بوابة الدولة
الأحد 22 ديسمبر 2024 11:39 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

ناصر عراق في ذكرى 50 عامًا على رحيله: طه حسين أهم مثقف مصري وعربي في الألف عام الأخيرة

عميد الأدب العربي طه حسين
عميد الأدب العربي طه حسين

تحتفي الأوساط الثقافية في مصر والعالم العربي بالأديب الفذ عميد الأدب العربي طه حسين، وذلك بمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيله، إذ يعتبر طه حسين أهم كاتب وأديب مصري وعربي في القرن العشرين على الإطلاق.

وقال الكاتب والروائي ناصر عراق، إنه في 28 أكتوبر 1973 رحل طه حسين، لكن أنت وأنا وهي وهو وهن وهم، وكل من يقرأ هذا المقال مدين بشكل أو بآخر إلى عميد الأدب العربي، الذي أطلق قبل عقود صيحته المدوية "التعليم كالماء والهواء"؛ حيث يجب أن يتوافر بالمجان لكل أفراد الشعب! وقد حقق هذه الرغبة أو الصيحة عندما صار وزيرًا للمعارف في حكومة الوفد عام 1950.

واعتبر "عراق"، أن عبقرية طه حسين تتجلى في أمور كثيرة منها قهر العاهة التي عطلت حاسة البصر لديه إلى الأبد وهو ما زال طفلاً صغيرًا، فلم يخضع لذل العمى، ولم يمتثل للقوانين التي تفرضها العاهات دائمًا على من يُبتلون بها. ومنها أيضًا التخلص من شرور الجهل الذي كان سائدًا في بيئته وعصره بصورة مخيفة. (هو من مواليد 14 نوفمبر 1889)، وتعلم وأعمل عقله وتأمل، وتخفف من حمولة الخرافات والأساطير التي كانت تثقل أكتاف ذويه وأهله، فاكتشف لذة التفكير ومتعة الشك فيما هو راسخ ومكين في أذهان الناس، فحارب الخزعبلات، وطارد الذين يروجون لها ويحتقرون العقل وقدراته، (كتابه "في الشعر الجاهلي" يعد نموذجًا مدهشًا)، فأصاب كثيرًا وحقق نجاحات لم يسبقه إليها أحد قبله ولا بعده حتى هذه اللحظة!.

وأكد "عراق"، أن عبقرية العميد لم تتوقف عند هذا الحد، بل سطعت أنوارها في مجال الإبداع كذلك، فخاض في فن الرواية وهو ما زال غضًّا يقترب منه المبدعون بحذر، وترجم الكثير من كلاسيكيات الأدب العالمي ليتسنى لنا نحن أبناء العربية معرفة كيف كان يكتب الآخرون ويبدعون من أصحاب الأمم المتقدمة التي سبقتنا في صناعة الحضارة وقطف ثمارها!.

أما مواقفه الصلبة أمام الذين يتشددون كلما جاء برأي جديد أو فكرة تخاصم قناعاتهم المتحجرة فحدث عنها وأفض، كذلك ينبغي الوقوف أمام مقدرته على مواجهة بطش السلطات -سأتحدث عن بعضها توًّا- التي تؤكد أن الرجل ينحاز دومًا إلى ما يرى أنه الحق، وأنه لا يمالئ ولا ينافق إذا كانت هذه الممالأة وهذا النفاق سيجوران على حريته في الفكر والفعل!.

وتساءل عراق؛ يبقى السؤال: هل تعرف كيف أتاه لقب عميد الأدب العربي؟ ومتى؟ تعالَ أقص عليك نبأ هذا اللقب الذي استحقه الرجل أيما استحقاق، وانتقل معه من قرن إلى آخر منذ أن التصق به عام 1932 وحتى رحيله في 28 أكتوبر 1973 وإلى الآن، وأظن أن هذا اللقب سيظل مقترنًا بطه حسين إلى الأبد.

وتابع "أظنك تعرف أن مصر كابدت حكمًا ديكتاتوريًّا ظالمًا في الفترة من 1930 حتى 1934، إذ كان رئيس الوزراء إسماعيل صدقي باشا يمسك البلد بالحديد والنار، وذلك بالاتفاق مع المستبد الأول الملك فؤاد، فألغى الدستور وعطل الحياة النيابية واعتقل السياسيين، كما أقدم على تأسيس حزب خاص من الكبار الذين لا يعترفون بحقوق الناس وأطلق عليه اسم حزب "الشعب" ليواجه به حزب الأغلبية "الوفد"!".

