دكتوره اميره ابراهيم تكتب.. الانتلجنسيا في عصر الذكاء الاصطناعي بين الظاهره التاريخيه وصناعه الوعي الثقافي المجتمعي
يعيش العالم أزهي عصوره التكنولوجيه/ وبالرغم من تقدم العلوم والتكنولوجيا وظهور السوشيال ميديا والذكاء الإصطناعي وأصبحنا نعيش في عالم تكنولوجي متقدم ، إلا إن هذا التقدم الهائل يدق ناقوس الخطر علي الانتلجنسيا (النخبه المثقفه)
بدايه دعونا نعرف من هم الانتلجنسيا
النخبة المثقفة (الأنتلجنسيا) هم فئة من الأشخاص المتعلمين والمتميزين عقليا ويتمتعون بنسبه ذكاء عاليه ولهم بصماتهم العلميه والثقافيه التي تميزهم عن غيرهم ويكونوا منخرطين في الأعمال الذهنية المعقدة التي لها دور قيادي، وراقي ومميز في تشكيل ثقافة وسياسة مجتمعهم لصناعه الرأي العام المجتمعي .
يعرف المثقف بأنه ذلك الشخص الذي تمتدُّ أفكاره إلى نطاق أبعد من مهنته ويهتمُّ بالقضايا والمشكلات الحقيقية، ويكون شخص قارئ ومطلع علي العديد من العلوم والثقافات ولديه العديد من المهارات .
فنجد ان هناك فرق بين الثقافه والعلم والمعرفه ، فليس كل من يحمل شهاده يعتبر مثقفا أو لديه معرفه ولكن الشخص المثقف هو من يجمع بين العلم والمعرفه والمهاره .
فهناك فرق بين المعارف من حيث طريقة تلقيها، والعلم في طريقه تطبيقه علي أرض الواقع فأطلقوا كلمة علم على ما يُتلقى بطريقة تجريبية وأطلقوا كلمة ثقافة على ما يُتلقى بغير الطريقة التجريبية
ومع التقدم التكنولوجي وظهور الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا وظهور مزيفي الثقافه من اليوتيوبرز والانفلونسر ومدعي العلم والثقافه أصحاب المشاهدات المليونيه والعقول الخاويه والترندات الواهيه
فنجد ان وسائل التَّواصل الاجتماعي التي جعلت كل عابرٍ سبيل يظن نفسَه هو الكائن وهو المؤثِّر والمثقف.. أصبح للمثقف المزيَّف مظهرًا آخر رديء وأصبح المثقف الحقيقي يعيش سجين أفكاره وثقافته وضحيه لمجتمعه، لأن المثقف المميز كالمصباح المضئ يبث نورا يعمي عيون الحمقي ومدعيين الثقافه.
والجدير بالذكر ان هناك اختلافا كبيرا لأوضاع الانتلجنسيا بين الدول العربية والاوروبيه ففي الدول الاوروبيه يعيش المثقف عصره الذهبي لتشجيعه وتأييده ومساعدته علي أضاءه العالم بثقافته وعلمه ومهارته ليكون مناره العلم والثقافه ويساهم في صناعه الرأي العام المجتمعي ، أما في الدول الناميه بكل أسف يعيش المثقف خائف دائما وضحيه لسرقة أفكاره واعطاؤها لمن لايستحق لتطبيق( نظريه الشطرنج )في بيئه العمل فقد يختار المسؤل شخص ليس لديه الحد الأدنى من المهاره ولكنه مسلوب الاراده وعديم الشخصيه فيتم تعيينه ويكون مؤدي وليس بعامل حقيقي و ينجح بسلب افكار المثقف ونسبها لنفسه ويكون كالمسخ وتنطلق اللجان الاليكترونيه كالذباب الاليكتروني لتسويقه وجعله ترند وتصنع قيمه لمن لا قيمه له .
الدول الناميه احيانا لا تعترف بالمثقف لأن علمه وثقافته تشعرهم بإخفاقهم ولذلك ينجح المثقف في الدول الاوروبيه
تعتبر الأنتلجنسيا ظاهره تاريخيه لأن كلمة أنتلجنسيا استوردت من روسيا القرن التاسع عشر، وكانت تدل على مجموعة المثقفين ( وأطباء ومهندسين وملاكي أراض وموظفين أتوقراطيين) المنبثقين من فئات الطبقة الوسطى ، بمعنى أن المثقفين، أيا كان دورهم المهني والاجتماعي والسياسي، والذين يجمع بينهم كونهم متعلمين ومؤهلين مهنياً واجتماعياً
والجدير بالذكر ان الدول الاوروبيه نجحت في صناعه الرأي العام العالمي من خلال دعم مثقفيها وإعطاء الفرص لمن يستحقها وايمانها الدائم أن الشخص المثقف مناره للوعي والمعرفه والعلم وصناعه الراي العام والثقافه المجتمعيه