السفير حجازى: جهود مصر فى التوصل لهدنة بقطاع غزة أعطت وقتا لإدارة المشهد
أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير الدكتور محمد حجازي، أن الجهود المصرية، بالتعاون مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق الهدنة المؤقتة وتبادل المحتجزين بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، أعطت أملا ومزيدا من الوقت لإتاحة الفرصة لإدارة المشهد شديد التعقيد والتوصل لتهدئة وتسوية للأزمة ووقف إطلاق النار بشكل مستدام.
وقال السفير حجازي ، اليوم الخميس - إن مساعي مصر في تلك الهدنة جاءت إدراكا للخطر الذي بات يتهدد الجميع، وضرورة العمل سريعا على إيجاد حل عاجل يسمح بدخول المساعدات الإغاثية لأهل القطاع المنكوب.
وأضاف أن نفاذ المساعدات الإنسانية لداخل القطاع، هو الأولوية الأولى التي حققتها مصر بجانب التوصل إلى اتفاق الهدنة بالتعاون مع شركائها، الأمر الذي سيؤسس لمرحلة وقف إطلاق النار بصورة مستدامة، موضحا أن وقف إطلاق النار سيضع حدا للمخاطر المحيطة بالإقليم وتزايد احتمالات دخول أطراف أخرى إقليمية ودولية في حلبة الصراع؛ مما كان سيزيد المشهد تعقيدا ويهدد بإطالة أمد النزاع وسيأتي بنتائج وخيمة على السلم والأمن الدوليين.
وشدد على ضرورة تكثيف الاتصالات والعمل الدبلوماسي الدؤوب وبلا كلل خلال المرحلة القادمة؛ لتثبيت وقف إطلاق النار، واستمرار إدخال المساعدات الإنسانية وإغاثة النازحين والمدنين داخل القطاع، ومساعدتهم على العودة لمناطقهم، وتهيئة الأوضاع لمعيشتهم، بجانب عدم السماح لإسرائيل بالعودة إلى مسلسل الاعتداءات الوحشية على المدنيين، الأمر الذي أثقل الضمير العالمي وأنذر بأننا أمام خطر تمثله تلك العقلية الإسرائيلية شديدة العنف والتطرف على أمن واستقرار منطقتنا.
ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه على الأسرة الدولية الاتفاق، على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الأمثل لتسوية هذا الصراع، وعلى ضرورة تبني قرار في مجلس الأمن خلال المرحلة الراهنة يؤسس على مشروع قرار الجمعية العامة المقدم عن المجموعة العربية والذي تبنته 121 دولة؛ لتبني رؤية لمرحلة ما بعد الحرب، وفقا لإطار زمني للوصول إلى حل الدولتين، ورؤية للصراع تعتمد على العدالة والقيم الإنسانية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وترك الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة لمصيرها وليحكم على جرائمها شعبها بعد أن حكمت على تصرفاتها وقيمها المنهارة مئات الألاف من جماهير وشعوب العالم الحر، الذي جابت شوارع كبرى العواصم والمدن الأمريكية والأوروبية والآسيوية، مستهجنة تلك القيادة المتطرفة بعد أن أخلت بالأمن والاستقرار وأضرت بشعبها وهددت المنطقة.
وأشار إلى ضرورة تضافر الجهود؛ لبلورة مقاربة دولية جديدة تسعى إلى تحقيق حل الدولتين في أقرب وقت ووفقا لجدول زمني محدد يحترم وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقطاع ويرفض مؤامرة التهجير القسري، لحل هذا الصراع - الذي أرهق العالم لعقود طويلة - من جذوره.