تعرف على اسرار لاول مرة فى ذكرى ميلاد الفنان ”البلبل الباكي”
تحل غداً الجمعة ، ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل عبد الغني السيد، مواليد 29 مارس من العام 1912، هو صاحب صوت رخيم وشجي .. لمع في الإذاعة المصرية مع افتتاحها عام 1934.. تبناه الموسيقار زكي مراد.. عمل في السينما بالتمثيل والغناء، حتى لقب بـ"البلبل الباكي".
"موقع بوابة الدولة الاخبارية " يرصد في السطور التالية أبرز المعلومات عنه:-
عاش عبد الغني السيد طفولة معذبة مع زوجة أبيه، التي كانت تضربه وتعامله بقسوة، حتى أنها في إحدى المرات ألقت عليه مياه ساخنة، والتصقت الملابس التي يرتديها بجسمه، وحينما شاهده والده قام بتطليقها على الفور، حسب نجله المهندس محمد، في تصريحات سابقة لـ"مصراوي".
- لعبت الصدفة دورا كبيرا في دخوله عالم الفن؛ إذ أنه عمل في طفولته "استورجي" بمحلات "علي خليل" للأثاث، وأثناء غنائه في المحل سمعه الملحن الكبير زكي مراد، والد الفنانة ليلى مراد، وقام بتبنيه فنيا وقدمه للفنانة منيرة المهدية، التي أعجبت كثيرا بصوته، ومنحته دور البطولة في أعمالها المسرحية.
- التحق السيد بالإذاعة المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي، وقدّم أول أسطوانة له "نسيتي حبي بعد اللي كان" وحققت له شهرة كبيرة، ليقتحم بعدها مجال التمثيل من خلال فيلم "وراء الستار" عام 1937.
قدّم خلال مسيرته الفنية نحو 800 أغنية، ما بين أغاني مسرح وإذاعة وسينما وأغانٍ وطنيّة ورومانسيّة وقصائد ودينيّة، منها: "البيض الأمارة، أنا وحدي يا ليل سهران، بحبك مهما أشوف منك، الحلو شاورلي بمنديله، ليه يا جميل ياللي بعادك طال، جبال الكحل، آه من العيون، سبحان اللي صور، يا بايع الصبر، أنا وأنت في الهوى، لا دمع كفى وطفى النار، الحب حلم جميل، كفاية البعد يا نسمة العصاري، عطشان والنبي، آه يا حبيبي، يا موعودين بالهن، افرح، ودي السلام والنبي، يا حبيبي الله يخليك، عمر الحب مالهش نهاية، صعبان عليه، الدنيا غنوة بقربك، وحشتني عينيه، أنت فاكر ولا ناسي، سحر جمالك فاق الحد، أنت على بالي، بكره حتندم، العشرة صعبانة عليا"، ومن أغانيه الدينية "يا حاج بيت الله، يا رمضان"، وكانت آخر أغنياته "أنا ما تنسيش" والتي أعادتها المطربة لطيفة التونسية فيما بعد.
كماغنى لعملاقة التلحين مثل رياض السنباطي ومحمود الشريف ومحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي ومحمد القصبجي وبليغ حمدي وكمال الطويل.
- منحته الصحافة عددا من الألقاب منها "البلبل الباكي"، و"معبود النساء"، كما تغزلت الصحافة في أناقة النجم الراحل، وفي إحدى حفلاته أطلقت عليه مجلة "آخر ساعة" لقب أشيك مطرب في مصر.
- كان عبدالغني السيد صديقا مقربا لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكان يعتبره أبا وصاحبا وأستاذا، وكان منافسه وصديقه في نفس الوقت، كما كان يحب الفنان الراحل محمد فوزي، ويعتبره من أنجح وأهم الفنانين في تاريخ الموسيقى، وكان يتحدث عنه طيلة الوقت بكل حب، كما كان يعشق صوت فيروز، خاصة أنه كان يسافر كل عام لمدة 3 شهور للبنان، وهناك يلتقي بـ عاصي وإلياس رحباني، كما كان يعتبر محمد قنديل ابنه، وكان يحب صوته ويشيد به كثيرا، كذلك الحال بالنسبة لعبدالحليم حافظ.