وقد حاول صدقي أن يستقطب طه حسين الشخصية المرموقة وعميد كلية الآداب آنذاك، ليترأس صحيفة الحزب التي أطلق عليها الاسم نفسه مقدمًا له كل الإغراءات، لكن طه رفض فلم ييأس رئيس الوزراء وطلب من العميد أن يكتب افتتاحية العدد الأول فقط، فاعتذر الدكتور طه قائلا: "إن كتابتي في جريدة الشعب تضرنا جميعًا ولا تنفع أحدًا، فليس من مصلحة الحكومة أن يعرف الناس أن الموظفين يكتبون في صحفها، ولا ينبغي لعميد كلية من الكليات أن يسخر نفسه للكتابة في صحف الحكومة، فيتعرض لازدراء الزملاء والطلاب جميعًا"!.

لم ينسها رئيس الوزراء وأسرّها في نفسه، مبيتًا الغدر بالدكتور طه، وهكذا حين واتته الفرصة لم يتردد في التنكيل به لحظة، ففي 3 مارس 1932 أصدر وزير المعارف حلمي عيسى باشا قرارًا بنقل طه حسين -عميد كلية الآداب- إلى وظيفة مراقب التعليم الابتدائي بالوزارة!.

رفض العميد الانصياع للقرار الجائر ورفع قضية ضد الحكومة يطالب فيها "بتعويض عن فصله تعسفيًّا" كما جاء في كتاب "فؤاد الأول.. المعلوم والمجهول" للدكتور يونان لبيب رزق الصادر عن دار الشروق 2005. هنا بالضبط بانت تفاصيل جديدة في المشكلة حينما كتب عنها طه حسين في الجرائد، حيث أوضح أن وزير المعارف طلب منه يوم 9 يناير 1932 أن تمنح الجامعة المصرية ألقاب الشرف لأربعة من "المصريين النابهين" بمناسبة زيارة الملك فؤاد للجامعة. رفض الدكتور طه مطلب الوزير لأن من رشحهم لنيل "ألقاب الشرف" مجرد مجموعة من السياسيين -وليسوا علماء أو مفكرين- الذين ينتمون لحزب "الشعب" إياه، وبجرأة معهودة خاطب الوزير قائلاً: "كما لا يرضى الجامعة أن تمنح ألقابها بأمر الوزير، ورجاه أن يعدل عن رأيه وألا يورط الجامعة في السياسة، فهي ناشئة ومن حقها أن تكون لمصر كلها وللعلم وحده"!.

المهم غضب الوزير واحتد، في الوقت الذي اشتعلت فيه الجامعة، طلابًا وأساتذة، احتجاجًا على نقل الأستاذ العميد، فخرجت المظاهرات وعمَّ الإضراب الذي بدأه طلاب كلية الآداب ثم انضم إليهم طلبة كليتي الطب والعلوم. ومع ذلك لم يتراجع الوزير عن قرار نقل الدكتور طه حسين الذي فضح مؤامراتهم وألاعيبهم في أحاديث أدلى بها إلى جريدتي "الأهرام والجهاد"، الأمر الذي أهاج حكومة صدقي، فعقدت اجتماعًا طارئًا يوم 30 مارس 1932 اتخذت فيه قرارًا هذا منطوقه: "فصل طه حسين أفندي الموظف بوزارة المعارف العمومية من خدمة الحكومة".

وبغض النظر عن الصياغة السخيفة للقرار التي تقلل من شأن الدكتور طه، فإن الطلاب والأساتذة والمثقفين المصريين والعرب لم ييأسوا، حيث أعلنوا أن طه حسين ليس عميدًا لكلية الآداب فقط، وإنما هو "عميد الأدب العربي" كله!.

هكذا نال الأستاذ العميد لقبه المتلألئ من الشعب المصري والعربي كله بجدارة، وظل محتفظًا به إلى الآن، أما الوزير حلمي عيسى ورئيسه إسماعيل صدقي والمسؤولين الظلمة كافة، فقد أسقطهم التاريخ من حسابه، وبقى طه حسين اسما براقًا ناصعًا في عقل ووجدان أمة بأسرها، بوصفه أهم مثقف مصري وعربي في الألف عام الأخيرة.ر

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى22 ديسمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.8700 50.9697
يورو 53.0523 53.1665
جنيه إسترلينى 63.9385 64.0791
فرنك سويسرى 56.9589 57.0770
100 ين يابانى 32.5214 32.5873
ريال سعودى 13.5411 13.5699
دينار كويتى 165.1141 165.4915
درهم اماراتى 13.8493 13.8780
اليوان الصينى 6.9714 6.9859

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4309 جنيه 4286 جنيه $84.28
سعر ذهب 22 3950 جنيه 3929 جنيه $77.26
سعر ذهب 21 3770 جنيه 3750 جنيه $73.74
سعر ذهب 18 3231 جنيه 3214 جنيه $63.21
سعر ذهب 14 2513 جنيه 2500 جنيه $49.16
سعر ذهب 12 2154 جنيه 2143 جنيه $42.14
سعر الأونصة 134012 جنيه 133301 جنيه $2621.37
الجنيه الذهب 30160 جنيه 30000 جنيه $589.95
الأونصة بالدولار 2621.37 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى