صلاح ضرار يكتب : الحسنات يذهبن السيئات فى شهر الصيام فأكثروا منها .
رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر المسلمين بما وعد الله به عباده المؤمنين في شهر رمضان المبارك من المغفرة والرحمة والعتق من النار لمن اجتهد في هذا الشهر الكريم، وأخلص عمله لله، وصدق في معاملته، واجتهد في طاعته، وهو القائل صلى الله عليه وسلم .
من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وهو قال عليه الصلاة والسلام: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
فعلى للجميع تقوى الله في كل وقت، وفي هذا الشهر على وجه الأخص لأنه شهر تضاعف فيه الأعمال الصالحة، والله جل وعلا يزيد في هذا عباده، فينبغي للمؤمن والمؤمنة الاجتهاد في هذا الشهر الكريم بأنواع الطاعات من: الصلاة، والصدقة، وقراءة القرآن، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والاستغفار، وسؤال الله الجنة، والتعوذ به من النار، والعناية ببر الوالدين، وصلة الرحم، والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بالأسلوب الحسن والرفق والحكمة لما في ذلك من الخير العظيم ومضاعفة الأجر.
كما ينبغي للمؤمن في هذا الشهر الكريم أن يعتني العناية التامة بحفظ صيامه عما حرم الله عليه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه والجهل معناه التعدي على الناس ،فالوصية الحرص على كل الحرص على حفظ الصيام والقيام في جميع النهار من الغيبة، والنميمة، والكذب، وظلم العباد في نفس أو مال أو عرض، والعقوق، وقطيعة الرحم، وأكل الربا، وسائر المعاصي.
فعليك يا عبدالله، وعليك يا أمة الله الحرص والاجتهاد في حفظ الصيام عما حرم الله، فالإكثار في هذا الصيام، وفي ليالي الصيام من كل عمل صالح، وذلك بالإكثار من قراءة القرآن بالتدبر والتعقل، والإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار، وتعليم الناس الخير وإرشادهم إليه، وتحذيرهم من كل يخالف أمر الله، والإكثار من الصدقة على الفقراء والمساكين، إلى غير هذا من وجوه الخير، فالله جل وعلا المسؤول أن يتقبل منا ومن جميع المسلمين، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يرزقنا في شهرنا هذا مضاعفة الجهود بطاعته والاستقامة على أمره، والحذر من كل ما يغضبه كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمر المسلمين لكل خير، وأن يصلح قادتهم، وأن يهديهم صراطه المستقيم، وأن يوفق ولاة أمرنا في هذه البلاد لكل خير، وأن يعينهم على كل خير، وأن يصلح لهم القول والعمل، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يوفقهم لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد، إنه سبحانه كريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .