..الحكومة عاجزة منذ 36 عاما على إنقاذ إثار سوهاج من الضياع والسرقة..
مفاجئات صادمة إثناء مناقشة طلب إحاطة للنائب أحمد قورة بشأن أثار سوهاج (تفاصيل)
وزارة السياحة والاثار تصف طلب إحاطة للنائب أحمد قورة بـ"دراسة شاملة ومتميزة" عن كافة المناطق الاثرية بمحافظة سوهاج
اوصت لجنة الإعلام والآثار والثقافة بمجلس النواب، برئاسة النائب نادر مصطفى، وكيل اللجنة، خلال إجتماعها مساء اليوم، بضرورة إطلاع وزارة السياحة والاثار بالحفاظ على الكنوز الاثرية بأخميم بمحافظة سوهاج، ونقل جبانه المسلمين واستكمال معبد اخميم الذى يعد طبقا ً للدراسات أكبر مجموعة معابد في مصر.
كما أوصت اللجنة بتطوير الجزء المكتشف والمفتوح للزياره وتطوير منطقه " جبل السلاموني معبد ايه المقابر البطلمية " ذات النقوش الفريده واستكمال مشروع تطوير معبد اتربيس الشيخ حمد وبناءأسوار، وحمايه التراث بالمنطقه ، وعمل رؤيه بصرية ولوحات استرشادية، وربط المناطق السياحيه وتطوير منطقه اثار ابيدوس، حيث ينقصها الكثير من الطرق الداخليه بالمنطقه الاثريه ونظام اضاءه ولوحات استرشاديه، مع الاهتمام بالساحة الدينية والاديرة.
وكشفت مناقشات اللجنة عن العديد من المفاجئات الصادمة إثناء إستعراض طلب الإحاطة المقدم من النائب أحمد قورة عضو الهيئة البرلمانية لحزب "حماة الوطن "عن تجاهل الحكومة للكنوز الاثرية الموجودة بمحافظة سوهاج وخاصة مدينة اخميم التي تضم العديد من المعابد الاثرية الكبرى التي طالتها العشوايات وبناء المساكن فوقها دون أي تحرك حكومى، رغم صدور العديد من قرارات الازالة التي لم يتم تنفيذها منذ15 عاماً .
وقال " قورة " إننا أمام موضوع كبير وخطير يمس كنوزاً إثرية بمحافظة سوهاج " ندوس عليها بالاقدام " ، وللأسف منذ عام 2005 وحتى الان لم نجد أى جديد أو أي تحرك حكومي لإنقاذ تلك الكنوز الاثرية من النهب والسرقة ، حتى إننا فوجنا بإن " الغفر" الذين يحرصون ويؤمنون تلك الاثار أصبحوا " نودارجية " يعملون لصالح من يسرقون الاثار المردومة والمقامة عليها " البيوت العشوائية " ، والباعة الجائلين .
وتابع " قورة " مع إحترامى لممثلى الحكومة الموجودين معنا الدكتور محمد عبد البديع رئيس المركزية لاثار مصر العليا ، ورحمة حسن عليوة عضو فنى الاتصال السياسى لمكتب الوزير، الا أننى مع زملائى الذين يطالبون بحضور وزير السياحة والاثار خاصة وإننا نريد الخروج بقرارات سريعة وتنفذ لإنقاذ الكنوز الاثرية ومنها على سبيل المثال لا الحصر "معبد أبيدوس "، مشيراً إلى وجود 100 أثر المفتوح منهم وقابل للزيارة ثلاث مواقع فقط.
وتسأل " قورة " كيف نترك أثارنا بهذا الشكل وندوس عليها بالاحذية ونتركها للسرقة والنهب، ثم نتحدث عن أقتصادنا الذى يحتاج الى دفعة للامام في ظل الظروف الاقتصادية العالمية ، وإرتفاع قيمة الدولار في مواجهة الجنية، قائلاً: "إن نهوض إقتصادنا لن يأتي إلا من خلال السياحة والاهتمام بالمناطق الاثرية".
