الجامعة العربية: الجهود الإغاثية لغزة لن تحقق أثرا ملموسا دون وقف إطلاق النار
أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إن التدهور الكبير الذي شهده الوضع الإنساني في قطاع غزة، والتزايد المطرد في أعداد الشهداء، وتفاقم الوضع الغذائي وصولاً إلى حالات تقترب من المجاعة، وانهيار الوضع الصحي بشكل كامل تقريباً وانتشار الأمراض على نحوٍ وبائي، يُشير بوضوح إلى أن الجهود الإنسانية والإغاثية لا يُمكن لها أن تُحدث أثراً ملموساً، أو أن تغير في صورة الوضع الإنساني، من دون وقفٍ كامل وشامل لإطلاق النار.
وقال السفير زكي -في كلمته اليوم الأربعاء في المؤتمر الإنساني الدولي من أجل السكان المدنيين في غزة عبر خاصية "الفيديو كونفرانس"- إن الجامعة العربية ترى أن كل خطوة لإنقاذ السكان المدنيين والتخفيف من معاناتهم في غزة هي جديرة بالترحيب، إلا أن العهود التي تقطعها الدول لا تحمي المدنيين من ويلات القصف والتهجير القسري والموت جوعاً أو مرضاً.
وأضاف: "تلك هي الحقيقة التي تتجدد كل يوم أمام أعيننا على نحو فاضح ومؤلم.. فاضح لمواقف المُجتمع الدولي الذي مازال عاجزاً ، وبسبب عدم وضوح مواقف دول تعجز عن استجماع إرادته لوقف المذبحة فوراً، ومؤلم لكل أصحاب الضمائر في العالم الذين يُتابعون ارتحال نساء غزة وأطفالها من شمالها إلى جنوبها، هرباً من ضربات عشوائية لا تُميز بين طفل ومقاتل، ولا ترحم شيخاً أو مريضاً".
وتابع الأمين العام المساعد "اليوم،لا مكان يذهب إليه مئات الآلاف الذين تنقل بعضهم بين أكثر من ملاذ آمن عبر الشهرين الماضيين، بعد أن اتضح بجلاء أن لا مكانَ آمناً في غزة، لا في الشمال ولا الجنوب.. لا في مدارس "الأونروا" ولا في المستشفيات.. وكل إنسان في غزة هو هدف محتمل ومُستباح للقتل في أي وقت، وأي مكان".
ونبه إلى أن التعهدات الإنسانية والالتزامات بتقديم المساعدات ستظل محدودة الأثر في إنقاذ السكان طالما استمرت آلة الحرب، أما إحكام الحصار والتحكم في كميات المساعدات التي تدخل القطاع ونوعيتها من قبل جيش الاحتلال، فهو في حقيقة الأمر حكمٌ مؤجل بالإعدام على مئات الآلاف الذين لا تصلهم الإغاثة في الوقت المناسب.