أسعار الذهب فى البورصة العالمية تتراجع 2% منذ بداية 2024
وسع الذهب العالمي من خسائره خلال تداولات اليوم الأربعاء وذلك بعد ارتفاع كبير في مستويات الدولار الأمريكي وعوائد السندات الحكومية، حيث أقبلت الأسواق على تخفيض توقعاتها بشأن خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في وقت مبكر من هذا العام.
وانخفضت أسعار الذهب الفورى اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى منذ 4 جلسات عند 2017 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2028 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2021 دولار للأونصة.
ويأتى هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس أيضاً بنسبة 1.3% ويكون بذلك قد انخفض منذ بداية شهري يناير بنسبة 2%، وجاء تراجع مستويات الذهب بعد أن ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي ليسجل أعلى مستوياته منذ أكثر من شهر عند 103.32 مسجلا ارتفاع منذ بداية الأسبوع بنسبة 1%، هذا بالإضافة إلى ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10سنوات ليسقر فوق المستوى 4%، وفق جولد بيليون.
وأثارت تصريحات عضو البنك الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر الأسواق لتتجه إلى تخفيض توقعاتها لمستقبل أسعار الفائدة، وذلك بعد أن أشار إلى أنه لا ينبغي للبنك الفيدرالي أن يتسرع في عمليات خفض الفائدة حتى يتأكد البنك من انخفاض معدلات التضخم بشكل مستدام.
وأشار والر إلى أن البيانات الاقتصادية تظهر انعكاس وعلى البنك أن يتأكد من استمرار النهج المنخفض للتضخم قبل التفكير في خفض الفائدة.
كانت تصريحات والر بمثابة تناقض مع توقعات السوق بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في اجتماعه في مارس وربما يخفض 1.5 نقطة مئوية من سعر الفائدة بحلول نهاية العام. وبعد حديثه قلصت الأسواق رهاناتهم على أن البنك سيخفض الفائدة في مارس لتصبح بنسبة 61% بعد أن كانت بنسبة 67%.
وتسببت تصريحات والر في عمليات بيع واسعة النطاق، مما أدى إلى انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية الثلاثة الرئيسية، في حين سجلت عوائد سندات الخزانة أكبر قفزة لها في يوم واحد منذ أكثر من ثلاثة أشهر ليسجل ارتفاع يوم أمس بنسبة 2.8%.
إن احتمالية بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول عوضت إلى حد كبير الطلب الأخير على الذهب كملاذ آمن، وشهدت تحول المتداولين بعيدًا عن الذهب نحو الدولار.
وبالرغم من أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة يمكن أن تعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن، إلا أن مصير سعر الذهب على المدى القصير من المرجح أن يكون فى أيدى سوق السندات التى عادت إلى الانتعاش.
ارتفاع عوائد السندات يؤدي إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب، وتحد من عمليات تدفقات رأس المال إلى الذهب حيث يسعى المتداولون إلى تحقيق عوائد أفضل في أسواق الديون مقارنة مع الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
تراجعت أسعار الذهب الآن بالقرب من مستوى الدعم عند 2015 دولار للأونصة والذي قد يوقف حركة الهبوط بعض الوقت حتى يجد الذهب حافز جديد للانخفاض أو لعكس حركته نحو الأعلى، يذكر أن الذهب لم يسجل اغلاق تحت هذا المستوى منذ منتصف ديسمبر الماضى.
هذا وتنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات مبيعات التجزئة عن الاقتصاد الأمريكي خلال شهر ديسمبر، ومن المتوقع أن تشهد ارتفاع بنسبة 0.3% مقارنة مع القراءة السابقة 0.3%، كما يصدر مؤشر الإنتاج الصناعي ومتوقع تسجيل انخفاض بنسبة – 0.1% من القراءة السابقة المرتفعة بنسبة 0.2%.
إلى جانب هذا يتحدث اليوم المزيد من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي وقد تساهم تصريحاتهم في تغير تحركات الأسواق من جديد.
أما عن بيانات مجلس الذهب العالمي عن صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، فقد أظهر أنه خلال الأسبوع المنتهي في 12 يناير وصل إجمالي التدفقات النقدية الخارجة من الصناديق بما يصل إلى 12.5 طن ذهب وذلك بعد انخفاض كبير فى التدفقات الخارجة خلال الأسبوع السابق بمقدار 23.7 طن.
تدل هذه البيانات أن الذهب لم يجذب بعد الاستثمارات بشكل مناسب، وأن عدم اليقين بشأن مستقبل أسعار الفائدة في البنك الفيدرالي والبنوك المركزية العالمية الأخرى يدفع المستثمرين إلى التداول بعيداً عن سوق الذهب الذي لا يقدم عائد مقارنة مع أسواق السندات الحكومية التى تقدم عوائد مرتفعة حالياً.