إسرائيل تستقبل بايدن بمذبحة مسشتفى المعمداني: 500 شهيد
ارتكبت قوات الاحتلال سلسلة من المجازر البشعة والقاسية، التي راح ضحيتها أكثر من 700 مدني أغلبهم نازحون، إضافة لقصف وتدمير بيوت فوق رؤوس ساكنيها.
وقصفت الطائرات المستشفى العربي الأهلي "المعمداني"، بقنابل ضخمة، بعد نزوح آلاف المواطنين الفارين من غارات استهدفت مساكنهم شرق مدينة غزة، ما أوقع مذبحة تعد الأكبر منذ بدء العدوان، بل منذ العام 1956.
وأكد شهود عيان أن ساحات المستشفى كانت ممتلئة عن آخرها بالجثث والأشلاء، ونقل الشهداء والجرحى استغرق وقتا طويلا، والأطباء في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، عجزوا عن مساعدة العدد المهول من الشهداء والجرحى ممن وصلوا المستشفى.
وجاءت مجزرة المستشفى المعمداني بعد يوم طويل من المجازر والمذابح، راح ضحيتها عشرات الشهداء، وتحديداً في محافظة رفح، إذ استهدفت الغارات الجوية عشرات المنازل المأهولة بالسكان بصورة مباشرة، ودون سابق إنذار.
وبخلاف مجزرة المستشفى المعمداني، شهد، يوم أمس، "الحادي عشر" للعدوان، سقوط أكثر من 700 شهيد، وما يزيد على 1200 مصاب، ليرتفع العدد الكلي للشهداء، إلى أكثر من 3500 شهيد، وما يزيد على 11 ألف مصاب، ثلثاهم من النساء والأطفال.
وأعلن عن استشهاد عضو المكتب العسكري لـ"كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة حماس، ومسؤول لواء وسط قطاع غزة أيمن نوفل، باستهداف منزل كان يتواجد فيه وسط القطاع، كما استشهد عدد من أقرباء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، باستهداف عدة منازل بمدينة غزة.
ومن بين شهداء الأمس، الصحافي محمد بعلوشة، ومدير عام هيئة المعابر في غزة اللواء بشرطة "حماس"، فؤاد أبو إبطيحان.
مجازر متواصلة
وركز الاحتلال غاراته الجوية بشكل كبير خلال ساعات الصباح، على مناطق جنوب قطاع غزة، الذي استقبل خلال الأيام الماضية مئات آلاف النازحين من محافظتي غزة والشمال، إذ تعرضت محافظة رفح لأعنف الغارات وأوسعها.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة غرب محافظة رفح، بقصف عدة منازل تعود لعائلات مخيمر، زعرب، معمر، ما تسبب باستشهاد 28 مواطناً، ثلثاهم من النساء والأطفال، وجرح العشرات، وإحداث دمار كبير في المنطقة.
كما جرى انتشال ثمانية شهداء على الأقل باستهداف منزل لعائلة الخواجا في حي الجنينة برفح، وتسعة شهداء بقصف منزل لعائلة أبو لبدة وسط المحافظة، وسبعة شهداء بقصف منزل غرب محافظة رفح تعود ملكيته لعائلة أبو سلمية.
وارتفع عدد شهداء محافظة رفح وحدها خلال 24 ساعة الماضية إلى اكثر من 120 شهيداً، و300 مصاب.
وتعرضت منازل تعود ملكيتها لعائلات بكر، وافي، زعرب، صبح، في محافظة خان يونس، لقصف مباشر، ما تسبب بسقوط أكثر من 25 شهيداً وما يزيد على 60 مصابا.
وفي وقت سابق، جرى انتشال نحو 7 شهداء معظمهم أشلاء، جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلاً تعود ملكيته لعائلة الزريعي في شارع أبو عريف في دير البلح، كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة "أبو عيسى" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وجرى نقل عدد من الشهداء والإصابات من المكان إلى مستشفى الأقصى بالمحافظة.
وقصفت الطائرات منزلاً بحي المحطة وسط محافظة خان يونس ما تسبب بسقوط عدد من الشهداء والجرحى، كما سقط سبعة شهداء، وأصيب ستة مواطنين بجروح، جراء قصف منزل تعود ملكيته لعائلة أبو مساعد في مدينة دير البلح.
كما استشهد اللواء في شرطة "حماس" فؤاد أبو إبطيحان، ويعمل مديراً عاماً لهيئة المعابر والحدود في قطاع غزة، برفقة ستة من أفراد أسرته، جراء قصف استهدف منزله في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وجرى إخلاء عدد من الشهداء والجرحى، في قصف استهدف منزلاً لعائلة القهوجي في بلدة بني سهيلا بمحافظة خان يونس، كما دمر الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً لعائلة معروف في شارع السكة بخان يونس.
