ظلال الحزن تخيم على أضواء عيد الميلاد في بيت لحم بسبب حرب غزة
ألقت الحرب الدائرة في قطاع غزة بظلالها الحزينة على أجواء احتفالات عيد الميلاد المجيد في بيت لحم بالضفة الغربية، مدينة المهد، ولأول مرة، أُلغيت الاحتفالات التقليدية هذا العام تضامنًا مع ضحايا غزة، واكتفى المسيحيون في المدينة بإقامة الشعائر الدينية فقط والصلاة من أجل سكان قطاع غزة المحاصرين.
مظاهر الاحتفال تتبدل
وعلى عكس الأعوام السابقة لليوم الموافق لعيد الميلاد 25 ديسمبر، فقد اختلفت مظاهر الاحتفال في مدينة بيت لحم، حيث انطفأت بريق الأضواء وتلاشت الألوان المبهجة التي كانت تملأ الساحة خلال فترة احتفالات عيد الميلاد، لتحل محلها الشموع، حيث أشعل المصلون الشموع في مغارة المهد وسط الأنقاض والأسلاك الشائكة في ساحة المهد، بجانب مجسمات للسيدة العذراء مريم والسيد المسيح.
وأدان رئيس بلدية بيت لحم، حنا حنانيا، في رسالته السنوية بمناسبة عيد الميلاد، استمرار إسرائيل في شن الحرب في غزة، ووصف هذا التصعيد بأنه "إبادة جماعية".
أما بلدية بيت لحم والمجتمع المدني، فقد أقاموا مغارة خاصة سموها "الميلاد تحت الأنقاض" في ساحة المهد، بجانب عدة مجسمات للأطفال الذين فقدوا حياتهم جراء الغارات الإسرائيلية، في محاولة لإيصال رسالتهم لوقف الهجمات الإسرائيلية الغاشمة على غزة، وتكريمًا لذكرى الأرواح التي فُقدت بفعل القصف الهمجي الذي راح ضحيته أكثر من 20 ألف شخص منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وعوضًا عن استخدام شجرة عيد الميلاد التقليدية في كنيسة بيت لحم بالضفة الغربية، تم استبدالها بمجسم يُظهر طفلا يرتدي الكوفية الفلسطينية وسط الأحجار التي ترمز إلى أنقاض المنازل التي دمرها القصف الإسرائيلي في غزة خلال الحرب.
أما فريق الكشافة الذي كان يعزف ويحمل الآلات الموسيقية كالمعتاد في المسيرة السنوية للاحتفال بعيد الميلاد، كان له دور آخر في هذا السياق، حيث رفع الفريق لافتات وعبارات مثل "سلام لغزة وأهلها" و"غزة في القلب" و"نريد حياة لا موت" و"يريد أطفالنا أن يلعبوا ويضحكوا"، مناشدين أيضًا بوقف الحرب على غزة.
وقال القس منذر إسحاق، الذي يخدم في إحدى الكنائس، عبر قناة "العربية" الإخبارية، "إننا أردنا أن نرسل رسالة إلى العالم، تعبر عن شكل عيد الميلاد في مسقط رأسها في فلسطين، فاليوم، عندما يحتفل العالم بأشكال متنوعة من الاحتفالات والزينة بعيد الميلاد، في فلسطين يُقتل الأطفال وتُهدم المنازل والعائلات تُشرد".
وفي سياق آخر، أثّر إلغاء احتفالات عيد الميلاد على اقتصاد بيت لحم، حيث تُمثل السياحة نحو 70% من دخل المدينة، ويأتي كل هذا الدخل تقريبًا خلال موسم عيد الميلاد.
وحيال ذلك، قالت وزارة السياحة الفلسطينية، إن قطاع السياحة يتكبد خسائر يومية تقدر بحوالي 2.5 مليون دولار، ومن المتوقع أن تصل إجمالي هذه الخسائر إلى 200 مليون دولار بنهاية العام، وفقًا لوكالة "يورونيوز" الأوروبية.