مندوب الأردن بالجامعة العربية: إسرائيل توجه طعنات نافذة لمصداقية النظام الدولي منذ 7 أكتوبر
أكد السفير أمجد العضايلة، سفير الأردن بالقاهرة ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي وجهت طعنات نافذة لمصداقية النظام الدولي القائم على القواعد، معلنة في كل لحظة تمر دون انصياعها لإرادة المجتمع الدولي «أنها فوق القانون».
جاء ذلك في كلمة السفير العضايلة، اليوم الاثنين، أمام اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية برئاسة المغرب (رئيس الدورة 160) لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، لبحث الجرائم والمخططات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والخطوات السياسية والقانونية والدبلوماسية والاقتصادية التي يمكن أن يقوم بها أو دعمها في إطار الجامعة العربية.
وقال العضايلة: «لم تكن نوايا حكومة التطرف الإسرائيلي وأجنداتها التوسعية التهجيرية في فلسطين المحتلة أكثر وضوحا وصلفا وغطرسة مما هي عليه اليوم، ضاربة بعرض الحائط مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وإرادة المجتمع الدولي وقف عدوانها الغاشم على غزه ولجم إرهاب مستوطنيها في الضفة الغربية».
وأضاف: «بات جليا لأصحاب الضمائر الحية أن الحكومة الأكثر تطرفا وعنصرية في تاريخ الاحتلال تسابق الزمن لتنفيذ أجنداتها، مستفيدة من الظرف الراهن والتعاطف والدعم غير المشروط الذي أبدته بعض الدول عقب السابع من أكتوبر، بحجة حق مزعوم لإسرائيل في الدفاع عن النفس، في اجتزاء خطير للسياق التاريخي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأسبابه الجذرية وتناس لحقيقة أن إسرائيل هي قوة قائمة بالاحتلال، حسب توصيف القانون الدولي».
وأشار العضايلة إلى أن إسرائيل سعت منذ السابع من أكتوبر لترسيخ هذا الاحتلال والقضاء على ما تبقى من فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، من خلال وضع الشعب الفلسطيني أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الموت أو التهجير، كما فعلت في نكبة عام 1948، غير آبهة بقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ العدالة الدولية وأدواتها التي أرساها المجتمع الدولي مذاك، مستهدفة كل مقومات الحياة وأسباب النجاة من الموت داخل القطاع.
وتابع: «يعجز المجتمع الدولي عن الإجابة على أبسط الأسئلة في عيون طفل فلسطيني قنص الجيش الإسرائيلي أمهُ أمام عينيه أو طفلةً بترت ساقها قذيفةُ ألقاها جيش الاحتلال على منزلها.. ماذا يقول المجتمع الدولي لأم فقدت طفلها.. لفتاة حُرمت من حقها بالإنجاب لعدم توفر أبسط الإمكانات الطبية، ماذا يقول لأب هدم الاحتلالُ منزله فوق أسرته فدفن أفرادها أحياء تحت أنقاضه ودفن معهم ماضيه وحاضره ومستقبله.. ماذا يقول لذوي ما يزيد على 25 ألف شهيد، أكثر من 70٪ منهم من النساء والأطفال».
وتساءل العضايلة: «كيف يفسر العالم خروج 30 مستشفى من أصل 36 في قطاع غزه عن الخدمة وتوقف 53 مركزا صحيا عن العمل وتدمير 70٪ من منازل غزة.. كيف يفسر عجزه عن توفير الحماية وأبسط متطلبات الحياة لسكان القطاع، كيف يبرر استمرار السماح لإسرائيل بإعاقة إدخال 90٪ من الاحتياجات الإنسانية اللازمة لصون كرامة الإنسان الفلسطيني وحقه في الحياة، وهذه الازدواجية الفاضحة في تطبيق القانون الدولي والحصانة التي تتمتع بها إسرائيل في تجسيد خطير لمنطق القوة وشريعة الغاب».
وأبرز مندوب الأردن أن جهود العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس
الشريف وزياراته واتصالاته الدولية استهدفت منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، وكشفت حقيقة ما يجري من عدوان، وما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب والتصدي للسردية التي زعمت أن الحرب على غزة هي دفاع عن النفس، وقام الأردن بتوظيف كل إمكاناته لوقف عدوان إسرائيل الهمجي على غزه وتصعيد إجراءاتها اللاشرعية وغير القانونية وإرهاب مستوطنيها في الضفة الغربية ومواجهة الأجندة المتطرفة التي تستهدف إشعال جبهات أخرى وجر الغرب لحرب إقليمية لإطالة عمر الحكومة المتطرفة، ووقف الأردن مع أشقائه العرب في مواجهة محاولات إسرائيل البائسة حشد الدعم الدولي لتبرير تواجدها في قطاع غزه بعد وقف الحرب«.
وقال إن الأردن كان أول من دعا في الأمم المتحدة إلى محاسبة إسرائيل ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب المرتكبة في غزه، وأكد دعمه الدعوى القضائية التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، وسيقوم بتقديم مرافعه في القضية يجري العمل على أعدادها وفق أنظمة المحكمة، وعندما تدعو الدول الأعضاء لذلك.
ونوه إلى أنه على صعيد الجهود الإغاثية للشعب الفلسطيني خصصت الحكومة الاردنيه مبلغ 3 ملايين دينار لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا)، للقيام بدورها في دعم الأشقاء في قطاع غزة، وفي خطوة لفتح طريق بري من الأردن عبر الضفة الغربية نحو قطاع غزة، وتم تسيير 188 شاحنة من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وشركائها إلى غزة.
وأضاف أن طائرات سلاح الجو الملكي التابعة للقوات المسلحة الأردنية نفذت 10 عمليات إنزال جوي للمستشفيين الميدانيين في قطاع غزة (غزة 76) و(المستشفى الميداني الخاص 2) بخان يونس، الذي دُشن بعد العدوان الإسرائيلي على غزة وبإشراف مباشر من الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد، الذي وصل إلى العريش لهذه الغاية بالتنسيق والتعاون مع الأشقاء في مصر، لافتا إلى أن عدد طائرات الإغاثة التي أرسلتها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية مع شركائها سواء من القطاع الخاص والمنظمات الدولية إلى مطار العريش في مصر بلغ 39 طائرة.