جامعة أسيوط يشهد افتتاح ملتقي جامعات إقليم وسط الصعيد حول”نزاهة البحث العلمي: الواقع والمأمول”
د. المنشاوي: نحرص علي البناء الأخلاقي لباحثي الجامعة وإعدادهم للقيام بدورهم العلمي بشكل سليم
رئيس جامعة أسيوط يوجه بضرورة الالتزام بأخلاقيات توظيف الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
شهد الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، اليوم الثلاثاء ٥ مارس، افتتاح فعاليات ملتقي جامعات إقليم وسط الصعيد، والذي نظمته اللجنة المركزية لأخلاقيات البحث العلمي بالجامعة، تحت عنوان: "نزاهة البحث العلمي: الواقع والمأمول"، وذلك بمشاركة الدكتور جمال تاج رئيس جامعة أسيوط التكنولوجية، والدكتور حسن عبد اللطيف نائب رئيس جامعة الوادي الجديد لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد عبد المولي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وتحت إشراف وحضور الدكتور محمود عبد العليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومقرر اللجنة المركزية لأخلاقيات البحث العلمي، ورئيس المؤتمر، والدكتور جمال بدر نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور عماد الدين شعبان أستاذ فسيولوجيا الرياضة بكلية التربية الرياضية، ومقرر اللجنة الفرعية لأخلاقيات البحث العلمي ومقرر المؤتمر، إلي جانب لفيف من عمداء، ووكلاء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس من مختلف جامعات إقليم وسط الصعيد، وعدد من طلاب الجامعة، وباحثيها.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور أحمد المنشاوي، أن جامعة أسيوط تحرص على البناء الأخلاقي للباحثين، وإعدادهم للقيام بدورهم العلمي بشكل سليم، إلي جانب نشر القيم الأخلاقية، والتحلي بها في كافة برامجها، وسياساتها، ومن هذا المنطلق يتم تفعيل الآليات، والضوابط الحاكمة؛ لإعداد ونشر البحوث والرسائل العلمية بمختلف التخصصات والمجالات، وتحسين جودتها، وقيمتها العلمية.
وأشار رئيس جامعة أسيوط إلى التحديات التي تواجه البحث العلمي، وأهمها المخاطر المتعلقة بالتقدم السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيفية التوظيف الأمثل لهذه التقنيات في خدمة البحث العلمي، مشيداً في ذلك بدور اللجنة العلمية للبحث العلمي بالجامعة، والتي تضم نخبة من القامات العلمية، والعلماء الأكثر تميزاً بالجامعة، متمنياً الاستفادة مما يطرحه الملتقي من موضوعات، ودعم قيم البحث العلمي القائمة علي الجودة والنزاهة.
ومن جهته، أوضح الدكتور محمود عبد العليم، أن اللجنة المركزية للبحث العلمي بالجامعة، استهدفت منذ إنشائها، منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ وضع الأسس العلمية المنضبطة للبحث للعلمي، وترسيخ هذه المبادئ، علي نحوٍ يسمح بتحقيق الإفادة الإيجابية منها، مشيراً إلي تكامل دور الجامعة، مع جامعات إقليم وسط الصعيد؛ تماشياً مع مبادئ استراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ لدعم التكامل العلمي، ونشر ثقافة أخلاقيات البحث العلمي، وزيادة الوعي بها لدى القائمين على البحث العلمي، والمشاركين فيه.
وأشار الدكتور جمال بدر، خلال الافتتاح، إلي دور الملتقي المهم؛ في طرح واستعراض المشكلات المتعلقة بالبحث العلمي داخل الجامعة، ومحاولة إيجاد الحلول العلمية السليمة؛ للتغلب عليها في المستقبل، مؤكداً علي ضرورة التعريف بكافة الآليات، والضوابط؛ المتعلقة باللوائح، والقوانين المنظمة لعملية البحث العلمي، ووضع الأسس الراسخة والمعلومة لقطاع الدراسات العليا بشقّيه؛ لجنة الإشراف، والباحثين؛ متمنياً تحقيق الإفادة المثلي من فعاليات الملتقي؛ للتغلب علي هذه المشكلات، والتعامل معها بشكل علمي سليم.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور عماد شعبان، أن الملتقي يعد الأول من نوعه، علي مستوي إقليم وسط الصعيد، والمتخصص في الاهتمام بقطاع الدراسات العليا، وإرساء مبادي البحث العلمي السليم، وأخلاقياته؛ بهدف تعزيز نزاهة وأمانة البحوث العلمية بالجامعة، والحفاظ على الحقوق البحثية، والفكرية، والإنسانية؛ لأطراف العملية البحثية.
