ضياء رشوان: الانتخابات الرئاسية مسار جاد نحو تعددية سياسية حقيقية
تشهد مصر مرحلةً مهمةً وفارقةً فى تاريخها السياسى، باستحقاق الانتخابات الرئاسية 2024، التى تُعد خامس انتخابات رئاسية تعددية تشهدها البلاد فى تاريخها الحديث، وتكتسب انتخابات 2024 أهميتها الإضافية من كونها خطوة رئيسية فى مسار الدولة الجاد نحو التحول الديمقراطى والتعددية الحزبية والتنافسية السياسية، والتى أتت بعد عام ونصف العام من حوار وطنى جاد وغير مسبوق، شمل كل مكونات المجتمع المصرى السياسية والنقابية والأهلية.
وقد تجلى هذا المسار الجاد نحو تعددية سياسية حقيقية، فى مشهد التنوع السياسى للمرشحين للانتخابات الرئاسية، والذى شمل أربعة مرشحين:
المرشح عبدالفتاح السيسى، وهو مرشح مستقل.
المرشح فريد زهران، وهو رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ومن أبرز مؤسسى "الحركة المدنية الديمقراطية"، التى تُعد أكبر كتلة للأحزاب المعارضة فى مصر.
المرشح عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، أعرق الأحزاب الليبرالية المصرية وأقدم الأحزاب فى مصر على الإطلاق.
المرشح حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، وهو ثانى أكبر الأحزاب المصرية تمثيلًا فى مجلس النواب.
ومع إعلان القائمة النهائية للمرشحين وبدء الدعاية الانتخابية، سعت كل جهات الدولة وفى مقدمتها الإعلام، لخلق مناخ من الانفتاح والتنافسية الكاملة، وأعمال مبدأ تكافؤ الفرص والوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وتأكيد حق المواطن فى معرفة كل المعلومات عن المرشحين كافة وبرامجهم وأطروحاتهم، وقد تجلى هذا فى تكافؤ فرص المرشحين جميعًا فى عقد الندوات والمؤتمرات الصحفية والجماهيرية واللقاءات الفئوية فى مختلف محافظات الجمهورية، فضلًا عن الظهور الإعلامى بمختلف الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة.
ووفق الدستور والقوانين المصرية، فقد تم إنجاز المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية خارج مصر، خلال الفترة من 1 إلى 3 الشهر الجارى، فى أجواء إيجابية، فى 137 لجنة انتخابية موزعة على 121 دولة، وقد تم تقديم تسهيلات عديدة لتمكين المواطنين المصريين فى الخارج من التصويت بمقار السفارات والقنصليات المصرية، وذلك بإشراف كامل من الهيئة الوطنية للانتخابات، وبالتنسيق الوثيق على مدار الساعة مع وزارتى الخارجية والدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج. وكان مشهد لجان التصويت بالخارج خلال الأيام الثلاثة مُشرفًا ويليق بهذا الاستحقاق الانتخابى الأعلى فى البلاد، وهو ما ستقوم الهيئة الوطنية للانتخابات بإعلان نتائجه التفصيلية، من نسب مشاركة وتصويت لكل من المرشحين الأربعة، مع إعلانها النتائج النهائية للدور الأول فى الانتخابات بعد انتهاء التصويت بداخل البلاد.
وسوف تستمر الانتخابات بالداخل فى أيام (10-11-12) من الشهر الجارى، وهو ما استعدت له الهيئة الوطنية للانتخابات بكل الإجراءات والمستلزمات اللوجيستية، التى تُيسر للمواطنين الإدلاء بأصواتهم، سواء بمقار الاقتراع، أو عبر موقعها الإلكترونى الذى يُتيح لهم الاستعلام عن مقار لجانهم الانتخابية وكل البيانات اللازمة لسهولة تصويتهم.
ومن أجل إتاحة الفرصة الكاملة لمتابعة الرأى العام المصرى والعالمى لهذه الانتخابات على مدار الساعة، وتحقيقا لمبدأ الشفافية، فقد أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات عن تسجيل الأعداد التالية من الجهات الإعلامية والأهلية المصرية والأجنبية والدولية:
62 منظمة وجمعية من المجتمع المدنى المصرى، يُمثلهم 22540 مُتابعًا.
14 منظمة وجمعية أجنبية، يُمثلهم 220 مُتابعًا.
67 دبلوماسيًا مُتابعًا، يُمثلون 24 سفارة أجنبية بمصر، وجارى قيد أى راغبين آخرين.
77 وسيلة إعلامية مصرية، من صحف ومجلات وتليفزيونات وإذاعات ومواقع إلكترونية.
109 وسائل إعلام أجنبية، من صحف ومجلات وتليفزيونات وإذاعات ومواقع إلكترونية، من 33 دولة من مختلف قارات العالم، يُمثلهم 526 مُراسلًا صحفيًا، منهم 426 مقيمًا بمصر و100 زائرين لتغطية هذا الاستحقاق الانتخابى المهم.
4 منظمات دولية مُتعددة الأطراف، وهى جامعة الدول العربية، مفوضية الاتحاد الأفريقى، لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.
وتسهيلًا وتمكينًا لمُمثلى الإعلام الأجنبى المُقيم والزائر لمتابعة الانتخابات فى أيامها الثلاثة، فقد شكلت الهيئة العامة الاستعلامات غرفة عمليات مركزية، تعمل على مدار الساعة طوال أيام الاقتراع، وتُرحب باستقبال كل الاستفسارات والأسئلة من مُراسلى مختلف وسائل الإعلام الأجنبية، بشأن سير العملية الانتخابية، للرد الفورى عليها عبر قنوات الاتصال المُتعددة التى أبلغتها الهيئة لكل المراسلين، وذلك بالتنسيق المُباشر والمتواصل مع غرفة العمليات المركزية للهيئة الوطنية للانتخابات.