مركز الأزهر للفتوى يعقد ملتقاه الفقهي الرابع تحت عنوان «هيئات ومؤسسات الفتوى ودورها في دعم القضية الفلسطينية»
عقد اليوم الاثنين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ملتقاه الفقهي الرابع، تحت عنوان: «هيئات ومؤسسات الفتوى ودورها في دعم القضية الفلسطينية»، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر بالقاهرة، بحضور نخبة من علماء الأزهر والمفكرين وقادة الرأي والفكر، والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وشباب الجامعات.
ألقى الكلمة الافتتاحية للملتقى فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وأكد خلال كلمته أن الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين كيان غاصب وعنصري، لا يراعي حرمةً للإنسانية ويمارس إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، ويعتدي بشكل وحشي على حق الشعب الفلسطيني وحريته، بما ينافي ويعادي رسالات الرسل والأنبياء -وفي مقدمتهم سيدنا موسى عليه السلام- الذين أرسلوا بالأديان حتى تكون نبراسًا يضيء للناس طريق السلام والعدل والهدى والرحمة والنجاة.
وأشار إلى أن الاحتلالات لا تدوم، وعاجلًا أم آجلًا سيُطرد هذا الإجرام الصهيوني من الشرق، وستعود فلسطين قريبًا إلى أهلها حُرَّةً عزيزةً ودولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وسيأتي يوم قريب نجول فيها أرضَ فلسطين العربية الحرَّة، بأمنٍ وسلامٍ من شمالها لجنوبها، ومن شرقها لغربها.
من جانبه أكد سعادة السفير الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي البارز والرئيس السابق لمكتبة الإسكندرية، أنَّ الأزهر الشريف جزء أصيل من منهجه دعم القضية الفلسطينية، ودائمًا رأينا مواقف علمائه في هذا الشأن لا يخشون في الحق لومة لائم، ويقولون الحق في وجه كل عدوان مهما كان قوته، والتاريخ يشهد على المواقف الأزهرية المشرفة والتي تؤكد أن هذه المؤسسة لها دور مهم وتاريخ طويل في دعم الحضارة الإنسانية، مبينًا أن موقف الأزهر موقف مؤثر استنادًا إلى مكانة الأزهر وشيخه في العالم أجمع، ودائما ما عهدنا الإمام الطَّيب قويًّا في الحق، ناصرًا للعدل، لا يلين، وموقفه الحالي مع إخواننا الفلسطينيين مسلميهم ومسيحييهم موقف مشرف يسطره التاريخ بحروف من نور.
كما أكد فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن هناك دور مهم ورئيس للخطاب الإفتائي في بناء الوعي، والتصدي لحملات التشويه الممنهجة للحقائق التاريخية الثابتة، وهو الدور الذي اضطلعت به فتاوى الأزهر في دعم القضية الفلسطينية في كل مراحلها؛ إيمانًا من علماء الأزهر بحق الشعب الفلسطيني الثابت تاريخيًّا ودينيًّا، ولا يزال هذا الدور مستمر في مساندة القضية الفلسطينية، كما استعرض الهدهد جانبًا من وثائق الأزهر الشريف التاريخية ومواقف علمائه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية في كل مراحلها، والتي أكدت جميعها حق الأمّة في نضالها لاسترداد الأرض وحماية المقدسات من اعتداءات الكيان الصهيوني الغاشم.
وأشار فضيلة الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ألى أن إطلاق لفظ الفتوى على كلام الحاخامات توصيف غير دقيق، لأن كلامهم لا يعدو أن يكون تصريحات إرهابية كأحد أساليب الحرب النفسية، ومصطلح الفتاوى الشاذة يطلق على الفتاوى الدينية غير المنضبطة بضوابط، وهذا من باب وضع الأمور في نصابها، لأن الحروب الفكرية لا يقل تأثيرها وخطرها عن الحروب العسكرية، وهو ما يؤكده استعانة الكيان المحتل واستخدامه كلام حاخاماته ليجيشوا الجماهير خلفهم.
وأكد الدكتور الصغير أن هناك دور مهم ومحوري لمؤسسات الفتوى لنبذ الفتاوى الشاذة التي تنطلق من خيال مؤلفيها للرد عليها وتفنيدها، وعلى وسائل الإعلام أن تدعم هذا الدور المهم الذي تقوم به المؤسسات الإفتائية في تنقية العقول من الأفكار التي تشعل الحروب والصراعات، وينبغي على وسائل الإعلام أيضا ألا تتداول الفتاوى الشاذة وألا تفسح لها المجال لتعرض على الجمهور، حتى لا يقع أحد فريسة لتلك الفتاوى.
وفي ختام الملتقى أكد الدكتور أسامة الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن قضية فلسطين كانت وستظل قضية الأزهر الشريف -وقطاعاته المختلفة، والتي منها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية-؛ بل ملء قلبه وعقله، وجدانه وفؤاده، مواقفه حيالها واضحة، وكلماته في نصرتها مؤثرة مدوية، ثم اختتم الحديدي الملتقى بإلقاء البيان الختامي، وعَرَض مخرجاته وتوصياته.
وعلى هامش الملتقى سلّم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية شهادات حضور مجتازي الدورات الـ 17 الأخيرة من دوراته المتخصصة لتأهيل المقبلين على الزواج.
جدير بالذكر أن الملتقى الفقهي هو أحد أدوات مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية البحثية والتجديدية الإفتائية، والتي يعقدها المركز بصفة دورية، ويناقش من خلاله العديد من المستجدات والقضايا الدينية والحياتية المختلفة.