وقال " قورة " نريد الاستفادة من المليارات التى أنفقت على الجمهورية الجديدة ومنها سوهاج - قنا - أسوان، ونريد الاستفادة من مطار سوهاج ، والبحر الأحمر والعديد من المحاور حتى نستطيع سداد القروض التي وصلت 165 مليار دولار، وإنعاش الخزينة العامة للدولة.
وتسأل " قورة " اين الأجهزة المعنية من الاثارالموجودة بقريه نجع المشايخ بدار السلام والتي يرجع تاريخها الى العصر الفرعونى والرومانى ؟ ويوجد بعض المقابر بها وتم إخضاعها لقانون حماية الآثارفى فبراير 2022، وأيضا قرية "كوم اشقاو" التي تعوم على كنوز أثرية مجهولة في قلب سوهاج ، وتعتبر من أغنى المناطق والقرى نظرًا لكونها إحدى المقاطعات الفروعونية القديمة، بالإضافة إلى احتوائها على آثار قبطية وإسلامية ،فماذا نحن فاعلون للأسف لا شيء!!
وتابع " قورة " للأسف بالرغم من مرور أكثر من 13 عام ، مازالت مشكلة عودة دفن الموتى فى جبانة المسلمين القديمة بمدينة اخميم مستمرة حتى الان ، الامر الذى بات يهدد كنوز أخميم الاثرية بالخطر والسرقة والنهب وضياع ملايين الجنيهات التى انفقت على انشاء الجبانات الجديدة بحى الكوثر فى الهواء.
واستكمل " قورة " انه لا بد من وجود إرادة قوية وقرارات جريئة بعيداً عن الروتين الحكومى وأن يكون هناك حل توافقى بين المحافظة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وتوجيه نداء أخر لمنظمة اليونسكو لانقاذ أثارأخميم قبل أن يأتى يوم نفاجأ فيه بخلو المدينة مما فى بطنها من كنوز فى ظل هوس الرغبة فى الثراء السريع .
وشدد " قورة " على ضرورة زيادة الوعي لدى المواطنين بأهميه نقل المقابر مره أخرى الى حي الكوثر ، مع توفير حراسه أمنيه مشدده على المقابر القديمه لمنع الدفن بها مره أخرى وتسليم المنازل الخاصه بالحفارين وضبط عمل الحفارين بالمقابر الجديده حتى يتسنى لهم التواجد باستمرار.
وحذر " قورة " خلال استعراضة لطلب احاطة عاجل موجهة الى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ، وأحمد عيسى وزير السياحة والاثار، من خطورة الإهمال الجسيم بالمناطق الاثرية بشرق محافظة سوهاج، والتي يأتي من بينها أخميم "معبد ميريت آمون"، والتل الاثري بالديابات، والمقابر الاثرية بالحواويش، ومقابر السلاموني، والموجود بها ايضاَ المعبد المقطوع في أعلي الجبل الذي شيده الملك (أي) للمعبود (مين)، و الاحايوه شرق التي تضم العديد من المقابر من عصر ما قبل الاسرات الي جانب جبانة من عصر الانتقال الثالث ذات الشكل المقبي، و الخازندارية.
وأكد النائب أحمد قورة في طلب الاحاطة، علي ضم سوهاج للعديد من الكنوز الأثرية المدفونة فى باطن الأرض، وهو ما جعلها محطة هامة للتنقيب عن الآثار، لافتا الي أن أقصى جنوب المحافظة، تقع منطقة «أبيدوس»، التى كانت قبلة الحجاج المصريين القدماء، وبها كانت تتم الطقوس الجنائزية للملوك، وفيها أول مقبرة ملكية، وبها تم تصنيع أول مراكب للشمس، كما أنها كانت أول عاصمة للدولة الموحدة، ويقع بها معبد «سيتى الأول»، والد الملك «رمسيس الثانى»، ويجاوره نحو 120 منزلاً لأهالى قرية «عرابة أبيدوس»، ويوجد أسفل تلك المنازل كنوز لا تقدر بثمن، هذا بالاضافة الي شرق العاصمة سوهاج، حيث تقع مدينة «أخميم»، الغنية بالآثار المهمة للملك «رمسيس الثانى»، حيث شيد معبداً ضخماً، تم الكشف عنه بالصدفة، أثناء حفر أساسات معهد أزهرى عام 1981، وتم استخراج أطول تمثال لسيدة فى العالم، بارتفاع 11 متراً، للملكة الفرعونية «ميريت آمون»، ابنة «رمسيس الثانى»، كما تم استخراج تمثال محطم للملك «رمسيس الثانى» نفسه، وتم تجميعه مؤخراً.