حكاية كراهية عبد الغنى للعندليب الاسمر
- على الرغم من تداول حكايات عن كراهية عبدالغني السيد لعبدالحليم حافظ، إلا أن نجله "محمد" نفى الأمر برمته، متعجبا: "إزاي بيكرهه ووالدي كان عايز يسميني عبدالحليم على اسمه"، مؤكدا أن مسلسل "العندليب" شوّه صورة والده، ولم يحدث أن شعر والده بالغيرة تجاه عبدالحليم، مستكملا: "حينما عرض الموسيقار محمد الموجي على والدي أغنية (صافيني مرة)، قال له والدي أعطيها لعبدالحليم حتى يبدأ بها، وكانت بالفعل هي السبب في نجاحه وشهرته، وهذه الرواية أيضا أكدها الموجي في أحد البرامج الإذاعية".
- أحب عبدالغني السيد ابنة أحد الوزراء في عهد الملك فاروق، وبعدها تزوجا في حفل عائلي بسيط، وبعد أسبوع فقط، أصدر الملك فاروق قرارا بتطليقه من زوجته، اعتراضا على زواج "مغنواتي" من ابنة الباشاوات، وحتى لا يتجرأ أحد من البسطاء على الزواج من أبناء الأثرياء، وتم الطلاق رغما عنه، وكره "السيد" الملك فاروق لهذا السبب، خاصة أن إصدار أمر ملكي كان يجب تنفيذه، واضطر لتطليق زوجته رغم حبه الشديد لها.
نسيتي حُبي
وفي الثلاثينيات حققت أغنيته "نسيتي حبي بعد اللي كان" مبيعات قاربت المليون نسخة، وهي ظاهرة كان يصعب تحقيقها آنذاك.
الفنان الراحل عبد الغني السيد
كما قدّم العديد من الأغاني الوطنية في مرحلة الخمسينيات تقارب الـ30، وضاع معظمها في أرشيف الإذاعة إلى أن قامت السيدة هدى نجلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بإعطاء نجله "محمد" بعض هذه الأغنيات التي كانت تحتفظ بها، ومع استلام الرئيس الراحل أنور السادات، الحكم منع إذاعة هذه الاغاني، ومن أشهرها "من شعبي إلى عبد الناصر، خمس فدادين، الأرض دي أرضنا، العربي أخو العربي، نداء الوطن، كلنا عمال، يا مسافر المنصورة، تحيا بلادي، ثورة الأحلام".
قال عنه عبد الوهاب: "عبد الغني السيد هو الرجل الذي هزمني مرتين في حياتي.. في المرة الأولى عندما كان منافسًا قويًا لي، وفي المرة الثانية عندما مات فخسرت أقوى وأحب صديق لي"..
الحلوة والمرة
تعتبر أغنية على الحلوة والمرة من أهم وأشهر أغنيات عبد الغني السيد" في تاريخه، وبسببها أصبح "المكوجي" سيد مرسي أحد أهم شعراء الأغنية، أما الطرافة في هذه الأغنية هي كيفية وصولها للشاعر مأمون الشناوي الذي وجد كلماتها في جيبه، وما أن قرأها وجدها كلمات تصلح لأن تكون أغنية مميزة، فما كان منه إلا سؤال الخادمة عن كيفية وصول الورقة إلى ملابسه، وهنا اعترفت الخادمة أنها تعيش قصة حب مع "المكوجي.
طلب الشناوي إحضار "المكوجي" إليه، ثم اتصل بصديقه الملحن محمود الشريف، ليعرض عليه كلمات الأغنية ليغنيها عبد الغني السيد في الإذاعة وتحقق نجاحا منقطع النظير حتى الآن، وغنتها أيضا نجاة الصغيرة في فيلم "بنت البلد" عام 1954.
