19 مارس.. ذكرى تحرير آخر شبر من سيناء
"ما ضاع حق وراءه مُطالب".. من هذا المنطلق استردت مصر أرض طابا في 19 مارس 1989 ليصبح تاريخاً يسجل وحدة شعب مصر الذي التفّ حول قيادته وجيشه الوطني وليؤكد للعالم أن المصريين لا يتركون شبراً واحداً من أراضيهم وقادرون على حماية تراب وطنهم بكل الطرق، بالحرب أو بالسلام.
وقد أجمع خبراء، اليوم الإثنين، على أنه عقب 35 عاما من عودة طابا إلى حضن مصر، لا نزال نفتخر ونعتز جيلاً تلو الآخر بقدرة الدولة على فرض إرادتها واسترداد أرض سيناء كاملة، محذرين بكل قوة من المساس بتلك البقعة الطاهرة المقدسة التي اختارها الله ليتجلى فيها.
اللواء فؤاد فيود، أحد رجال حرب أكتوبر المجيدة، يؤكد أن استعادة طابا أعطت درساً مهماً لشعب مصر، وهو ضرورة أن يكون يداً واحدة مع قيادته السياسية وقواته المسلحة؛ إذ إن المصريين أدركوا أن الوقوف على قلب رجل واحد والالتفاف حول القيادة والجيش هو أقوى سلاح لمواجهة العدو وأبرز أسباب الانتصار.
وذكر بأن الإسرائيليين كانوا ينتظرون أن تستسلم مصر، ولكن شعب مصر أبى وأذهل العالم، فبعد النصر العسكري العظيم الذي حققه جيشنا في السادس من أكتوبر عام 1973 استكملنا حربنا بالمفاوضات.
وتابع: "وعقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد عادت العريش إلى السيادة المصرية في 26 مايو 1979، وتبقت طابا بعد أن ادعت تل أبيب بأنها داخل حدودها، غير أن مجموعة القانونيين والدبلوماسيين المصريين استطاعوا أمام محكمة العدل الدولية استرداد طابا تلك الأرض الغالية".
ونوه اللواء فيود إلى أن أرض سيناء كانت دائما مطمعاً للغزاة، إلا أنه منذ إعادة القوات المسلحة لآخر شبر فيها بالحرب والسلام، لم ولن يستطع أحد الاقتراب منها، ومن يفكر في ذلك فهو يحلم بالمستحيل.
من جانبه، يقول الخبير الاستراتيجي اللواء نصر سالم، أحد أبطال حرب أكتوبر، إن الحلم مهما كان بعيداً فالمصريون قادرون على تحقيقه بالإصرار وحبهم الشديد الذي لا مثيل له لتراب وطنهم.
من ناحيته، قال مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتور خالد عكاشة، إن أرض سيناء لها مكانة خاصة في قلوب شعب مصر الذي على استعداد دائماً لتقديم الغالي والنفيس في سبيل وطنه ولاسيما تلك الأرض المباركة المروية بدماء آبائنا وأجدادنا الذين أصرّوا على أن يتركونا نحيا في عزة وكرامة على كامل تراب وطنا لا ينقصه ذرة رمل واحدة.
وأضاف أن يوم 19 مارس يعد واحداً من الأيام المشهودة في تاريخ مصر، كذكرى غالية لتحرير آخر شبر من أرض سيناء، بعد أن تحدت عزيمة المصريين المستحيل وقهرت الأعداء عسكرياً ودبلوماسياً وسياسياً لاسترداد الأرض المقدسة وإثبات أحقية مصر فيها.