السفير أسامة عبد الخالق: مصر مستمرة في تحمل العبء الأكبر سياسيًا وأمنيًا وإنسانيًا جراء الأزمة في غزة
ألقى السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بيان مصر خلال جلسة مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وتضمن البيان الذى ألقاه مندوب مصر "لقد شهدنا صباح اليوم مجددا نموذجا صارخا من ازدواج المعايير، فقد أعاق الوفد الأمريكي للمرة الثالثة، محاولة استصدار قرار من مجلس الأمن لايقاف وقف إطلاق النار في غزة، رغم تصويت ۱۳ عضوا في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الجزائري المقدم بدعم كامل من المجموعتين العربية والإسلامية في الأمم المتحدة".
وأضاف "بقدر العرفان للجزائر العضو العربي بمجلس الأمن على تقديم مشروع القرار، وبقدر الامتنان لكل من صوت لصالح مشروع القرار، يعبر وفد مصر عن المزيد من الإحباط وخيبة الأمل إزاء استمرار عرقلة الولايات المتحدة الأمريكية لمساعي وقف إطلاق النار، عبر اضطلاع الجهاز الرئيسي المنوط به حفظ السلم والأمن الدوليين بواجباته".
وتساءل قائلا "أين يقف هذا التصويت الأمريكي إزاء المعاناة الإنسانية التي وصلت لحد الكارثة بعد الأسبوع العشرين من الحرب على غزة؟ وكيف يستقيم أن تتم دعوتنا إلى مجتمع دولي قائم على القواعد، فيما عندما نطلب تطبيق تلك القواعد، لا نلقى سوى الآذان الصماء؟ أليس سكرتير عام الأمم المتحدة وإعماله للمادة ۹۹ من ميثاق الأمم المتحدة، بكاشف للإجراء المطلوب من مجلس الأمن؟ أليس القرار الصادر من محكمة العدل الدولية والذي طلب اتخاذ إجراءات محددة بكاشف للحاجة الفورية لوقف إطلاق النار؟ أليست تقارير مكتب تنسيق الشئون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية والأونروا وما تعكسه بشأن كارثية الوضع الإنساني الراهن في غزة ولا سيما على الحدود مع مصر في رفح، بكافية لتقنع الوفد الأمريكي بالتصويت لصالح وقف إطلاق النار بعد مرور ١٤٠ يوما على بدء النزاع، وبعد أن فقد أكثر من ٣٠ ألف إنسان أغلبهم من النساء والأطفال حياتهم جراء الحرب الجائرة في غزة؟".
وأكد البيان أن مصر هي أول من أقام السلام مع إسرائيل من الدول العربية، ومصر هي أحرص الدول على استقرار منطقة الشرق الأوسط، وبينما يتواصل إخفاق المجلس.. مجلس الأمن.. في إيقاف الحرب - ستستمر مصر في تحمل العبء الأكبر سياسيا وأمنيا وإنسانيا جراء الأزمة، ولكنها ملتزمة بالعمل المضني والمتواصل على كافة الأصعدة لإيقاف نزيف الدماء، لإيقاف الحرب المدمرة، لاستعادة الأفق السياسي، لتحقيق آمال الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في الأمن والاستقرار وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن مصر تتفاوض وتتوسط بمنتهى الجدية بالتنسيق مع كل من الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل والجانب الفلسطيني لسرعة إطلاق المحتجزين والرهائن والأسرى الفلسطينيين، وسرعة دفع المساعدات الإنسانية بأقصى سرعة وبأكبر قدر ممكن لإنهاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة لإنقاذ الأشقاء الفلسطينيين من الحصار الجائر المفروض عليهم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتصدي لكافة المحاولات الإسرائيلية لفرض التهجير القسري للشعب الفلسطيني بهدف تصفية قضيته النبيلة.
وناشدت مصر عبر بيانها، مجلس الأمن وكل القوى الدولية المسئولة إنقاذ خيار السلام، عبر الإنفاذ الفوري لوقف إطلاق النار، هذا لن يعرقل جهود الوساطة الجارية ، بل سيتيح لها الظروف المناسبة لتنجح.
وأضاف "دعونا نتفاوض ونتوسط وسط انسياب المساعدات الإنسانية واستعادة الهدوء، وتضميد جراح المصابين خاصة الأطفال اليتامى والنساء الثكلى، بدلا من أن نتفاوض وسط الدمار والخراب الذي تخلفه آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة".
ووجه مندوب مصر نداء لكل العالم باللغتين العربية والإنجليزية جاء كالتالى: "نداء مصر لكم جميعا واضح وبسيط.. أوقفوا إطلاق النار الآن....CEASEFIRE NOW.... وأرجو ألا يخطئ أي طرف مجددا إدراك هذه الرسالة النبيلة والمباشرة والتي لا تهدف سوى لحماية المدنيين دون حسابات سياسية، وتحذر مصر مجددا من المخاطر الكارثية والمحدقة بالأشقاء الفلسطينيين جراء الخطط الإسرائيلية المعلنة لاقتحام مدينة رفح، كما تحذر مصر من استمرار تدهور الوضع الإقليمي جراء استمرار هذه الحرب المدمرة".