وتضمنت فعاليات الملتقي أربعة محاضرات علمية مهمة، أهمها: محاضرة، للدكتور محمود عبد العليم، حول: "نزاهة البحث العلمي، ودورها في تصنيف الجامعات"، عدداً من الرسائل المهمة، والتي أكد خلالها: أن جامعة أسيوط من الجامعات المصنفة في الإنتاج الغزير للبحث العلمي، وأن البحث العلمي النزيه يمكن الوثوق بما يصل إليه من نتائج علمية وتطبيقية، لافتاً إلي الانتهاكات التي يتعرض لها البحث العلمي مثل التزوير، والفبركة، والاقتباسات، إلي جانب دور البحث العلمي في تعزيز تواجد الجامعة في المنصات، والدوريات البحثية المحلية، والعالمية؛ من أجل خدمة المجتمع، وتحقيق رؤية الدولة المصرية.
وعرض الدكتور جمال بدر في محاضرته، الاعتبارات الأخلاقية في البحث العلمي؛ للإشراف علي الرسائل العلمية، موضحاً: أن الإشراف على الرسائل العلمية؛ هو توظيف الخبرات، ومخرجات البحث العلمي لبناء كوادر علمية، قادرة على إيجاد حلول للمشاكل الطارئة، موضحا أن نجاح البحث العلمي، يعتمد على العنصر البشري المتمثل في المشرف الأكاديمي، وذلك من خلال العلاقة العلمية والإنسانية، التي تجمع بينه وبين الطالب، وكذلك المسئولية الملقاة على عاتق المشرف المتمثلة في التوجيه العلمي والمنهجي للطالب، مع الالتزام باللوائح، خاصةً في ظل تبنى الدولة أهداف التنمية المستدامة، وبما يضمن المحافظة علي أخلاقيات البحث العلمي.
واستعرض الدكتور خالد صلاح عميد كلية الفنون الجميلة، وأمين اللجنة المركزية لأخلاقيات البحث العلمي، خلال محاضرته، بعنوان: دور اللجنة المركزية لأخلاقيات البحث العلمي بالجامعات، أبرز أدوار اللجان المركزية للبحث العلمي بالجامعات، وذلك ابتداءً من إنشائها، ورؤيتها، ورسالتها، وأهدافها، إلي جانب الأنظمة المختلفة التي تقوم بها علي مستوي الجامعة، وكذلك دور اللجان الفرعية للبحث العلمي، ومهامها في ضبط أخلاقيات البحث العلمي بالكليات.
وتناول الدكتور عماد الدين شعبان مقرر الملتقي، في محاضرته حول "نزاهة استخدام تطبيقات الذكاء الأصطناعي في البحث العلمي" ؛ التطور التاريخي للذكاء الاصطناعي، وتطبيقات استخدامه في مجالات البحث العلمي، إلي جانب مناقشة مخاطر هذه الاستخدامات، ودور نزاهة البحث العلمي في مواجهة هذه المخاطر، مستعرضاً في ذلك التجارب الدولية الناجحة (الولايات المتحدة الأمريكية) في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي.
جدير بالذكر، أن الملتقي أسفر عن عدد من التوصيات المهمة، وفي مقدمتها؛ تنظيم دورات تدريبية؛ لنشر الوعي الخاص بأخلاقيات البحث العلمي، إلي جانب ضرورة إعداد مُقرر يكون متطلباً جامعياً، يتم تدريسه لطلاب المرحلة الجامعية الأولى، وطلاب الدراسات العليا، كما يتم تعميمه على الجامعات، وكلياتها، وبرامجها، ويتناول هذا المُقرر مجالات الذكاء الاصطناعي، وأخلاقيات التعامل معه، والنواحي المسموحة باستخدامه في الأبحاث، ومميزاته ومشكلاته، لنشر هذه الأفكار بين المجتمع، بالإضافة إلي عقد دورات، وورش تدريبية؛ لجميع منتسبي الجامعة على استخدام هذه التطبيقات الحديثة، على أن تتضمن هذه الورش؛ المحتوى، والإطار القانوني، والأخلاقي المعترف به في المؤسسة، ويتم وضع هذه الورش ضمن شروط ترقية أعضاء هيئة التدريس.