سفير جهنم
أما سينمائيا فقد قدّم عبد الغني السيد 16 فيلمًا، أربعة منها قام فيها بدور البطولة، والأخرى ظهر كفنان فقط أو دور ثانوي، وأول أعماله كان فيلم "وراء الستار" عام 1937، ثم شارك في أعمالا أخرى منها: "المرأة كل شيء، ضحيت غرامي، البيت الكبير، طاقية الإخفاء، أسرار الناس، نور من السماء، بنت العمدة، سفير جهنم، عريس من أسطنبول، شارع محمد علي"، كما كما شارك بالغناء فقط في أفلام: "عايدة، وراء الستار، بابا أمين، كيلو 99".
أما حياته الشخصية فقد تزوج ثلاث مرات، الأولى كانت من قريبة له وكان زواجًا تقليديًا وأنجب منها "زينب، وبثينة"، الزوجة الثانية كانت ابنة وزير في فترة الأربعينيات والتي أُعجبت بصوته وهندامه، وحين تم التعارف بينهما وطلبت منه أن يقدم لها أسطوانة من أُغنياته هدية لها، فأهداها أُغنيته الشهيرة "نسيتي حبي"، فأحبته أكثر من خلالها، وتزوجا لعدة أيام فقط قبل صدور قرار من الملك فاروق بتطليقهما كونه لم يُرِد أن تصبح عادة متبعة ويتزوج البسطاء من طبقات الأعيان، وتزوج للمرة الثالثة من "شجون توفيق راسخ"، التي عاشت قصة كفاح في تربية أبنائها منه "ليلى، إيمان، محمد"، بعد وفاة "عبد الغني"، وحصلت على لقب "الأُم المثالية" على مستوى الجمهورية عام 1982.
صافيني مرة
من مفارقات القدر أن أغنية "صافيني مرة التي اعتذر عبد الغني السيد عن غنائها بسبب رؤيته أنها الأنسب لعبد الحليم حافظ، وبالفعل كانت فاتحة الشهرة له.
نوبة قلبية أصابت عبد الغني السيد خلال زيارته لتحية كاريوكا وزوجها الفنان فايز حلاوة، للإصلاح بينهما، فردت عليه بأسلوب قاسِ تأثر منه "السيد" وأحس بالمرارة وعلى إثر ذلك تم نقله إلى المستشفى.
وفي المستشفى زاره العندليب عبد الحليم حافظ قبيل ساعات من رحيله وقال له عبد الغني": "نفسي العب طاولة مع بليغ حمدي وعلي إسماعيل"، ثم طلب منه أن يغني له "في يوم .. في شهر .. في سنة"، وبصعوبة غناها "العندليب" محاولًا إخفاء دموعه تلك اللحظة، بعدها لفظ عبد الغني أنفاسه الأخيرة في 21 أغسطس 1962.
- ورحل الفنان عبدالغني السيد، عن عالمنا في يوم 9 ديسمبر عام 1962 عن عمر ناهز 54 عامًا، بعد تعرضه لجلطة في قدمه قبل وفاته بعدة أشهر.
- نجله "محمد" كشف لـ"بوابة الدولة الاخبارية " تفاصيل أيامه الأخيرة، قائلا: "بعدما أصيب بجلطة، نصحه الأطباء بالابتعاد عن الانفعال والعصبية، وفي يوم تحية كاريوكا كلمته الساعة 3 الفجر، وقالتله تعالى حالًا طلقني من فايز حلاوة، فبسرعة لبس هدومه ونزل عشان يصلح بينهما، كاريوكا كانت سليطة اللسان بشكل كبير، كذلك الحال بالنسبة لزوجها فايز حلاوة، وحينما ذهب والدي لمنزلهما كان الطرفان مصممان على الطلاق، وبدأ والدي في تهدئة الأمور بينهما، واستمر الطرفان في سب بعضهما وتعالت أصواتهما حتى وقع والدي بينهما، وعلى الفور تم نقله لمستشفى العجوزة، بعدما تعرض لانسداد في الشريان التاجي أدى لوفاته بعد 6 ساعات فقط".