أعجوبة «مسرح البالون» تكشف كواليس بنائه وسر تسميته
«مسرح البالون».. أعجوبة البناء في الستينيات وأحد أعمدة الثقافة المصرية الشاهدة على تاريخ الفن المصري وركن أصيل حاضر في أبرز محطات المسرح المصري التاريخية فلا تحتاج إلى كثير من الوقت لاكتشاف اسمه أو شرحه يكفي أن تنظر له سريعا .
فلم يكن «مسرح البالون» يوما مسرحا تقليديا أو عاديا بل كانت أعجوبة بنائه حاضرة منذ وجوده كفكرة في عقل الفنان يوسف وهبي وحتى تنفيذه ليحمل اسمه كثير من الاسرار الخاصة ببنائه وأولى الاسرار والكواليس بدأت بمكالمة هاتفية تعود لعام 1960 جمعت بين الفنان يوسف وهبي والفنان السيد بدير المستشار الفني لفرق التليفزيون المسرحية في ذلك الوقت.
والتي نقل خلالها يوسف وهبي إندهاشة وإعجابه الشديد بأعجوبة بناء مسرح على شكل بالون قابل للفك والتركيب في ساعات قليلة وقابل أيضا للحركة من مكان لآخر معروض للبيع في إيطاليا بمبلغ 39 ألف دولار وكان الدولار في ذلك الوقت يساوي 33 قرش.
وتمكن حماس يوسف وهبي وحديثه عن أعجوبة بناء هذا المسرح من إقناع الفنان السيد بدير لشراءه وبالفعل تمت الصفقة ليصل المسرح البالوني من إيطاليا إلى ميناء الاسكندرية سنة 1962.
وما هي إلا أيام قليلة ليبدأ تشغيل مسرح البالون بالاسكندرية وتحديدا في كوم الدكة باستقبال عروض فرقة رضا للفنون الشعبية وفرقة القاهرة الاستعراضية وفرقة الأنوار اللبنانية.
لينتقل بعدها البالون إلى القاهرة ليستقبل أول عروضه هناك والتي قدمتها الفرقة الغنائية الاستعراضية وعرض عليه مسرحية «القاهرة فى الف عام.. موكب التاريخ حمدان وبهانة» وبعد عام من الانتقال والفك والتركيب تم فك البالون وتركيبه مع ملحقاته التي تضم 4 كرافانات تستخدم كغرف لتغيير الملابس وعربة إضاءة متنقلة وونش ومدرجات متحركة وبلكون متحرك في مكانه الحالي بالعجوزة ليحصل على اسمه التاريخي «مسرح البالون».
واستمر «مسرح البالون» يستقبل زواره في مكانه الحالي ويزيد من تاريخه بوقوف أبرز فنانين العالم العربي عليه والتي بدأت بـ أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفايزة احمد واستمرت مع شادية ونجاة ووردة الجزائرية ولكن تعرض المسرح فى بداية السبعينيات لحريق هائل.
ليبدأ معه تطويره مع تغيير اسمه إلى مسرح «أم كلثوم» بعد رحيلها تقديرا لها ولمسيرتها ولكن أسطورة الاسم لم تتمكن من مفارقته ليعود من جديد إلى اسمه التاريخي «مسرح البالون» بتطوير آخر له سنة 1997 قام به الفنان عبد الرحمن الشافعي خلال فترة رئاسته البيت الفني للفنون الشعبية.
وتم تجديده على أحدث طراز مسرحي في ذلك الوقت فاستبدل الخيمة القماش التي كانت تظل أعلى المسرح بتصميم أجوف يشبه إلى حد كبير البالونة ليظل محتفظا بأعجوبة بنائه واسمه «مسرح البالون» وفي عام 1999 تم افتتاحه بعد التجديد بتقديم العرض الاستعراضي «قلب في الروبابيكيا» من فكرة وإخراج محمود رضا لتظل معها أعجوبة بناء «مسرح البالون».