بوابة الدولة
السبت 29 مارس 2025 12:56 مـ 29 رمضان 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

وزير الأوقاف: أوطاننا أمانة في أعناقنا ولا لواء فوق الدولة


ألقى معالي أ.د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كلمة في الجلسة الافتتاحية للملتقي الرابع للمؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم الذي يعقد بالعاصمة الموريتانية نواكشوط تحت عنوان: "التعليم العتيق في أفريقيا: العلم والسلم" من 9 - 11 يناير 2024م بحضور سيادة الرئيس/ محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وسيادة الرئيس/ آداما بارو رئيس جمهورية غامبيا، ومعالي الشيخ العلامة/ عبد الله بن بيه رئيس منتدى أبو ظبي للسلم، ونخبة من قيادات وعلماء الدول الأفريقية.

وهذا نص كلمته:
لقد أعلى الإسلام من شأن العلم والتعلم، حيث يقول الحق سبحانه: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ "، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ".
وقد قالوا التعلم قبل التعبد، ليكون التعبد على هدى، وإنَّ قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتّى خرجوا بأسيافهم على أمّة محمّد (صلى الله عليه وسلم)، ولو طلبوا العلم لحجزهم عن ذلك، وقد قالوا: الناس ثلاث معلم ومتعلم وهما في الأجر سواء، والثالث الذي لا يعلِّم ولا يتعَلَّم لا خير فيه، وقالوا - أيضًا - كن عالما أو متعلمًا ولا تكن الثالث فتهلك.
وعندما نتحدث عن العلم العتيق والعلم الحديث فإننا نرى أن الدمج والإفادة من محاسن كل منهما هو الخَيارُ الأمثلُ في ذلك، حيث يمكن للتعليم العتيق أن يكون داعمًا لنظم التعليم الحديثة من خلال إحياء دور الكتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم وحلقات التحفيظ والتثقيف المسجدية، وحفظ المتون، إلى جانب نظم الدراسة الحديثة، إذ لم تعد الشهادة وحدها معيارًا للتقييم أو الحصول على فرص العمل بل العلومُ والمهاراتُ المكتسبة التي غالبًا ما يكون للتعليم العتيقِ أثرٌ كبيرٌ في تكوينها.
فالحصول على المؤهل الدراسي شيء، وفرصة العمل به شيء آخر، فليس كل خريج يمكن أن يشق طريقه للعمل دون تأهيل واكتساب علوم ومهارات تؤهله للنجاح في العمل، ولا شك أن التعليم العتيق يسهم إلى حد كبير في صقل المواهب والمعارف وتنميتها.
ومن ثمة يجب إسناد عملية التعليم أيا كان نوعها إلى خبراء أكفاء وطنيين مؤهلين ومعتمدين في مجالهم ولاسيما في مجال التكوين الديني ، لأن اختطاف النشء من قبل جماعات التطرف يشكل خطرا كبيرا على السلم المجتمعي والوطني، وربما يتجاوز ذلك إلى تهديد السلم الإقليمي والدولي.
أما عن العلاقة بين العلم والسلم وبعبارة أدق بين صحيح العلم الشرعي والسلم فهي علاقة طردية، فمتى حققنا صحيح العلم الشرعي مهدنا الطريق للسلم، وكلما كان الجهل والفراغ المعرفي كان الغلو والتطرف، وإن أهم فارق بين العلماء والجهلاء هو مدى فهم هؤلاء وأولئك لقضايا الحل والحرمة، والضيق والسعة، فالعالم يدرك أن الأصل في الأشياء الحل والإباحة والتيسير، وأن التحريم والمنع هو استثناء من الأصل، كما يدرك أن السلم هو الأصل وأن الحرب استثناء من قاعدة السلم لظروفها وبقدْرِها وضوابطها.
أما الجهلاء فيجعلون الاستثناء أصلًا، غير مدركين للفرق بين القاعدة واستثناءاتها، وأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وأن المفسدة اليسيرة قد تحتمل لدفع مفسدةٍ عظيمة، أو تحقيق مصلحة أعظم.
مع تأكيدنا أن السلم المجتمعي بين أبناء المجتمع الواحد لا يقل أهمية عن السلم العالمي العام، إذ لا يمكن لدولة مشتتة داخليًّا أن تسهم في صنع السلم العالمي أو يسمع صوتها فيه، وواجب الوقت على علماء أمتنا هو العمل بقوة على وحدة الصف الوطني وإحلال السلم المجتمعي في دولنا وأمتنا، فأوطاننا أمانة في أعناقنا يجب أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من قوة وأدوات وفكر، حتى يكون لنا صوت مسموع نسهم من خلاله في إحلال السلم العالمي، بل العمل على قيادته باعتبارنا أمةَ سلام لا حرب ولا استسلام.
وأؤكد على أمرين:
الأول: ضرورة أن تكون كل نظم التعليم أيًّا كان نوعها ومجالها تحت سمع الدولة وبصرها وإدارتها وإشرافها ومتابعتها ولا نترك نظم تعليم النشء أيًّا كان نوعها لجماعة من الجماعات تتخذ من غطاء التعليم وسيلة مبكرة لتجنيد النشء والشباب لصالح أيدولوجيتها، بما يضر بالمصالح الوطنية والسلم المجتمعي، فلا لواء فوق لواء الدولة أيًّا كان هذا اللواء وأيًّا كان الشعار الذي يحمله.
الأمر الآخر: هو دعم كيانات التعليم الأصلي المنضوية تحت لواء الدولة لتؤدي رسالتها جنبًا إلى جنب مساندة لنظم التعليم المدنية والعصرية، وبخاصة في خدمة القرآن الكريم والحفاظ على لغته، تلك اللغة التي لا يمكن فهم النص القرآني ولا النبوي فهمًا دقيقًا دون إتقانها، وقد قالوا : إن فهم الكتاب والسنة فرض واجب، ولا يتم على وجهه الأكمل الأتم إلا بتعلم العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وهو ما يجعلني أختم بأبيات من رائعة حافظ إبراهيم "اللغة العربية تتحدث عن نفسها":
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً
يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ
لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى
وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
حياة بإذن الله على أيديكم جميعا.
كما أشاد وزير الأوقاف في كلمته بدور مصر الأزهر في حفظ علوم الدين واللغة العربية، مستدعيًا قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا
وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّماً
لِمَساجِدِ اللَهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
وَاِخشَع مَلِيّاً وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ
طَلَعوا بِهِ زُهراً وَماجوا أَبحُرا
زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُم
حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى27 مارس 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.5291 50.6291
يورو 54.4906 54.6035
جنيه إسترلينى 65.3544 65.4888
فرنك سويسرى 57.1532 57.2922
100 ين يابانى 33.4741 33.5448
ريال سعودى 13.4705 13.4979
دينار كويتى 163.7738 164.2044
درهم اماراتى 13.7554 13.7853
اليوان الصينى 6.9545 6.9694

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5011 جنيه 4983 جنيه $99.12
سعر ذهب 22 4594 جنيه 4568 جنيه $90.86
سعر ذهب 21 4385 جنيه 4360 جنيه $86.73
سعر ذهب 18 3759 جنيه 3737 جنيه $74.34
سعر ذهب 14 2923 جنيه 2907 جنيه $57.82
سعر ذهب 12 2506 جنيه 2491 جنيه $49.56
سعر الأونصة 155873 جنيه 154984 جنيه $3082.99
الجنيه الذهب 35080 جنيه 34880 جنيه $693.84
الأونصة بالدولار 3082.99 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى