صحيفة عمانية: الحرب على غزة تؤكد الحاجة إلى نظام عالمي جديد
أكدت صحيفة "عُمان" العُمانية، أن الحرب على غزة وما صاحبها من سقوط إنساني وأخلاقي للكثير من أنظمة العالم وساسته تعيد بشكل جلي طرح قضية حاجة عالمنا إلى نظام عالمي جديد تستطيع مؤسساته تحقيق ولو الحد الأدنى من العدالة وحماية الضعفاء وحل الخلافات الدولية وفق القوانين والأنظمة.
وقالت الصحيفة -في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "زيف مؤسسات النظام العالمي وقيمه"- إنه إذا كانت إسرائيل قد تجاوزت كل الحدود التي يمكن تصورها في ارتكاب جرائم الحرب ضد المدنيين خلال حروبها ضد الفلسطينيين وبشكل خاص جدا خلال حربها الحالية على قطاع غزة، فإن مؤسسات النظام العالمي الذي يقاتل الغرب من أجل بقائه قد تجاوزت هي الأخرى كل الحدود الأخلاقية التي يمكن تصورها عبر صمتها عن قتل الأطفال والنساء وكبار السن.
وأشارت إلى الحرب على غزة تقترب من إكمال أسبوعها الثالث وقد ارتكبت فيها جرائم لم ترتكب في أي حرب قبلها من حيث قتل الأطفال فيما تبقى منظمات الأمم المتحدة مشلولة عن الحركة لا تقوى في بعض الأحيان حتى على التنديد والشجب، وهو الدور الذي اكتفت بممارسته طوال العقود الماضية عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وما ترتكبه إسرائيل فيها من جرائم ضد الإنسانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المنظمات واللوبيات التي تتلاعب بالإدراك العام في العالم استطاعت السيطرة في الكثير من المواقف، على السردية الرائجة في العالم والمتمثلة في أن إسرائيل الآن في حالة دفاع عن النفس، دون أن يسأل أحد في هذا العالم المتقدم والمتحضر ما دخل قتل الأطفال والنساء وهدم المنازل السكنية والتهجير القسري في الدفاع عن النفس!
وأكدت الصحيفة أن الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة اليوم هي جرائم إسرائيلية ولكنها، أيضا، أعراض لمرض أعمق في نظامنا العالمي ولا يبدو أن ثمة أملا في أن يتخلص هذا النظام من أمراضه المستعصية إلا بظهور نظام عالمي جديد يقدر حقا معنى الإنسانية ويؤمن بفكرة المساواة بين البشر ليس على مبدأ لون العينين أو لون بشرة الجسم ولكن على مبدأ أن الجميع بشر وإن اختلفت ألوانهم أو أعراقهم أو جنسياتهم أو أديانهم.