جامعة أسوان بين تصنيفين.. تحتل المركز 24 عربيا وإشادة في مجال الاستدامة
قال الدكتور أيمن عثمان، رئيس جامعة أسوان، إن جامعة أسوان استطاعت تسجيل تفوق أكاديمي على أكثر من مستوى خلال العام 2023، وذلك خلال ما حققته جامعة أسوان الحكومية التي تبعد عن القاهرة بأكثر من ثمان مائة كيلو متر، هو احتلال المرتبة الرابعة والعشرين في التصنيف العربي للجامعات الصادر مؤخرًا، من بين 115 جامعة من 16 دولة عربية، بالإضافة إلى هذه المكانة التي وضعتها ضمن أول 25 جامعة في قوائم التصنيف، أشاد تقرير متخصص، صدر مؤخرًا، بجهود الجامعة في مجال الاستدامة.
وأضاف رئيس جامعة أسوان، فى بيان صحفى، من بين 860 مؤسسة على مستوى العالم قدمت جهودا مرتبطة بالهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، تضمن تقرير صادر عن معهد اليونسكو الدولي للتعليم العالي في أمريكا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي (IESALC)، ومجلة «تايمز» للتعليم العالي (THE)، أربع دراسات حالة للممارسات الجيدة، كانت جامعة أسوان إحداها، بالإضافة إلى جامعة تايوان الوطنية (تايوان)، وجامعة جوهانسبرج (جنوب إفريقيا)، وجامعة ساو باولو (البرازيل).
وكشف التقرير الذي يحمل عنوان: «مساهمة مؤسسات التعليم العالي في المدن والمجتمعات المستدامة»، عن «فجوة كبيرة» بين مؤسسات التعليم العالي الأكثر ثراءً، وجامعات الجنوب العالمي، في قدرتها على دعم هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الذي يحمل الرقم 11 المرتبط بذلك المفهوم.
وأضاف رئيس جامعة أسوان أنه أُختيرت جامعة أسوان في جنوب مصر، كدراسة حالة في التقرير بسبب الجهود الواضحة، والمبتكرة، والكبيرة التي تبذلها الجامعه متمثله فى مكتب التصنيف بقياده الاستاذ مصطفى جندى ووحده التنميه المستدامه ومجابهه التغييرات المناخيه بقياده ا.د محمد نجيب لتحقيق الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، تشمل بعض الأمثلة التزام قيادة الجامعة بالاستدامة، وسياساتها المستدامة في مجال النقل، والغذاء، والمباني، وتنظيمها للأنشطة ثقافية، كما أن متحف علم الحيوان، والمكتبة متاحان مجانًا للعامة».
بحسب التقرير، يشير بيان مهمة جامعة أسوان، عبر موقعها الإلكتروني، بشكل واضح، إلى أهمية المساهمة في البيئة الإقليمية، والتكيف مع احتياجاتها المحددة. وتمتلك الجامعة، التي تأسست في عام 2012، ويدرس فيها حوالي 31 ألف طالب، مجموعة واسعة من السياسات الرسمية التي تعمل على تطوير الأهداف الإستراتيجية إلى لوائح محددة وأهداف كمية.
وتشمل هذه الأهداف: سياسة نقل مستدام تشمل المشي، والحافلات، والمشاركة في برنامج «دراجة لكل طالب»، التابع لوزارة التعليم العالي المصرية، ويشمل الهدف الحالي، لعام 2025، تحقيق استخدام 50% من الموظفين لوسائل النقل المستدامة، و100% من سكان الحرم الجامعي (الطلاب والموظفون) بحلول عام 2030.سياسة استثمار مستدامة، وفقًا للمعايير الأخلاقية والبيئية، بما في ذلك تخصيص 6% من الميزانية الذاتية للجامعة (المكتسبة من خلال تشغيلها وخدماتها) لـ«الاستثمار المؤثر» في ثمانية محاور، تتراوح بين الطاقة النظيفة، والنقل، والصحة، وإدارة النفايات،خطة عمل تغير المناخ، والالتزام بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وسياسة المباني المستدامة. وتشمل هذه الأهداف الحد من الانبعاثات المحددة زمنيًا، وأهداف إنتاج الطاقة المتجددة، ومبادرات التدريب والتوعية بين الطلاب والمجتمعات المحلية، وتشجيع البحوث المتخصصة، واعتماد معايير البناء، ونظام تصنيف المباني الخضراء من «المجلس المصري للأبنية الخضراء».
سياسة غذائية مستدامة داخل الجامعة، بما في ذلك إعطاء الأولوية للمنتجات المحلية، وتلبية معايير معينة للجودة والإنتاج، ومراقبة هدر الطعام، والتنسيق مع السلطات المحلية لإدارته.