وأشار " قورة " إلي أن سرقة الكنوز الاثرية في سوهاج تنتشر وخاصة في مراكز اخميم وابيدوس والمنشاة ودار السلام وسوف تظل الاثارعرضة للنهب ولن تتوقف سوي بارادة قوية من الدولة وتبني خطة جادة لاستخراج الكنوز ونقلها الي المتحف الاثري علي النيل، موضحاً أن هذه الكنوز الاثرية يمكن ان تسهم في وضع سوهاج علي الخريطة السياحية بعد تطويرها وفتحها كمزارات سياحية وهو ما عجز عنه كل المسئولين السابقين فهل ياتي من يستطيع تحقيق ذلك!، مشددا علي أهمية الحفاظ على هذا التراث الذي يعزز هويتنا الثقافية ويساهم في تعزيز جودة حياتنا وبيئتنا المحيطة، فالآثار هي كنز قديم محفوظ على أراضٍ حديثة.
واسترد " قورة " قائلا: أن توقف أعمال التنقيب فى هذه الاكتشافات لأسباب مختلفة، يطرح العديد من التساؤلات، لعل أبرزها: متى تضع الدولة خطة محددة للكشف عن الآثار المدفونة فى «أبيدوس» و«أخميم»؟
واختتم " قورة "طلبه بالاشارة الي وجود أكثر من 500 موقع اثري في سوهاج تمثل التاريخ المصري عبرجميع العصور الفرعونية يمكنها ان تستقبل 200 الف سائح يوميا في حالة استغلالها واستخراج كنوزها وتشغيل المتحف الاثري الذي توقف به العمل اكثر من مرة منذ سنوات طويلة برغم ما انفق علية حتي الان والتي يزيد عن 100 مليون جنيه ويضيف للاسف من بين ذلك كلة هناك 3 مواقع فقط مفتوحه امام السائحين وهي منطقة ابيدوس الاثرية بمركزالبلينا وموقعان باخميم ويصل عد المترددين عليهم سنويا أعداد لا تناسب الاثر الموجود بهم فقط.
من جانبة أشاد الدكتور محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لأثار مصر العليا ممثلا عن وزارة السياحة والاثار، بحرص النائب أحمد قورة على كنوز مصر الاثرية، واصفاً طلب الإحاطة بأنة يعد دراسة شاملة ومتميزة عن كافة المناطق الاثرية بمحافظة سوهاج .
وقال "عبد البديع " لم يكن أحد يعلم عن الكنوز الاثرية بمحافظة سوهاج شرق النيل الا مع عام 2019 بعد إن قمنا بعمل بعض الحفائر ، مشيراً الى إن عدد المواقع الاثرية الصالحة للزيارة إرتفعت من موقعين الى أربعة مواقع من بين مائة موقع .
وقال" عبد البديع "هناك مركزين بمحافظة سوهاج مقامةعليها مدارس ومستشفيات وبنية أساسية ومساكن فوق العديد من المعابد الاثرية، ومن بينهم منطقة أخميم التي يقطنها 6200 أسرة، وقد طالبنا إزالتهم من المحافظة منذ عام1988 مع دفع التعويضات للاهالى وللأسف لم تنفذ الازالات منذ 36 عاماً وحتى الان.
وأشار "عبد البديع " للأسف تم إنشاء مقابر جديدة للاهالى بمدينة الكوثر لوقف الدفن بالمقابر القديمة التي يوجد أسفلها كنوز أثرية ورغم ذلك رفض الاهالىدفن ذاويهم ، وما زالوا يقومون بالدفن في المقابر القديمة التي تعوم على الاثار.
وقال "عبد البديع " ، إننا نحتاج الى تضافر جهود كافة الأجهزة التنفيذية حتى يمكننا الحفاظ على تلك المعابد والجبانات التي تحتوى على الكنوز الاثرية