إحتفالا بيوم الشهيد.. وزارة الدفاع تنشر 5 برومهات جديدة ”ويبقى الأثر”
في إطارت احتفالات القوات المسلحة المصرية كل عام بيوم الشهيد الذي يوافق الـ9 من مارس، ذكرى استشهاد الجنرال الفريق أول عبد المنعم رياض عام 1969، وهو وسط جنوده البواسل على جبهة قناة السويس أثناء حرب الاستنزاف، وأيضا لنتذكر رجالًا ضحوا بأرواحهم لكي يعيش الوطن بعزة وكرامة.
وتأتي إحتفالات مصر والقوات المسلحة هذا العام بذكري "يوم الشهيد" بعنوان "ويبقى الأثر".
وأطلقت وزارة الدفاع عبر صفحتها الرسمية، 5 بروموهات جديدة تحت عنوان "ويبقى الأثر" من إنتاج إدارة الشئون المعنوية، بمناسبة يوم الشهيد والمُحارب القديم، الذي تحتفل به مصر والقوات المسلحة في كل عام في ذكرى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض خلال حرب الاستنزاف.
يعتبر الفريق عبد المنعم رياض واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث شارك في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 كما أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف خلال حرب الإستنزاف.
ولد الجنرال الذهبى فى 22 أكتوبر 1919 فى قرية سبرباى بمدينة طنطا وكان والده القائم مقام (رتبة عقيد حاليًا) محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية .
بدأ عبد المنعم رياض حياته العسكرية بالإلتحاق بالكلية الحربية، التي تخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثان، ثم حصل علي شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بإمتياز في إنجلترا. شغل عده مناصب ففى عامي 1947 — 1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك.
تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في عام 1951، وكان وقتها برتبة مقدم، ثم عين قائداً للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية، عام 1953، وفي العام التالي أختير لتولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، وظل في هذا المنصب إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الإتحاد السوفييتي عام 1958 وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز، وحصل على لقب (الجنرال الذهبي). تمت ترقيته في عام 1966 إلى رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا.
وفي 30 مايو 1967، عين الفريق قائداً لمركز القيادة المتقدم في عمان، وأعلن قائداً عاماً للجبهة الأردنية، لكن لم يمض أسبوع حتى إستدعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليعينه فى 11 يونيو رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها، بعد أن تأثرت بالنكسة.
حقق الجنرال الذهبى إنتصارات عسكرية فى المعارك والحروب التى خاضها , كتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 كما أنه صمم الخطة (200) الحربية التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر.
وكان علي يقين أن العرب لن يحققوا النصر إلا في إطار إستراتيجية شاملة تأخذ البعد الإقتصادي في الحسبان وليس مجرد إستراتيجية عسكرية. و كان يؤمن بأنه إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه" وفي صبيحة يوم 9 مارس قررعبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، فأنطلق يطوف المواقع في الخطوط المتقدمة، يتحدث إلى الضباط والجنود، يسألهم ويسمع منهم، ويرى ويراقب ويسجل في ذاكرته الواعية ويرفع من الروح المعنوية للجنود وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا ، ووقع إختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق وفجأة بدأ الضرب يقترب، وبدأت النيران تغطي المنطقة كلها، وكان لابد أن يهبط الجميع إلى حفر الجنود في الموقع ، شهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده وإستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن إنفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء أصيب ونقل إلي مستشفي الإسماعيلية والتي توفي فيها عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثراً بجراحه.
وأقيمت للشهيد البطل جنازة عسكرية كبيرة فى القاهرة حضرها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وجميع قادة القوات المسلحة آنذاك حصل على العديد من الأوسمة والأنواط كـ ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام نجمة الشرف ووسام الجدارة الذهبي ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان ووسام الكوكب الأردني من الطبقة الأولى.كذلك تم تكريمه بوضع أسمه على الكثير من الميادين العامة والشوارع فى مصر والدول العربية نعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر.
ووضع له تمثالاً فى أحد أكبر ميادين القاهرة بمنطقة وسط البلد وأطلق عليه أسمه ميدان عبدالمنعم رياض كما تم اختيار يوم 9 مارس من كل عام بعد إنتصار حرب أكتوبر ليكون يومًا للشهيد، تخليداً لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري الشهيد عبد المنعم رياض.