سفير مصر السابق باليمن: الحرب الاسرائيلية ستضر بمصالح دول العالم بسبب تهديدها للملاحة الدولية
أكد سفير مصر السابق باليمن، السفير الدكتور يوسف الشرقاوى، أن أية اضطرابات فى حركة الملاحة الدولية والتجارة العالمية بالشرق الأوسط هى نتيجة مباشرة لتداعيات واستمرار الحرب الاسرائيلية الوحشية التى أودت بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء الفلسطينيين ودمرت قطاع غزة وتنذر بزعزعة الاستقرار الإقليمى.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق - فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /السبت/ - أن وقف استباحة دماء الفلسطينيين وإعطاءهم حقوقهم المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية؛ هو ما يضمن أمن المنطقة و حرية الملاحة وانسيابية التجارة، داعيًا دول التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بالبحر الأحمر بذريعة حماية حركة التجارة، إلى الضغط أولًا على الحكومة الاسرائيلية المتطرفة لوقف تلك الحرب التى تهدد السلم والأمن الدوليين ولضمان أمن الملاحة الدولية.
وذكر بالتحذيرات الاستباقية التى أطلقتها مصر منذ بداية الحرب ضد الفلسطينيين من اتساع رقعة العنف بالإقليم ودخول أطراف أخرى إلى حلبة الصراع واشتعال جبهات أخرى بالمنطقة، التى تمر بأخطر حالاتها، خاصة فى لبنان وسوريا والعراق واليمن، ما يجعل الشرق الأوسط قنبلة موقوتة.
وقال إن مصر تبذل جهودًا حثيثة و تسعى إلى تحقيق الأمن الإقليمى عبر حل الأزمة من جذورها أى من خلال العمل على وقف إطلاق النار و الحرب فى قطاع غزة والتصعيد العسكرى بالمنطقة، و لا تدخر جهدًا و تواصل التعاون مع كافة شركائها على المستوىين الاقليمى والدولى ومع المنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة؛ لتوفير الظروف المناسبة لحرية الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، لاسيما أن أمن هذا الممر البحرى الاستراتيجى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى للدول المطلة عليه والمعنية بتحمل مسؤولية حمايته.
ونبه سفير مصر السابق باليمن إلى أن الحرب الاسرائيلية ستضر بمصالح دول العالم بسبب تهديدها لأمن الملاحة الدولية والتجارة العالمية بالبحر الأحمر، فى وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمى حالة ركود وتضخم نتيجة تداعيات أزمة وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، فضلًا عن مرور حاملات النفط من الخليج إلى أوروبا والذى يزداد الاحتياج إليه فى فصل الشتاء، لاسيما بعد أزمة الطاقة بفعل الحرب الروسية الأوكرانية.
وحذر من استمرار إراقة دماء الفلسطينيين ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، عبر إبادة أهل غزة أو تهجيرهم، داخل أو خارج القطاع؛ الأمر الذى لن يأتى سوى بمزيد من التوترات و الاضطرابات، مشددًا على أن إعادة الاستقرار والأمن لن يتحققا دون حل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة على حدود 4 يونيو 1967.
وحث مساعد وزير الخارجية الأسبق، الأطراف الدولية المؤثرة، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة للحكومة الاسرائيلية، على الاضطلاع بمسئولياتها نحو وقف نزيف الدم والانتهاكات الإسرائيلية فى غزة؛ ليعم الاستقرار بالمنطقة وبالبحر الأحمر، منتقدًا عدم سماح واشنطن حتى اليوم بتبنى مجلس الأمن الدولى قرارًا لوقف فورى لإطلاق النار، باستخدامها حق النقض، ما يقوض المساعى و الجهود المبذولة لوقف الحرب وإحلال السلم والاستقرار المنشود بالشرق الأوسط.