجة المياه، وتوفير سبل انتقال سريعة للمواطنين من خلال تطوير التكنولوجيا اللازمة لذلك، وتهيئة طرق ووسائل مواصلات سريعة وإنجاز العمل في تلك المشروعات.
وحول التزايد المستمر في أعداد المتعلمين للغة الإسبانية في مصر.. قال السفير الإسباني لدى القاهرة ألبارو ايرانثو: "إن هناك الآلاف من الطلبة المصريين يتعلمون الإسبانية في المراحل الثانوية والجامعية، والكثير من الجامعات والمعاهد المصرية الآن لديها أقسام لتعليم اللغة الإسبانية، فهي لغة يتحدث بها 600 مليون نسمة في أنحاء العالم، وتعلمها يقوي من مؤهلات أي شخص ويوسع من أفقهم ومداركهم وتجعلهم مؤهلين للعمل في مصر وإسبانيا وجميع أنحاء العالم".
وأضاف أن اللغة الإسبانية ليست مهمة فقط من الناحية المعرفية، ولكن أيضًا من الناحية التنموية والاقتصادية فهي اللغة الثانية على مستوى العالم، ونحن سعداء جدًا لتزايد عدد دارسي اللغة الإسبانية في مصر، لافتًا إلى أن اللغة الإسبانية ليست فقط لفتح الآفاق أمام آداب الشعوب ومعرفتها، ولكنها مهمة أيضًا لفهم فنون أخرى مثل الموسيقى والغناء، والتي تحمل تراث الشعوب.
وعن حجم الدعاية السياحية لمصر في إسبانيا.. أشار السفير ايرانثو إلى أن السلطات المصرية تمتلك أجندة لهذا القطاع المهم، ونتمنى كل النجاح لهذه الجهود حتى تستقطب أكبر عدد من أعداد السياح الأسبان في مصر، وأهم دعاية عمومًا للسياحة هي الآراء الشخصية التي يتناقلها السياح في محادثاتهم بينهم أو عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يعبرون عن رضاهم الكامل ويتبادلون الصور لهم وفيديوهات تسجل زيارتهم لمصر، وهذه هي أحسن طريقة لجذب المزيد من السياح إلى مصر.
وتابع: "زيارة مصر أصبحت موضة حاليًا في إسبانيا، وبالأرقام في عام 2022 مقارنة بالعام الماضي، فقد تضاعف عدد السياح إلى ثلاثة أضعاف، حيث سجل عدد السياح الإسبان 400 ألف، ومن المتوقع أن يتضاعف أكثر هذا العام، والدليل على ذلك أن شركات الطيران الإسبانية افتتحت خطوط طيران جديدة من مدريد وبرشلونة، ويحاولون عمل خطوط مباشرة إلى المناطق السياحية مثل (الأقصر وأسوان والإسكندرية)، وهي أكثر الأماكن طلبًا للسياحة الإسبانية".
وأكد أن السياحة ترتبط بالتنمية المستدامة في جميع المجالات مثل "النقل والطرق البرية كانت أو بحرية"، ومن حسن الحظ أن مصر أصبحت تمتلك كل هذه المقومات، وقامت بتحسينها بدعم إسباني، وفي هذا المجال نتحدث عن القطار "المريح جدًا والغاية في الراحة" مثل قطار "تالجو" الإسباني، الذي يربط القاهرة بالأقصر والقاهرة بالإسكندرية، ويستخدمه الكثير من المصريين والسياح، فهو يوفر لهم الانتقال في أنحاء مصر براحة وأمان وسرعة.