تخطط الجامعة لتوسيع قدرتها على الإقامة، من خلال بناء المزيد من المساكن الخاصة بها في الحرم الجامعي في السنوات القادمة، وفقًا لمعايير البناء البيئية، وطبقًا لخطط التمويل المتاحة».
وأوضح الدكتور محمد عبد العزيز عرابي، نائب رئيس جامعة أسوان ،وبحسب التقرير، توفر جامعة أسوان السكن المجاني، أو بأسعار أقل، لحوالي 10% من طلابها. كما توفر سكنًا مدعومًا لأعضاء هيئة التدريس في عدة مواقع بالحرم الجامعي. ويساعد ذلك على تقليل الوقت الذي يستغرقه تنقلهم، وما يترتب على ذلك من عوامل خارجية سلبية، في حين يمكن أن يكون بمثابة حافزٍ إضافي لجذب المواهب.
وأشار الدكتور محمد عبد العزيز عرابي، نائب رئيس جامعة أسوان للدراسات العليا والبحوث والمشارك في التقرير: الي «تخطط الجامعة لتوسيع قدرتها على الإقامة، من خلال بناء المزيد من المساكن الخاصة بها في الحرم الجامعي في السنوات القادمة، وفقًا لمعايير البناء البيئية، وطبقًا لخطط التمويل المتاحة»وأن الجامعة تقدم خدمات استشارية للجهات الحكومية بشأن التخطيط العمراني، ومشروعات الإسكان، في مدينة أسوان الجديدة، وهي مدينة حضرية بالقرب من أسوان. وجاءت توصيات التقرير الذي يؤكد في توصياته، الحاجة إلى الشراكات والتعاون بين مؤسسات التعليم العالي، والسلطات المحلية، أو الوطنية، وكذلك أصحاب المصلحة من القطاع الخاص، والمجتمع الأوسع، للوصول إلى الإمكانات الكاملة لمساهمة التعليم العالي في تحقيق الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة. كما يوصي الجامعات بزيادة أبحاثها المتعلقة بالهدف نفسه؛ بحيث تتبع المباني، والبنية التحتية، أعلى المعايير البيئية، والكفاءة، والرصد، والتقييم المنتظمين للأهداف ذات الصلة بالاستدامة.
وعن ذلك، يقول إيشان كادر: «نأمل أن تتمكن الجامعات الأخرى حول العالم من بناء نموذج، أو التعلم من بعض الطرق الإبداعية الرائعة التي تعمل بها جامعة أسوان لتحقيق الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة».
ويفيد التقرير بأن جامعات في أوقيانوسيا (قارة تقع في المحيط الهادئ وتشمل مجموعة من الجزر والأرخبيلات)، وأمريكا الشمالية، وأوروبا تقود الطريق نحو الممارسات الجيدة، وتقدم أدلة على الاستدامة، مقابل بذل جامعات في أمريكا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي، وشمال إفريقيا وغرب آسيا، ووسط وجنوب آسيا، ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، الكثير لدعم استدامة المدن «ولكنها تفشل في إثبات ذلك».
«نأمل أن تتمكن الجامعات الأخرى حول العالم من بناء نموذج، أو التعلم من بعض الطرق الإبداعية الرائعة التي تعمل بها جامعة أسوان لتحقيق الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة».
ويخلص التقرير إلى أن الجامعات يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في هذا السياق، من خلال التعاون مع الحكومات، وأصحاب المصلحة المحليين، والمواطنين لمعالجة هذه القضايا، وذلك من خلال توفير رأس المال البشري، وبناء القدرات، والبحوث، والابتكار، والمؤسسات، والبنية التحتية، والخدمات المتخصصة، من بين أنشطة المشاركة الأخرى.
ويشير التقرير إلى أن حوالي 60% من مؤسسات التعليم العالي تعلن عن تشجيع التنقل المستدام «لكن نصفها فقط لديه أهداف كمية تشير إلى أن الجامعات قد تشجع هذا التنقل، وغالبًا لا تكون هذه المبادرات جزءًا من استراتيجية المؤسسة مع المراقبة اللازمة والمعايير المحددة زمنيًا».
وعلى سبيل المثال، قدَّمت حوالي 70% من مؤسسات التعليم العالي على الأقل بعض الأدلة على توفير السكن بأسعار معقولة لطلابها. ومع ذلك، تباينت المتوسطات الإقليمية بشكل كبير من ما يقرب من 100% في أوقيانوسيا إلى أقل من 50% في أمريكا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي.