المفوض السامي لحقوق الانسان بالأمم المتحدة: العملية البرية الإسرائيلية في غزة سيكون لها عواقب كارثية
قال فولكر تورك المفوض السامى لحقوق الانسان بالأمم المتحدة إن العملية البرية الاسرائيلية واسعة النطاق المحتملة فى غزة ستكون لها عواقب كارثية وستعرض آلاف آخرين من المدنيين للموت .
واضاف تورك - في بيان له بعد ظهر اليوم السبت فى جنيف - أن الأزمة الرهيبة فى غزة قد انتقلت الى مستوى جديد من العنف والألم بعد القصف والعمليات البرية التي نفذتها القوات الاسرائيلية في غزة الليلة الماضية والتى كانت الأكثر كثافة حتى الان .
وأضاف أنه مما زاد من بؤس ومعاناة المدنيين أن الضربات الاسرائيلية على منشات الاتصالات السلكية واللاسلكية وما تلاها من قطع الانترنت قد تركت سكان غزة بلا وسيلة لمعرفة ما يحدث فى جميع أنحاء غزة وقطعتهم عن العالم الخارجى .
ولفت تورك إلى أنه ونظرا للطريقة التي تدار بها العمليات العسكرية فى غزة حتى الان وفى سياق الاحتلال المستمر منذ 56 عاما فانه يدق ناقوس الخطر بشأن العواقب الكارثية المحتملة للعمليات البرية واسعة النطاق في غزة واحتمال تعرض الاف اخرين من المدنيين للقصف والموت .
وأوضح تورك الذى ذكر جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الانسانى الدولى والقانون الدولى لحقوق الانسان أن قصف البنية التحتية للاتصالات يعرض السكان المدنيين لخطر جسيم خاصة وان سيارات الاسعاف وفرق الدفاع المدني لم تعد قادرة على تحديد مكان المصابين أو آلاف الأشخاص الذين يقدر أنهم ما زالوا تحت الأنقاض كما لم يعد المدنيون قادرين على تلقي معلومات محدثة حول المكان الذي يمكنهم فيه الوصول الى الاغاثة الانسانية والأماكن التى قد يكونون فيها أقل عرضة للخطر اضافة الى ان الصحفيين لم يعد بامكانهم الان الابلاغ عن الوضع .
وأشار المفوض الأممى إلى أن مكتب حقوق الانسان لم يعد قادرا على الاتصال بموظفيه هناك والذين تحملوا أياما وليال تحت القصف المتواصل لغزة وفقدوا عائلاتهم وأصدقائهم ومنازلهم في الغارات التي أسفرت عن مقتل عدة آلاف في غضون ثلاثة أسابيع فقط وتدمير أحياء كاملة في جميع أنحاء غزة .
واكد على انه لا يوجد مكان امن في غزة ولا يوجد مخرج معربا عن قلقه على زملائه وكذلك على جميع المدنيين في غزة .
وقال المفوض السامى ان الناجين سيواجهون - عندما تنتهى الاعمال العدائية - أنقاض منازلهم وقبور أفراد أسرهم مؤكدا على أن الحاق الجروح والصدمات بمئات الالاف من الأشخاص لا يساعد أحدا .
وحذر من أن العواقب الإنسانية والمتعلقة بحقوق الانسان ستكون مدمرة وطويلة الأمد خاصة بعد ان مات الالاف بالفعل وكثير منهم من الأطفال .
وشدد المفوض السامي على ان استمرار العنف ليس هو الحل ودعا جميع الأطراف وكذلك الدول الثالثة ولا سيما تلك التى تتمتع بنفوذ على أطراف الصراع الى بذل كل ما في وسعها لتهدئة هذا الصراع والعمل على تحقيق الهدف الذى يتمكن فيه الاسرائيليون والفلسطينيون من التمتع الكامل بجميع الحقوق والعيش جنبا الى جنب فى سلام .