الحضور الصيني ودور الذكاء الاصطناعي يطغيان على سوق كان الدولية للتلفزيون
يطغى دور الذكاء الاصطناعي وزخم المشاركة الصينية اعتباراً من الاثنين على السوق الدولية للمحتوى السمعي البصري ("ميبكوم") التي تستضيفها مدينة كان في جنوب شرق فرنسا، وسط مناخات جيوسياسية تلقي بظلالها على الحدث الذي ستكون نجمته إيفا لونغوريا.
ويتوقع أن يجمع "ميبكوم" أكثر من 11 ألف مشارك من نحو مئة دولة على جادة لا كروازيت حتى الخميس، في هذه النسخة التاسعة والثلاثين.
وتحل الصين كما في العام 2018 ضيفة شرف على السوق، وتعود هذه السنة بزخم، إذ تشارك من خلال 300 ممثل ونحو 40 شركة، ما يشكل أكبر حضور لها منذ العام 2019 أي قبل أزمة كوفيد.
ولم تحُل دون هذا الحضور الكثيف الرقابة التي تفرضها بكين، والاتهامات التي تُوجّه إلى شبكة "تيك توك" التابعة لشركة "بايت دانس" الصينية العملاقة بكونها أداة للتجسس والتأثير على المجتمعات.
ورداً على سؤال عن الانتقادات التي قد يثيرها اختيار الصين، شددت مديرة "ميبكوم " لوسي سميث في أيلول/سبتمبر الفائت على أن هذا الحدث "سوق تجارية دولية، نفسح المجال لشركات مختلفة تمثل جميع البلدان بالمشاركة".
وذكّرت سميث بأن الصين "ثاني أكبر سوق من حيث الإنتاج التلفزيوني" بعد الولايات المتحدة.
وكما في العام 2022 بعد بدء الحرب في أوكرانيا، لن تشارك روسيا في هذه السوق التي تُعدّ من أبرز الملتقيات للقطاع التلفزيوني، ويغيب عن نسختها هذه السنة المشاهير الأميركيون بسبب إضراب الممثلين في هوليوود.
وصرح ناطق باسم "ميبكوم" لوكالة فرانس برس أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة القت بظلالها على السوق، إذ لم يتمكن المنظمون من تحديد عدد المندوبين الإسرائيليين السبعين المعتمدين الذين سيتمكنون من الحضور.
وصرف المنتج التنفيذي وبطل المسلسل الأسترالي الساخر "كوت" شون بن النظر عن الحضور إلى كوت دازور "في ضوء الوضع الراهن في إسرائيل"، بحسب بيان صادر عن شركة الإنتاج "فريمانتل".
ويتطرق المسلسل الى جنود أستراليين يتعرضون لعملية اختطاف سرية في بلد يشهد حرباً، لاعتقاد خاطفيهم أنهم أميركيون.
لكنّ "ميبكوم" لن تخلو من بريق النجوم. وتعقد نجمة "دسبريت هاوسوايفز" إيفا لونغوريا مؤتمراً مع أحد مديري شركة "بانيجاي" التي تتبوأ عالمياً صدارة الإنتاج المستقل للبرامج السمعية والبصرية.
ومن أبرز الوجوه أيضاً على السجادة الحمراء الممثل ميغيل برناردو الذي تولى بطولة مسلسل "إيليت"، إذ يحضر لمواكبة في العرض التمهيدي للمسلسل الإسباني "زورو" الذي يؤدي كذلك الدور الرئيسي فيه.
ومن أهم مسؤولي القطاع السمعي والبصري المشاركين نائب رئيس شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "تنسنت"، تزونغهواي سان، والرئيس التنفيذي لمجموعة "باراماونت" الأميركية بوب باكيش الذي توج "شخصية العام"، ورئيس مجلس إدارة "كانال +" ماكسيم سعدة الذي نال جائزة من مجلة "فرايتي" الأميركية.
وستكون القنوات المجانية التي تبث عبر الإنترنت وتمول بواسطة الإعلانات محوراً للنقاشات، بعدما أثارت الكثير من الجدل العام الماضي على إثر انطلاق مفهوم "فاست تي في" ("التلفزيون المجاني المدعوم إعلانياً").
كذلك سيتصدر الذكاء الاصطناعي مواضيع "قمة" تلفزيونية جديدة تهدف إلى "البحث في ما يمكن أن يحدث والمخاطر وغياب القواعد التنظيمية"، على ما قالت لوسي سميث.
ويساهم الذكاء الاصطناعي في مسلسل جديد من إنتاج التحالف الأوروبي ("فرانس تلفزيون" و"زد دي أف") و"كونكورديا"، مُدرج ضمن لائحة العروض، على غرار المسلسل الروائي الأوكراني "إن هير كار" الذي تدور حوادثه في بداية الغزو الروسي للبلاد في شباط/فبراير 2022.
وشرح برتران فيليغاس من معهد المراقبة "ذي ويت " أن "ميبكوم" سيبحث في الارتدادات السلبية على القطاع من جرّاء تقشّف منصات البث التدفقي بعد سنوات من الازدهار.
وأشار لوكالة فرانس برس إلى أن "تجميد الطلبيات" والتراجع الكبير في سوق الإعلانات وتَوزُّع الجمهور على أكثر من منصة تشكّل عوامل مثبطة للإبداع و"المجازفة".
وتزداد المنافسة صعوبة مع انخفاض الوقت الذي يمضيه الجمهور في مشاهدة الفيديو عبر منصات الإنترنت في سنة، بينما ترتفع معدلات مشاهدة "يوتيوب" على أجهزة التلفزيون، بحسب المدير المؤسس لشركة "أن بي أ" الاستشارية فيليب بايي، الذي يتوقع أن تزداد الحرب استعاراً بين أجهزة التلفزيون الذكية.