أسوشيتيد برس: تحذيرات دولية لإسرائيل من وقوع كارثة إذا أقدم جيشها على مهاجمة رفح بغزة
رصدت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الأحد تحذيرات دولية عديدة إلى إسرائيل حال أقدم جيشها على مهاجمة مدينة رفح بجنوب قطاع غزة المنكوب بريًا.
وذكرت الوكالة في سياق تقرير، نشرته حول هذا الشأن، أن جيران إسرائيل ووسطاءها الرئيسيين حذروا خلال الأيام الأخيرة من وقوع كارثة وتداعيات لا تُحمد عقباها إذا شن جيشها غزوًا بريًا في مدينة رفح المكتظة بالنازحين، حيث تزعم إسرائيل أن معاقل حماس المتبقية تقع فيها.
وأوضحت الوكالة أن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 44 فلسطينيًا، من بينهم أكثر من عشرة أطفال، في رفح، بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه طلب من الجيش التخطيط لإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص قبل بدء الغزو، لكنه لم يذكر تفاصيل أو جدولًا زمنيًا.
وأكدت الوكالة أن هذا الإعلان أثار حالة من الذعر خاصة وأن أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يتجمعون في معبر رفح بغزة حيث فر الكثيرون إلى هناك بعد اتباع أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي تغطي الآن ثلثي أراضي غزة في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي.. والآن لا يتضح بعد أين يمكن أن يذهب هؤلاء بعد ذلك .
ونقلت الوكالة الأمريكية، في تقريرها، عن وزير الخارجية سامح شكري قوله إن أي هجوم بري إسرائيلي على رفح سيكون له "عواقب وخيمة"، مؤكدًا أن إسرائيل تهدف في نهاية المطاف إلى إجبار الفلسطينيين على الخروج من أراضيهم.
كما حذر وسيط آخر وهو دولة قطر من وقوع كارثة وحذرت المملكة العربية السعودية من "تداعيات خطيرة للغاية"، بينما رجحت الوكالة أن هذا الأمر قد يُزيد من بؤرة الخلاف بين نتنياهو والولايات المتحدة، التي قال مسئولوها إن غزو رفح دون خطة لحماية المدنيين هناك سيؤدي إلى كارثة.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تصريح: "لا يمكن أن يختفي الناس في غزة في الهواء"، مضيفة أن أي هجوم إسرائيلي على رفح سيكون بمثابة "كارثة إنسانية في طور التكوين".
وتشن إسرائيل غارات جوية شبه يومية على رفح، وهي نقطة دخول نادرة للإمدادات الغذائية والطبية التي تشتد الحاجة إليها في غزة، وذلك خلال قتالها البري الحالي في خان يونس حتى الشمال. وبين عشية وضحاها حتى أمس السبت، أدت ثلاث غارات جوية على منازل في منطقة رفح إلى مقتل 28 شخصًا، وفقًا لمسئول صحي وصحفيي وكالة "أسوشيتد برس" الذين رأوا الجثث تصل إلى المستشفيات؛ حيث أدت كل غارة إلى مقتل عدة أفراد من عائلة واحدة، بما في ذلك 10 أطفال، أصغرهم يبلغ من العمر 3 أشهر.
وقال مواطن من غزة يدعى فضل الغنام إن إحدى الغارات مزقت أحبائه إربًا؛ حيث فقد ابنه وزوجة ابنه وأربعة أحفاد. ويخشى أن يكون الأسوأ من ذلك هو الغزو البري لرفح، وقال إن صمت العالم مكن إسرائيل من المضي قدمًا.
وفي وقت سابق من أمس السبت، أدت غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح إلى مقتل 11 شخصا على الأقل، من بينهم ثلاثة أطفال، وفقا لأحمد الصوفي، رئيس بلدية رفح .
أما في خان يونس، أشارت "أسوشيتيد برس" إلى أن القوات الإسرائيلية فتحت النار على مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى في المنطقة، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة خمسة، وفقًا لمنظمة "أطباء بلا حدود" الطبية الخيرية. وقال أحمد المغربي، وهو طبيب فلسطيني، إن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى بوابات المستشفى صباح السبت.. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن العاملين في المستشفى لم يعودوا قادرين على التنقل بين المباني بسبب كثافة النيران. وأضاف أن 450 مريضا و10 آلاف نازح يحتمون هناك.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن جثث 117 شخصا قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية تم نقلها إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما رفع إجمالي عدد القتلى من الهجوم إلى 28 ألفا و64، معظمهم من النساء والأطفال. وقالت الوزارة إن أكثر من 67 ألف شخص أصيبوا حتى الآن من جراء العدوان.