واستشهد الصحافي في قناة "فلسطين اليوم" محمد بعلوشة، في قصف غادر استهدفه وعائلته بحي الصفطاوي شمال مدينة غزة.
وخلال ساعات الصباح، استقبل مشفى ناصر 25 شهيداً وعشرات الإصابات إثر استهداف منزل عائلة الجبري في الحي الإماراتي بخان يونس، بالتزامن مع قصف طيران الاحتلال منزل أبو عكر قرب مشفى الأوروبي بخان يونس وهناك شهداء وإصابات.
واستهدفت مدفعية الاحتلال مدرسة لإيواء النازحين في مخيم المغازي وسط القطاع ما تسبب بوقوع عدد من الإصابات في صفوف النازحين.
استهداف مستشفيات
وواصل الاحتلال استهداف المستشفيات في كافة أنحاء القطاع، فبعد تكرار التهديد للمستشفى الكويتي، والطلب من الأطقم الطبية تخليته تمهيدا لقصفه، أغارت الطائرات في محيط عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة.
وأكد الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أن الاحتلال يتعمد قصف محيط المستشفيات والتي كان آخرها استهداف محيط ومدخل مستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة.
كما لحقت أضرار بالغة بمستشفى الكرامة بغزة أدت لخروجه عن الخدمة جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمباني المجاورة وسقوطها باتجاهه.
ولحقت أضرار كبيرة بالمستشفى الميداني الإماراتي جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدخل المستشفى على طريق صلاح الدين.
وأكد القدرة أن الاحتلال استهداف محيط المستشفيات والطرق المؤدية إليها ما يتسبب في إعاقة وصول الجرحى والمرضى للمستشفيات، ويعرض حياة المرضى والمصابين للخطر.
في حين أكد سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي توقف بعض الأقسام والخدمات بمستشفى الصداقة التركي عن العمل وهو مستشفى الأورام التخصصي الوحيد في قطاع غزة، ما يهدد حياة المئات من مرضى الأورام.
وأكد معروف أن الساعات القادمة ستشهد توقف المزيد من خدمات المستشفيات والمرافق الصحية قسريا بسبب نفاد الوقود والأدوية والمستهلكات الطبية فيها.
وأوضح أن الساعات القادمة حاسمة في تحديد مصير آلاف الجرحى والمرضى بمستشفيات قطاع غزة، وتأخر الاستجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها المنظومة الصحية يعني الحكم بإعدام هؤلاء الجرحى والمرضى جميعا.
ودعت وزارة الصحة بغزة، محطات الوقود، وكل من لديه وقود سولار بإمدادها للمستشفيات من أجل استمرار عملها.
قصف مدفعي عنيف
وشهد يوم أمس، تكثيفا غير مسبوق في القصف المدفعي والغارات العنيفة والمتتالية على طول الحدود الشرقية للقطاع.
وتركز القصف في مناطق القرارة شرق محافظة خان يونس، وعبسان وخزاعة شرق المحافظة، إضافة لقصف شرق مدينة دير البلح، وشرق محافظة غزة، وشمال القطاع، وقصف في محيط مطار غزة.
وتواصلت طوال الوقت سقوط قذائف في محيط منازل ومزارع، وطرقات، ما أوقع عددا من الإصابات، إذ أكد شهود عيان توسع استخدام الاحتلال لقذائف الفسفور الأبيض تجاه مناطق شرق القطاع.
كما واصلت زوارق وبوارج تابعة للبحرية الإسرائيلية، كانت ترسو قبالة سواحل قطاع غزة، شن المزيد من عمليات القصف العنيفة والعشوائية تجاه مناطق متفرقة من غرب القطاع.
استمرار إطلاق قذائف
وواصلت فصائل المقاومة إطلاق مئات القذائف الصاروخية تجاه مدن وبلدات إسرائيلية تحيط بقطاع غزة، إذ استهدفت مدن السبع، وأسدود، وعسقلان، وتل أبيب، والقدس، ومطار بن غوريون، ومدينة حيفا، في شمال إسرائيل.
وقالت فصائل مقاومة في بيانات وبلاغات منفصلة صدرت عنها، أمس، إنها استهدفت مدن عسقلان، وتل أبيب، وبئر السبع، واللد، وأسدود، والقدس، ومناطق "كريات ملاخي"، و"كريات جاد".
كما استهدفت القذائف الفلسطينية معظم بلدات وقرى غلاف غزة الإسرائيلية، وسمعت أصوات خروج وانطلاق قذائف طوال الوقت من أماكن متفرقة في قطاع غزة باتجاه الشرق والشمال، كما دوت انفجارات قوية في الهواء على طول الحدود الشرقية للقطاع، نتجت عن محاولة اعتراض منظومة "القبة الحديدية"، التابعة لجيش الاحتلال للقذائف الفلسطينية.