كيف استطاعت مبادرة ابدأ دمج الصناعة غير الرسمية بالقطاع الرسمى؟
رصدت المبادرة الوطنية "ابدأ" من خلال "محور دعم الصناعات" ومحور البحث والتطوير والتدريب، وطبقا لبيانات أحدث تعداد اقتصادى صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن القطاع الصناعى غير الرسمى يمثل نحو 7% من القيمة المضافة الإجمالية لقطاع الصناعة ويعمل به نحو 21% من العاملين بقطاع الصناعة.
ويؤثر القطاع غير الرسمى على الصناعة من خلال انخفاض الأعباء المالية عليه مقارنة بالقطاع الرسمى، وانخفاض جودة منتجاته، وحرصت الدولة على تقليل العبء على القطاع الرسمى متناهى الصغر والصغير والمتوسط من خلال خضوعه لنظام الضرائب المبسط.
وتعمل مبادرة "ابدأ" على مساعدة المصانع التى ترغب فى تقنين أوضاعها والحصول على التراخيص من خلال مساعدتها فى استكمال الإجراءات اللازمة وتقنين أوضاعها مع الجهات المعنية وتيسير انتقال هذه المصانع إلى المناطق والمجمعات الصناعية بناء على طلبها.
يأتى ذلك من خلال دور "محور دعم الصناعة" فهو يعمل على دعم المصانع المتعثرة للعودة إلى العمل وإزالة التحديات ومساعدة المصانع القائمة للتوسع فى الصناعة، بالإضافة إلى إتاحة وضع خطط لتسويق المنتجات، وبحث فرص التصدير، حيث تلقى فريق محور دعم الصناعة نحو 1692 طلبا للدعم حتى الآن، حيث تم دعم 789 مصنعا قائما و497 مستثمرا جديدا.
كما نجحت "ابدأ" فى تجميع المصنعين المتنافسين داخل القطاع الواحد لتوطين صناعات مغذية تتطلب الإنتاج بحجم كبير واستهلاك المنتج بواسطة تحالف من المستثمرين المحليين.
ينقسم العمل فى "محور دعم الصناعات" إلى تقديم الدعم الفنى والمادى للمصانع المخالفة والمتعثرة ومساندتها حتى تستطيع تقنين أوضاعها، كما يعمل محور دعم الصناعات على التواصل المستمر بالتنسيق مع فريق مؤسسة حياة كريمة الموجود فى كل قرى ومراكز حياة كريمة للبناء على جهود الدولة وطفرة البنية الأساسية، وعمل تمكين اقتصادى من خلال توطين سلاسل صناعات متكاملة بمراكز حياة كريمة تضمن تعظيم استغلال القيمة المضافة لموارد هذه المراكز، وتوطين صناعات حديثة بها ، وقامت مبادرة ابدأ بفحص نحو 4586 حالة مصنع متعثر ومخالف في 25 محافظة على مدار عام في سياق دعم الصناعات.
فمن خلال متطوعين فريق الرصد الميداني لمؤسسة حياة كريمة تم رصد مشكلات أكثر من 3000 مصنع، وتم حل العديد من المشكلات التى تواجه هذه المصانع بالتعاون مع رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة للتنمية الصناعية وجهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر والمحافظات وغيرها .
وتتلقى مبادرة ابدأ طلبات المصنعين والمستثمرين عبر موقعها الإلكتروني من أجل المساعدة في الحصول على التراخيص، والمساعدة في توصيل المرافق، وتسهيل الحصول على التمويل، وتوفير أراضٍ صناعية، كما تمت مساعدة أكثر من 100 مصنع جديد على استكمال متطلباتهم لبدء التشغيل والإنتاج.
ولا يقتصر دور "محور دعم الصناعات" على مساعدة المصانع، ففي حال طلبت هذه المصانع دخول شركة "ابدأ" كشريك فيها بحيث تتمكن من النمو والتطوير يتم دراسة فرص واحتمالات نجاحها وفرص مساهمتها في تقليل الفجوة الاستيرادية (سواء من خلال زيادة الصادرات و/أو تقليل الواردات) وفرص العمل المباشرة وغير المباشرة المتولدة عنها ومدى مساهمتها في توطين التكنولوجيا في القطاعات الاستراتيجية المختلفة، وعلى أساس ذلك يتم اتخاذ قرار مشاركة شركة ابدأ في هذه المشروعات ومن أمثلة المصانع التي ساعدتها ابدأ كل من شركة تكنولوجيا الطاقة المتخصصة CPT لحلول الطاقة عالية الجودة حيث عملت ابدأ على تحويل المصنع للقطاع الرسمي ومساعدته على الحصول على كافة التراخيص اللازمة، ومصنع أجورا لتوطين صناعات ماكينات القهوة والتي كان يتم استيرادها من ألمانيا، ومصانع الدهانات وغيرها.
وعن المبادرة الوطنية "ابدأ" فهي مبادرة لدعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، وتقوم المبادرة بالعمل من خلال عدة أهداف ومحاور لتنمية المشروعات وتحقيق التمكين الاقتصادي للمواطنين في قرى " حياة كريمة " بالتنسيق مع شركة " ابدأ " الشركة المتخصصة في الإدارة والاستثمار .
وقد تم الإعلان عن مبادرة "ابدأ" الوطنية للمرة الأولى رسميا خلال إفطار الأسرة المصرية في أبريل 2022 ، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن إطلاق مبادرة دعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، مع تقديم عدد من الحوافز في صورة أراضٍ بحق الانتفاع وإعفاء من الضرائب لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى تقديم أوجه الدعم اللازم لتقنين الأوضاع للمخالفين وتقديم الدعم الفني والمادي اللازم للمتعثرين.