الكاتب الصحفى صلاح ضرار يكتب : نكت الجنوب والشمال فى مصر هدف استعمارى لتفتيت وحدة المصريبن
الشعب المصرى شعب خفيف الدم والظل اكتسب هذه الصفة الحميدة منذ فجر التاريخ وعرفتها عنه كل شعوب العالم القديم والحديث
حيث لا تخلو احاديث المصريين من مداعبات وقفشات وابتسامات تضفى على مجالسهم جوا من المرح والسعادة تفتقدها بلاد أخرى من العالم العربي والعالمى
وصفة المرح والابتسامات التى يتحلى بها المصريون في جنوب مصر وشمالها جاءت متجاوبة مع ما يطالب به الإسلام
من ضرورة التحلى باللين والبشاشة وطلاقة الوجه والمرح ولا بأس من المزاج البرئ الخالى من الابتزال والسخرية .
وقد اورد الله تعالى فى كتابه العزيز من الآيات التي تبين أن الضحك والتبسم صفة حميدة اتسم بها الله عز وجل كما جاء قوله تعالى . (وأنه هو اضحك وابكى ) كما تحلى بها كثير من الأنبياء الصالحين . منها سيدنا سليمان فى قول الله تعالى .( فتبسم ضاحكا من قولها ) وقوله تعالى ( وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة)
أما ما ورد عن تبسم الرسول صلى الله عليه وسلم ومزاحه البرئ مع أصحابه .
كان سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه يحسن النكته فكان النبى عليه الصلاة والسلام يأنس اليه ويبادله النكته بالنكته والدعابة بالدعابة .
وذات يوم جلس الرسول صلى الله عليه وسلم مع الإمام على كرم الله وجهه يأكلان التمر وأمام كل منهما قصعة لوضع النوى فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يغافل عليا ويرمى النوى كله فى قصعة على ثم أمسك الرسول بقصعة على وهى مليئة بالنوى وقال له يا على ما اسرعك فى اكل التمر فأمسك على بقصعة الرسول وهى خالية من النوى وقال يا رسول الله إنت اسرع منى من أكل التمر مع نواه .
كذلك كان صلى الله عليه وسلم ومزاحه مع سيدة عجوز جاءت اليه وطلبت منه أن يدعو لها الله أن يدخلها الجنة فقال لها " لا يدخل الجنة عجوز " فبكت . فتبسم لها الرسول "وقال لها أما سمعت قول الله تعالى" انا انشأناهن انشاءا فجعلنا هن ابكارا عربا اترابا "
ومن هنا أردت أن نسطر لقراؤنا بعض المواقف الباسمة فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وإصابة الكرام ليتضح فيها انها كانت بريئة بعيدة عن الابتزال والاسفاف والسخرية من الآخرين .
ومن هنا نهى الله تعالى عن السخرية فى قوله تعالى ( ياابها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ) إلى نهاية الآية الكريمة .
وبتالى لا يجوز ابدا أن تسخر من أحد ولو بقصد الاضحاك ولا بالقول أو الفعل أو باللمز .
ومن المؤسف أن هذه الأفعال كان وراءها المستعمر البغيض الذي أراد أن يفتت الوحدة القومية للقطر المصرى ويحدث شرخا فى صفوف المصريبن ويلقى بينهم العداوة والبغضاء والسخرية من بعضهم البعض وبالتالي راح يروج النكات على أبناء الجنوب تارة وعلى أبناء الشمال تارة أخرى وانشغل المصريون بتلك النكات الهابطة وراح كل فريق يعد نكاتا على الفريق الآخر لا تخلو من السخرية واحيانا الابتزال .
ولكن المصريون فهموا المؤامرة الخبيثة منذ زمن بعيد واصبحوا ليس لديهم اى اهتمام بمثل هذه الأفعال التى لا تؤثر سلبا على قوميتهم ووطنيتهم .
ومازال الاستعمار وخاصة فى الوقت الحالى والراهن يرمي بظلاله على
الدول العربية والإسلامية بخبائثه من خلال خلق الفرقة بين أبناء الوطن الواحد وفرض السيطرة على إدارة المنطقة بأساليب الهيمنة والاطماع فى ثروات البلاد العربية والإسلامية وتدمير وحدة العرب . ولكن هناك بعض الدول العربية انسلخت من عروبتها وطبعت مع إسرائيل الد أعداء الإسلام والعرب فى الشرق الأوسط .
فاللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وارحم شهداء فلسطين وانصر المقاومة الفلسطينية واللبنانية واجعل لهم الغلبة على العدو الصهيونى ومن يدعمه .
يارب العالمين