مجلة متابعات إفريقية تصدر عددها ال38 بتحرير الدكتور محمد السبيطلي
أصدرت مجلة “متابعات إفريقية” التابعة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية عددها ال38 ، والذي يقوم بتحريرها الدكتور محمد السبيطلي باحث أول ورئيس برنامج الدراسات الإفريقية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
وذلك في إطار سعي المركز للاهتمام بالشأن الأفريقي وإعطائه أولوية قصوى ومتابعة قضايا القارة السمراء السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وتضمن العدد مجموعة من المقالات الشاملة والمتنوعة للتخصصات المتعلقة بالقارة الافريقية من جوانبها المختلفة ولبعض أقاليم قارة إفريقيا و بلدانها ، مقدمةً بذلك وجبة علمية دسمة ترصد الأحداث وتحللها وتقدمها في إطار بحثي علمي بسيط يمكن الاستفادة منه.
ويتواصل في هذا العدد الجديد (٣٨) الاهتمام بالمخطوطات العربية في إفريقيا؛ وذلك من خلال دراسة وضع المخطوطات في المكتبات، ودور المخطوطات العامة والخاصة في النيجر. وتظهر الدراسة أنّ عددًا كبيرًا منها ما زال غير مفهرس، ولم يُهتَمَّ به فيُوضع في متناول الباحثين، ويُحمى من التلف، باستمرار حفظه في رفوف مكتبات البيوت العلمية العريقة وغيرها... الورقة الثانية قدّمت صورة عن المصاحف الإفريقية المخطوطة، المحفوظة في قسم المخطوطات بمركز الملك فيصل بالرياض.
أمَّا القسم المخصص للأوراق السياسية والاقتصادية من هذا العدد فقد تضمّن خمس أوراق، وقد تناولت الورقة الأولى خلفيات ودوافع الاهتمام الصيني بالموانئ الإفريقية عمومًا، وموانئ البحر الأحمر خصوصًا. كما تقدم الورقة خريطة الوجود الصيني في الموانئ الإفريقية واستحداثاتها، خصوصًا أن بعض القوى الإقليمية الصاعدة، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، باتت تشكّل منافسًا جدّيًّا، عن طريق اهتمام شركة «موانئ دبي العالمية» بالموانئ الإفريقية، البحرية منها والبرية...
كما يستمرّ الاهتمام بملف هجرة الأفارقة نحو أوروبا، عبر سواحل دول المغرب العربي، إذ رُكِّز على السياسات المغربية في هذا الملف، بصفته أهمّ الممرّات التي يسلكها المهاجرون إلى السواحل الأوروبية الجنوبية. وتتالي الانقلابات العسكرية التي شهدتها منطقة غرب إفريقيا ووسطها، أدخلت منظمة إكواس في أزمة حقيقية، نتيجة عدم قدرتها على معالجة الظاهرة أو تلافيها؛ لذلك تستعرض الورقة الخاصة بمنظمة إكواس الصيغ التي حاولت من خلالها المنظمة الإقليمية التعامل مع الأنظمة الانقلابية، في كلّ من مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتداعيات ذلك على المنطقة برمتها، نظرًا للتشابكات الإثنية، والاجتماعية، والاقتصادية، بين دولها وشعوبها.
وتشهد دول منطقة غرب إفريقيا أوضاعًا سياسية مضطربة؛ فحتى التي تبدو منها مستقرّة، فلا تخلو أوضاعها من القلاقل وعدم الاستقرار. يبدو ذلك في الأزمة التي يعيشها السنغال، بمناسبة الانتخابات الرئاسية، وما رافقها من إقصاء بعض المرشحين من ذوي الشعبية العريضة. وما تلا ذلك من تردّد في تحديد موعد الانتخابات، ودور المؤسسات الدستورية في تعديل قرارات السلطة التنفيذية، في الاستفراد بملف الانتخابات والترشحات.
وفي المقابل، يحاول النظام التشادي الخروج من المرحلة الانتقالية التي تلت مقتل الرئيس السابق إدريس دبي، وذلك بمحاولة استيعاب أحد أهم التيارات السياسية المعارضة، وهو تيار ما يسمى: «المحوِّلون»، الذي يتزعّمه الدكتور سكسيه ماسرا، والذي عُين وزيرًا أولَ، في مطلع يناير من السنة الحالية ٢٠٢٤م. كما تضمّن العدد أيضًا عروضًا لكتب مهتمة بالتعاون الإفريقي الأوروبي، والدراسات الأوروبية للمجتمعات العربية الإفريقية، في زمن الاستعمار، عن طريق كُتّاب مستعربين.
ويقوم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بدور مهم وفعال في التأصيل العلمي والأكاديمي لقضايا القارة الأفريقية وذلك من خلال مجلة “متابعات إفريقية” المتخصّصة في الشأن الإفريقي والذي يقوم بتحريرها الدكتور محمد السبيطلي رئيس وحدة الدراسات الأفريقية.
وأنشئ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في عام 1983م وذلك لمواصلة الرسالة النبيلة للملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في نشر العلم والمعرفة بين المملكة وبقية دول العالم، كما أن المركز يعد منصة بحثٍ تجمع بين الباحثين والمؤسسات لحفظ العمل العلمي.
ونشره وإنتاجه، ويهدف إلى توسيع نطاق المؤلفات والبحوث الحالية؛ لتقديمها إلى صدارة المناقشات والمساهمات العلمية، واهتمامات المجتمعات الإسلامية في العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، والفنون والآداب.