بدء العد التنازلي لانتصار إرادة المرابطين أمام معبر رفح ودخول المساعدات إلى فلسطين
أيام مرت كالدهر منذ أوغل الاحتلالُ الإسرائيلي في قصف المدنيين.. عند هذه اللحظة بدأت القصة فانتفض الشعب المصري والمجتمع المدني من أجل مساندة الشعب الفلسطيني.
ساهم المواطنون بتبرعاتهم لأهلنا في غزة للهلال الأحمر وكيانات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.
بعد ذلك دعا التحالف الوطني لأكبر حملة تبرع بالدم لصالح الأشقاء في فلسطين فاكتظت الجامعات والمساجد والكنائس والميادين بالمتبرعين بدمائهم.
وتحت شعار "مسافة السكة لأهالينا في فلسطين" و"كتفنا في كتف أهلنا في فلسطين" شرع التحالف الوطني بجميع كياناته في جمع المساعدات والذهاب بها مصحوبة بجيش من المتطوعين إلى إخوتنا في فلسطين.
ضمت قوافل المساعدات الإغاثية المصرية قرابة 106 قاطرات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية من أجل المساعدة في تخفيف الأوضاع على الشعب الفلسطيني نتيجة الاعتداء الإسرائيلي والذي أسفر عن سقوط الآلاف من الضحايا والمصابين.
شملت المساعدات التي تحركت من القاهرة صباح السبت الماضي 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية وأكثر من 300 ألف علبة أدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى الملابس والاحتياجات اللازمة، يرافقها طاقم طبي من كافة التخصصات.
وشهدت مدينة العريش اصطفاف قاطرات القوافل المُحملة بالمساعدات الإنسانية واستعداد متطوعي التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ومؤسسة حياة كريمة لتفريغ الشاحنات بمخازن الهلال الأحمر المصري تمهيدًا لنقلها إلى قطاع غزة عن طريق إنشاء ممر إنساني عبر معبر رفح.
جاء ما سبق في إطار جهود التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ومؤسسة حياة كريمة الداعم للقضية الفلسطينية، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية لدولة فلسطين الشقيقة، وتماشيًا مع الجهود التي تبذلها القيادة السياسية ومساعيها المستمرة من أجل إنهاء تصعيد أعمال العنف التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، بما يهدد السلام الدولي ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على حقوق الإنسان.
وصلت قوافل المساعدات الإنسانية إلى مدينة العريش وبعدها معبر رفح ولم تستطع الدخول.
تزامن ذلك مع قصف مستشفى المعمداني فما كان من متطوعي التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي إلا إعلان الدخول في اعتصام مفتوح في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء.
لم يكن أمام المتطوعين إزاء ما حدث سوي الهتاف بعزيمة وإصرار "مرابطون حتى الإغاثة".
دخل المتطوعون في اعتصام مفتوح، واتشحوا بالسواد حدادا على أرواح الأبرياء الفلسطينيين الشهداء وصلوا من أمام المعبر صلاة الغائب على أرواح الشهداء.
تطورت الأحداث سريعا ولم تزد المتطوعين إلا عزيمة وإصرارا، جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد الأربعاء الماضي مع المستشار الألماني ليمثل الدعم والسند لهم، ليجددوا هتافهم "مرابطون حتى الإغاثة" ليعلنوا اصطفافهم خلف رئيسهم وثقتهم باتحاد جهود ومساعي القيادة السياسية جنبا إلى جنب مع عزيمتهم وإصرارهم وهم منتظرون أمام معبر رفح في انتظار العبور لأشقائنا في فلسطين.
ولم يكن الهلال الأحمر ببعيد عن تلك الملحمة الوطنية فالهلال الأحمر الذي يمثل تاريخه 100 عام في خدمة الإنسانية أعلن عمله على مدار الساعة لتجهيز وتعبئة المساعدات العاجلة لقطاع غزة.
كذلك طرح الهلال الأحمر من خلال صفحته على الفيسبوك 10 طرق للتبرع لغزة.
ومثل الهلال الأحمر وجهة المشاهير ونجوم المجتمع للتبرع لأهلنا في غزة فكان في مقدمتهم نجم ليفربول محمد صلاح والفنان عمرو دياب والفنان تامر حسني.
اعتصام مفتوح فاتشاح بالسواد فرفع شعار "مرابطون حتى الإغاثة"، فمظاهرات فلافتات مكتوب عليها الأرض مش للبيع.. أدخلوا المساعدات لنصل الآن لهذه اللحظة حيث بدأ العد التنازلي لفتح معبر رفح والمقرر أن يفتح أبوابه غدا لتعبر المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة لضمان وصولها إلى أبناء الشعب الفلسطيني بسلام، مصحوبة بمشاعر وأمنيات المرابطين المنتظرين أمام المعبر بالمدد والإغاثة لإخوتنا في غزة تحت الحصار.