وزير التجارة الأردني: المجازر الاسرائيلية أثرت في سلاسل الامداد وحركة الملاحة عبر البحر الأحمر والدخل السياحي في المنطقة
أكد وزير التجارة والصناعة الأردني، يوسف محمود الشمالي، علي اهمية عدم إغفالُ حتمية وقوع أزمات إقليمية وعالمية مؤثرة اقتصادياً في المستقبل وعدم اتخاذ إجراءات تَحوُّطِية لدَرء تداعياتها، قائلا: "فلا دروسُ التاريخ البشري ولا علومُ السياسة والاقتصاد تَسمح بهذا الإغفال".
وجاءت كلمة يوسف محمود الشمالي، خلال أعمال الدورة 113 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي علي المستوى الوزاري، علي النحو التالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين وبعد،
معالي الأخ محمد حزام الأشوَل، وزيرَ الصناعة والتجارة في الجمهورية اليمنية، رئيسَ الدورة الثانية عشرة بعد المائة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي،
معالي الأخ أحمد أبو الغيط، الأمينَ العام لجامعة الدول العربية،
أصحابَ المعالي والسعادة رؤساء الوفود،
السيدات والسادة المدراءَ العامين وممثلي المنظمات العربية المتخصصة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
• يسعدني ونحن نجتمع اليوم في مقر حاضِنة العمل العربي المشترك، جامعة الدول العربية، لعقد اجتماعات الدورة الثالثة عشرة بعد المائة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، التي تتشرفُ المملكةُ الأردنيةُ الهاشميةُ برئاستها، أن أتوجَّه باسمِنا جميعاً بجزيل الشكر والتقدير للجمهورية اليمنية الشقيقة لما بذله وفدُها من جهود مميزة في إدارة أعمال الدورة السابقة للمجلس الكريم، مؤكدين تطلعَنا للبناء على ما تَحقق في تلك الدورة والدورات التي سبقتْها، إذ أننا مؤمنون بالمؤسسية والاستدامة نهجاً ثابتاً نَدعمُه بالاستفادة من دروس الماضي والعمل على تلبية متطلبات الحاضر وتطلعات المستقبل.
• ولا بد لي هنا من تثمين جهود كوادر الأمانة العامة للجامعة برئاسة معالي الأمين العام الأخ أحمد أبو الغيط في الإعداد لأعمال مجلسنا والمتابعة الدقيقة لجدول أعمال هذه الدورة.
• أما مخرجات هذه الاجتماعات وفعالية تنفيذها فمن مسؤولياتنا كدول أعضاء. فما جامعتُنا إلا انعكاسٌ لعملنا المشترك. واليوم تَجِدُ دولُنا وجامعتُها نفسَها تَخوضُ غِمارَ مرحلةٍ فارقةٍ أخرى من تاريخ أُمتنا المعاصر، مرحلةٍ عنوانُها الأبرز إجْهادٌ اقتصاديٌ ذو تَبِعات اجتماعية عميقة.
• وقد اخترتُ كلمةَ "إجْهاد" في وصف ما يُواجِهنا من تحديات، لأنها قد تكونُ الأفضلَ تعبيراً عن الأثر الذي يُخلِّفُه تَوالي الأزمات العالمية والإقليمية على اقتصاداتنا ورفاه شعوبنا. وكي لا نعود كثيراً إلى الوراء حَسْبُنا أن ننظرَ في ما فعلته وتفعلهُ مُتوالِيةُ "جائحة الكورونا.
• فما لبثتْ أن تراجَعت وطأةُ الجائحة بما خَلَّفَته من إغلاق للمؤسسات وفقدان للوظائف وزيادة في الفقر، حتى أطَلَّتْ علينا الازمة الروسية- الأوكرانية التي رفعت نِسَبَ التضخم والأسعارَ وأضرَّت بسلاسل التزويد.
• أما العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة"، فقد أزهقَت المجازرُ الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، ولا تزال، عشرات الآلاف من الأرواح، وشرَّدت مئات الآلاف من مواطني القطاع وخلَّفت دماراً وخراباً بعشرات المليارات من الدولارات. كما أدت إلى خلل في سلاسل الامداد وحركة الملاحة عبر البحر الأحمر والدخل السياحي في منطقتنا.
ومن الأهمية عدم إغفالُ حتمية وقوع أزمات إقليمية وعالمية مؤثرة اقتصادياً في المستقبل وعدم اتخاذ إجراءات تَحوُّطِية لدَرء تداعياتها. فلا دروسُ التاريخ البشري ولا علومُ السياسة والاقتصاد تَسمح بهذا الإغفال.
• واليوم، ونحن نقترب من الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس جامعة الدول العربية (في 22 مارِس)، نَجِدُ في تكثيف جهود دولِنا لإنفاذ آليات العمل العربي المشترك المتوافَق عليها وتمتين دور مؤسسات الجامعة تحقيقاً للمصالح العربية وتفعيلاً للقواسم المشتركة وتحصيناً من التحديات الماثلة والمستقبلية، وبالتالي تلبيةً للاحتياجات الأصيلة لدى الإنسان العربي.
• وما أظنُّكم أيها الأشقاء إلا تَوّاقين مِثلنَا للإسراع في إتمام البُنية التحتية القانونية اللازمة لاستكمال متطلبات إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وإقامة الاتحاد الجمركي العربي وصولاً للسوق العربية المشتركة.
• إدراكاً منا لِنَفادِ وقت التريُّث في السير نحو تكامل عربي فِعليّ، علينا مسؤولية مشتركة لبذل مزيد من الجهد، لإيماننا بأن المَنَعَةَ التامةَ لكافة الدول الشقيقة تَقتضي تكامليةً تامةً تُساهِمُ فيها وتستفيد منها كلُ دولة من دولنا.
• ختاماً أُجدِّد شكري لمعالي الأمين العام والأمناء العامين المساعدين وكوادر الجامعة ورؤساء اللجان لما بُذِل من جهود كبيرة تُيسِّر مهمتَنا في هذه الاجتماعات. وَفَّقنا الله للخروج بنتائج وقرارات تُساهم في بلوغ تكامل اقتصادي عربي يضمن تنمية شاملة ومستدامة لأوطاننا ويلبي تطلعات شعوبنا في التقدم والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته