المستشار محمد سليم : لقاء الرئيس السيسى وأردوغان يأتى فى مرحلة تاريخية وتوقيت بالغ الحساسية
أكد المستشار محمد سليم عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب السابق ،ورئيس المكتب العالمى للمحاماة والاستشارات القانونية ، إن زيارة الرئيس التركى رجب أردوغان إلى القاهرة اليوم الاربعاء ولقائة بالرئيس عبد الفتاح السيسى تأتى فى توقيت بالغ الحساسية بسبب الأزمات التى تعصف بالمنطقة، وحرب الإبادة الجماعية التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى الأعزل فى قطاع غزة، والتهديدات المستمرة لحركة التجارة العالمية فى البحر الأحمر، والتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التى يشهدها العالم حاليا بعد الحرب "الروسية- الأوكرانية"
وأشار " سليم " إن شعوب البلدين يعلقون آمالا عريضة على الزيارة التي تأتى في وقت بالغ الأهمية والخطورة، حيث المنطقة على شفا حرب إقليمية تسعى لها دولة الاحتلال الإسرائيلي بقوة من خلال رفضها الانصياع للدعوات التي يطلقها قادة العالم ومن بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة والتي دخلت شهرها الخامس. لطي صفحة شابها الكثير من الشحن السياسي الزائد خاصة من جانب أنقرة، وبداية مرحلة تقارب جديدة يصل فيها البلدان لتسوية بشأن عدد من الملفات الشائكة بينهما سواء داخل المتوسط أو في ليبيا وسوريا، إضافة لعدد من القضايا الإقليمية والتي تهدد استقرار المنطقة.
وقال " سليم " ، أن زيارة الرئيس التركي لمصر لها دلالات ومعانى قوية، أهمها أن التطبيع بين البلدين أتخذ مسار أعلى، خاصة مع إعلان رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي ، لافتا إلى أن الزيارة ستتضمن الحديث على عدد من الجوانب على رأسها الصعيد السياسي وآلية التعامل مع عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ، وعلى رأٍها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتوحيد وجهات النظر بين الجانبين وخلق مقاومة مشتركة لأي مخططات تستهدف إجهاض القضية الفلسطينية، كذلك عدد من القضايا الآخرى من بينها تطورات الأزمة السورية والليبية والصراع في السودان، والعراق.
وقال " سليم "، في تصريحات خاصة لموقع بوابة الدولة الإخبارية ، إن نقطة التحول في العلاقات المصرية- التركية كان في نوفمبر 2022 في كأس العالم بقطر عندما حدثت مصافحة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي، ورجب طيب أردوغان، والتي كانت بداية لحوار مشترك بين الطرفين ، والتي اُستكملت بلقاءات مسئولي البلدين في قمة العشرين ونيودلهي ،كذلك المشاورات المشتركة، لافتا إلى أن الدعم المصري المقدم لتركيا في حادث الزلزال كان نقطة تحول أخرى في العلاقات بين البلدين.
وأشار " سليم "، إلى أن الزيارة تحظي بتأييد ودعم من جانب المعارضة التركية التي رحبت بشدة بالتقارب التركي – المصري، لخبرة كلا البلدين في التعامل مع الملفات الإقليمية، مؤكدا أن كلا البلدين لهما ثقل كبير إقليميا ودوليا لا يمكن تجاهله، لافتا إلى أن الوفد المرافق للرئيس التركي يؤكد أن هناك رغبة مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين ورفع معدلات التبادل التجاري من 8 مليار إلى مستويات أعلى خلال السنوات المقبلة، والتعاون في مجالات البنية التحتية وتوطين الصناعات الثقيلة والبترو كيماوية، وذلك من أجل تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية العالمية على كلا البلدين.
وأكد " سليم "أن تلك الزيارة التي طال انتظارها تأتي في توقيت يحتاج فيه كل من البلدين للآخر لمواجهة ما يدور حولهما من إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة سواء بفعل تطورات الصراع والمنافسة داخل النظام الدولي أو المنافسة الإقليمية على إعادة رسم خريطة توزيع القوة بالشرق الأوسط والتي تتجاهل أحيانا المصالح الاقتصادية لكل من مصر وتركيا، معربًا عن أمله في أن تكون زيارة أردوغان لمصر شهادة ميلاد لمرحلة جديدة من العلاقات الوثيقة بين القاهرة وأنقرة تبنى على المشتركات وتستفيد من أخطاء الماضي