الشاعر الفرنسي جان جينيه تعلق قلبه بالعرب وتضامن مع القضية الفلسطينية
جان جينيه شاعر وروائي وكاتب مسرحي فرنسي عرف بأسلوبه المتميز والغني فى كتاباته، وانشغاله بقضايا الإنسان، التى حملتها شخصياته الخيالية منذ بداية مسيرته الإبداعية، واليوم تحل ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 19 ديسمبر لعام 1910 في العاصمة الفرنسية باريس.
واجه جان جينية في أعماله قضايا الإنسان أمام الشر والألم والشبقية من خلال شخصياته الخيالية التي تحمل تناقضات من خلال تصرفاتها وانفعالاته ومشاعرها داخل عوالم "حيمية" يبدع خيال الكاتب في وصفها.
عرف جان جينية الذى ولد فى 15 أبريل لعام 1986، بعشقه للعالم العربى، واهتمامه بقضاياه، فقد اكتشف العالم العربي في الثلاثينيات من القرن الماضي، وتحديدا عندما كان جنديا في الجيش الفرنسي المتمركز في بلاد الشام حينذاك، ومنذ البداية انجذب إلى هذا العالم، وظل مفتونا به حتى آخر أيام حياته.
كما أن جان جينيه كان من المثقفين الغربيبن الذين وقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية، وكان يكتب عنها حتى قبل وفاته حينما كتب "الأسير العاشق" مستحضرا فيما كتب تجاربه الشخصية عن حياته بين المقاتلين الفلسطينيين، ومقدما صورة حية عن حياة البسطاء والفقراء والمشردين المحكوم عليهم بالعيش تحت الخيام المنصوبة في الصحراء.
وقد زار جان جينيه تونس أكثر من مرة، ففي "الأسير العاشق" روي تفاصيل رحلة بالقطار من تونس العاصمة إلى مدينة صفاقس، لكنه عشق المغرب كثيرا، ففي فترة شبابه، حينما كان مشردا، حاول الدخول إلى طنجة غير أن شرطة الحدود أعادته إلى إسبانيا.، لذلك وصف طنجة في "مذكرات لص" بـ"طنجة -الخيانة".، وبعد أن أدركته الشهرة، أصبح يتردد على المغرب بشكل متواصل، وارتبط بعلاقات وثيقة مع الكتاب والمثقفين من أمثال محمد شكري، والطاهر بن جلون، ولم تكن صداقته من الوسط الثقافى فقط، بل امتدت إلى البسطاء أيضا، كما ذهب إلى الأردن فى عام 1984م .
ورحل عن عالمنا داخل غرفة صغيرة بفندق بباريس، حيث كان يصحح مسودات الكتاب ودفن في بلدة العرائش المغربية، حسب رغبته وقامت السلطات الفرنسية بنقل جثمانه إلى مقبرة العرائش، قبالة المحيط الأطلسي.