ملكة الدنمارك تتنازل عن عرشها.. واقعة تحدث لأول مرة منذ 900 سنة
يترقب الشارع الدنماركي وأوروبا بصفة عامة قراراً مهماً اليوم عندما تتنحى ملك الدنمارك مارجريت الثانية عن عرشها في واقعة تحدث بهذا البلد الأوروبي لأول مرة منذ 900 سنة، وذلك بعد أن أدارت البلاد لنصف قرن تقريباً.
وكانت ملكة الدنمارك التي من بين أطول ملوك أوروبا حكماً، أعلنت هذا القرار المفاجئ في ليلة رأس السنة، حيث تسلم العرش لنجلها الأكبر ولي العهد الأمير فريدريك.
وقالت وكالة أنباء «فرانس برس» في تقرير، أمس، إنه قبل أن تعلن مارجريت، 83 عاما، أنها ستترك العرش، افترض معظم المراقبين الملكيين أنها ستعيش بقية أيامها على العرش، كما هو التقليد في الدنمارك، علماً أن الملكة لم يظهر عليها أي علامات من قبل عن رغبتها في التقاعد من منصبها الرمزي إلى حد كبير، وحتى وقت قريب، كانت تصر على أنها تعتبر أن تولي منصب الملكة هو وظيفة مدى الحياة.
وفقاً للوكالة، يبدو أن المشاكل الصحية جعلتها تعيد النظر، إذ خضعت مارجريت لعملية جراحية كبرى في الظهر في فبراير الماضي ولم تعد إلى العمل حتى أبريل، وقالت في كلمتها التي أعلنت خلالها عزمها التحي إن الجراحة دفعتها إلى التفكير في المستقبل، ومتى يتم نقل مسؤوليات التاج الملكي، مؤكدة أنها اتخذت قرارها وأن هذا هو الوقت المناسب.
والملك في الدنمارك منصبه شرفي أي يملك ولا يحكم، وله سلطات محدودة يقرها الدستور، وهو رمز الأمة، فيما يأتي اتخاذ القرار السياسي على عاتق مجلس الوزراء والبرلمان، وتحظى الملكة مارجريت بشعبية كبيرة في الدنمارك، إذ أظهر استطلاع حديث أن 70% من الدنماركيين يفضلونها.
وعلى الرغم من أنه لم يتنازل أي ملك دنماركي عن العرش طواعية منذ الملك إريك الثالث في عام 1146، إلا أن قانون الخلافة الدنماركي ينص على أن نفس الأحكام تنطبق في حالة التنازل عن العرش كما هو الحال عند وفاة الملك.
وستوقع الملكة رسميًا تنازلها عن العرش اليوم في مجلس الدولة، وهو اجتماع مع مجلس الوزراء الدنماركي في قصر كريستيانسبورج، وهو مجمع ضخم في العاصمة كوبنهاجن يضم غرف الاستقبال الملكية والإسطبلات الملكية بالإضافة إلى البرلمان الدنماركي، ومقر رئاسة الوزراء، والمكتب والمحكمة العليا.