الأمم المتحدة تؤكد رفضها محاولة إسرائيل لتغيير التركيبة السكانية في غزة
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث رفضه البالغ إزاء التصريحات الأخيرة لوزراء إسرائيليين بشأن خطط تشجيع النقل الجماعي للمدنيين من غزة إلى بلدان ثالثة، "الذي يشار إليه حاليا باسم الانتقال الطوعي .
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد "جريفيث" أن تلك التصريحات تثير مخاوف جدية بشأن إمكانية النقل أو الترحيل بشكل جماعي وقسري للسكان الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو أمر محظور تماما بموجب القانون الدولي .
وشدد المسؤول الأممي خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، على ضرورة رفض أي محاولة لتغيير التركيبة الديمغرافية لقطاع غزة بحزم.. وأكد أن أي شخص نازح في غزة يجب أن يُسمح له بالعودة، وفق القانون الدولي .
بدورها، قالت مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان إلزا براندز كيريس إن التهديد بالتهجير القسري يحمل صدى خاصا بالنسبة للفلسطينيين - فهو محفور في الوعي الجمعي الفلسطيني من خلال "النكبة" التي حدثت عام 1948 عندما أُجبر ملايين الفلسطينيين على ترك منازلهم.
وأكدت المسؤولة الأممية، أن الوضع الكارثي والمعاناة الهائلة في غزة كان يمكن تجنبهما والتنبؤ بهما، وقد تم التحذير منهما منذ أسابيع عديدة.. وشددت على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، كخطوات أولى لا غنى عنها نحو حل دائم، ويجب إعطاء الأولوية لحماية المدنيين ويجب السماح لهم بالعثور على الأمان والحصول على المساعدة التي تحفظ حياتهم أينما كانوا.
كما شددت على ضرورة إدانة عنف المستوطنين في الضفة الغربي
ة ومتابعته بقوة، ووقف بناء المستوطنات، وأشارت إلى أنه برغم أن إسرائيل ذكرت أن أوامر الإخلاء التي أصدرتها كانت من أجل سلامة المدنيين الفلسطينيين، إلا أنها على ما يبدو لم تتخذ سوى تدابير ضئيلة لضمان امتثال عمليات النقل هذه للقانون الدولي.
وذكرت إلزا براندز كيريس أن عمليات الإجلاء القسري هذه - التي لا تستوفي الشروط اللازمة لاعتبارها قانونية، قد ترقى إلى مستوى النقل القسري- وهو بمثابة جريمة حرب.. وقالت إن العنف الحالي يأتي في سياق عقود من انتهاكات حقوق الإنسان وأكدت على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراءها من أجل التوصل إلى حل دائم لهذه الأزمة.
من ناحية أخرى.. أكدت الأمم المتحدة أنه مع قرب مرور 100 يوم على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، مازالت فرق الأمم المتحدة على الأرض ومسؤولوها يبذلون قصارى جهدهم من أجل تقديم المساعدات الإنسانية والتخفيف من معاناة الناس، والمساعدة في إيجاد حل لإنهاء التصعيد.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، تتحرك منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها على مسارات عدة من أجل تقديم المساعدات وإيصالها رغم التحديات التي تواجهها. كما يكثف مسؤولوها وعلى رأسهم الأمين العام تحركاتهم الدبلوماسية ودعواتهم في مختلف المناسبات لإنهاء الصراع المستعر منذ 7 أكتوبر 2023.
وذكرت الأمم المتحدة، أنه منذ اليوم الأول لبدء التصعيد، استنفرت فرق الأمم المتحدة العاملة على الأرض التي قدمت المساعدات الغذائية للآلاف من النازحين الذين لجأوا إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) التي تحولت إلى ملاجئ.