مركز إعلام الفيوم يناقش الأمية وأثرها على المشكلة السكانية
نظم مركز إعلام الفيوم، التابع للهيئة العامة للاستعلامات لقاء موسعا بالتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار فرع الفيوم، بعنوان "الأمية وأثرها على المشكلة السكانية" وذلك بقاعة نقابة المعلمين بمركز إطسا برعاية سيد حسن مدير فرع الهيئة بالفيوم، وبحضور سعد أمين مدير إدارة أطسا وسهام مصطفى مدير مركز إعلام الفيوم ومشاركة محمد القللي نقيب المعلمين بأطسا وأشرف عبد الحميد مسئول التوجيه ولفيف من مدرسي تعليم الكبار والدارسين بفصول محو الأمية والعاملين بإدارة أطسا.
ويأتي اللقاء ضمن فاعليات حملة تنمية الأسرة المصرية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الكاتب الصحفي ضياء رشوان في مختلف محافظات الجمهورية بهدف تنمية الأسرة المصرية فى ضوء الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية تحت شعار "أسرتك ثروتك"، والتي تستمر حتى نهاية فبراير 2024.
وقد بدأ اللقاء بكلمة سهام مصطفى للترحيب بالحضور والحديث عن أهمية الأسرة حيث انها اللبنة الأساسية في بناء الفرد والمجتمع والركيزة الأهم لتحقيق التنمية ثم الحديث عن مشكلة الزيادة السكانية باعتبارها قضية مجتمعية وقومية تستحق التوقف عندها ولفت النظر إليها وخاصة فيما يتعلق بارتباطها في أذهان الأشخاص في المجتمع المصري بأنها تجلب لهم الخير كما أن زيادة النسل لديهم مازالت ضرورة ومن ضمن أولوياتهم ، وأضافت في هذا الصدد أن أهم وأخطر أسباب الزيادة السكانية هو درجة الوعي، حيث إن إرتفاع نسبة الأمية يجعل الحل صعبا للغاية وخاصة أمية المرأة المصرية؛ نظرا لوجود علاقة طردية وثيقة بين نسب الأمية بشكل عام والأمية السكانية بشكل خاص وارتفاع معدلات الزيادة السكانية ، يأتي ذلك فى الوقت الذى تعمل فيه الدولة على تحديث استراتيجيتها الوطنية للسكان والتنميةلتحقيق أهداف التنمية بجميع المجالات، لتوفير الحياة الكريمة التي ينشدها كل مصرى.
وأوضحت أن الزيادة السكانية تتحول إلى نعمة عندما نستطيع استثمار قدرات البشر، إلا أن المشكلة هنا أن تحسين خصائص السكان لكي يتحولون إلى ثروة بشرية يحتاج الى موارد ضخمة، من أجل تحسين مستوى التعليم والمستوى الصحي، وشددت على أن مشكلتي الأمية والزيادة السكانية تمثلان خطرا كبيرا على عملية التنمية .
ومن جانبه، قال سعد أمين أنه لا يوجد تطوير وإرتقاء بالبشر دون تعليم جيد ورعاية صحية جيدة، ولذلك المهمة الأولى هى ضرورة عمل ضبط لعدد السكان مشيرا الى أن كل الدول التي حققت معجزات اقتصادية قامت أولا بوقف الزيادة السكانية ،لأن النمو السكانى يفرض ضغوطا كبيرة على موارد البلاد ويعيق جهود الدولة المبذولة فى التنمية من أجل مكافحة الفقر والبطالة ويشكل تهديدا على الاستقرار الاجتماعى ويجعل من الصعب توفير واستيعاب مطالب سكانها بالحاضر ويهدد مستقبل الأجيال القادمة
كما تطرق إلى مفهوم الأمية ونسبتها في المجتمع المصري لافتا إلى أنها قضية تكاتفية تستوجب مواجهتها وتعزيز التعاون بين الجهات التنفيذية والمجتمع المدني .
وفي سياق متصل أكد أهمية القضاء على الأمية من خلال مواجهة الإحجام عن التعليم ومنع التسرب منه وبخاصة بين الإناث مضيفا أن محو الأمية وتعليم الكبار حق أساسي من حقوق الإنسان ووسيلة للتمتع بالحقوق الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والصحية ومشيرا إلى أن محو الأمية ضرورة ليس فقط لتحقيق منافع ذاتية ولكن دافعا اساسيا لتحقيق التحولات المرجوة لتنمية اكثر استدامة ومن بينها الحد من الزيادة السكانية وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع .
وقد انتهى اللقاء إلى عدد من التوصيات والخطوات التى يجب إتباعها للحد من الزيادة السكانية وتنمية الأسرة المصرية ومنها ضرورة التصدى للمشكلة من جميع جوانبها المتعددة لا من جانب واحد وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو تنظيم الأسرة بالاضافة الى وجوب تدريس التربية السكانية فى مراحل التعليم المختلفة وخاصة الجامعى، وتقديم علماء الدين الإسلامى والمسيحى لخطب تؤكد على أسس بناء الأسرة القوية والاهتمام بنوعية الإنسان باعتباره خليفة فى الأرض وأنه يمثل رسالة للتنمية والعمل والإبداع وتنمية الحياة،
وزيادة الإنفاق العام على التعليم والصحة والثقافة وضرورة تبنى المجتمع لبرنامج طموح لتنظيم الأسرة فى إطار برامج التنمية الشاملة ، وتفعيل برامج محو الأمية للارتقاء بالخصائص السكانية وتشغيل الإناث للحد من الزواج المبكر وكثرة الانجاب ومنع عمالة الأطفال مع التطبيق الصارم للقوانين التى تمنع تشغيل الأطفال حتى لا ينظر إليهم كمصدر دخل، والاهتمام بالتعليم الفنى وزيادة حجم الإنفاق الموجه إليه وربطه بسوق العمل وتحفيزه وتشجيعه وتحويل خريجيه إلى قوة عمل منتجة، والعمل على ايجاد أفكار خارج الصندوق ووضع محفزات تجتذب السكان على أن تكون لكل محافظة محفزات خاصة بها وفقا لأهم المؤثرات الموجودة بها، والتركيز علي التوعية والتثقيف بشكل حقيقي.