دبلوماسيون: 25 أبريل رسالة للعالم بأن مصر لا تفرط بأرضها بالحرب أو السلام
تحرير سيناء، نموذج محترف وفريد لانتصار سياسى وعسكرى ودبلوماسى فى آن واحد، فتح طريق السلام بالقوة ورد للدولة المصرية سيادتها وهيبتها على كامل ترابها الوطنى برحيل آخر جندى إسرائيلى مُحتل من عليها، لتعود تلك الأرض المقدسة إلى مصر التى خرجت من المعركة بجيش عظيم مصنف اليوم عالمياً قادر على حماية أمننا القومي وردع كل من تسول له نفسه الاقتراب من حبة رمل واحدة من بلادنا.
وأجمع دبلوماسيون في تصريحات صحفية، اليوم الخميس ، على أن 25 أبريل حمل رسالة مصرية للعالم بأن شعب مصر لا يفرط في شبر واحد من وطنه بالحرب أو بالسلام، منوهين بالجهود المضنية التي بذلتها الخارجية المصرية بالتنسيق مع الجهات المعنية خلال تلك السنوات للإعداد لمعركة استرداد الأرض.
وفي هذا الإطار، أبرز السفير الدكتور صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن عيد تحرير سيناء هو ذكرى عزيزة على كل الشعب المصري إذ تذكره بنصر حرب أكتوبر المجيدة التي خاضها الجيش المصري ونجح في هزيمة العدو و أجبر إسرائيل على الجلوس للتفاوض ، حتى استكملنا المعركة بالسلام وحررنا أرض سيناء.
وشدد على أن عيد تحرير سيناء مناسبة لنذكر الأجيال الحالية والقادمة بعظمة جيشنا وعزيمة آبائهم وأجدادهم الذين قدموا التضحيات و دفعوا حياتهم فداء لتراب الوطن ولكي نحيا اليوم كراماً أعزاء في وطن حر ذات سيادة.
وتابع، أنه بجانب دور القوات المسلحة فقد كان للدبلوماسية المصرية دور محوري ومُقدر لاسيما فيما يتعلق بالتفاوض والتوصل لاتفاق السلام، حيث ساهمت في إدارة المباحثات بكفاءة حتى امتثل الإسرائيليون إلى تنفيذ المعاهدة وخرج آخر جندي محتل من أراضينا.
وذكر السفير صلاح حليمة بأن الانتصار الدبلوماسي الذي يضاف إلى الانتصار العسكري أعاد لمصر هيبتها وسيادتها على أراضيها وجعل دول العالم تقدر وتحترم كفاح شعب وثق في قيادته وجيشه ودولته حتى عادت إليه كل حبة رمل من أرض وطنه.
ويقول السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدبلوماسية المصرية لعبت دوراً مهماً بدءا من الإعداد للحرب وخطة الخداع الاستراتيجي وحتى مراحل ما بعد الحرب وصولاً لمعاهدة السلام .
وأضاف أن 25 أبريل كان امتحانا قوياً لطول النفس المصري وقدرته على ضبط النفس والتحرك المدروس دون تهور حتى يعيد كامل أراضيه إلى تراب الوطن، مستشهداً، زرت سيناء في تلك الفترة وكنت شاهداً على الأحداث إذ كانت هناك مماطلة من قبل إسرائيل لعدم تنفيذ معاهدة السلام والانسحاب من الأراضي إلا أن القيادة السياسية آنذاك ومعها دبلوماسيتها حبست أنفاسها و نجحت في إدارة تلك المعركة باحترافية بفضل الإصرار و العزيمة و كذلك الخبرة والحكمة، حتى خرج الإسرائيليون من العريش وتبقت مدينة طابا تحت الاحتلال نتيحه تلاعب إسرائيل بعلامات الحدود إلى أن عادت فيما بعد بالتحكيم الدولي.
وأثنى الدبلوماسي المخضرم على قدرة الدولة المصرية بمؤسساتها المعنية على التفاوض باحترافية حتى حررت بالنهاية سيناء دون التنازل ، عن شبر واحد من تلك الأرض العزيزة على كل شعب مصر ، مشدداً على أن المصريين لا يفرطون في شبر واحد من أرضهم مستقوين بجيشهم الوطني العظيم الذي يضم خير أجناد الأرض.
ونوه بأن الدولة المصرية وبعد أن اقتلعت جذور الإرهاب خلال سنوات ما بعد ثورة يونيو تولي اليوم أرض الفيروز أهمية وأولوية غير مسبوقة إذ أطلقت معركة بناء لاسيما في ضوء حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تخطي كافة التحديات وإقامة المشروعات القومية العملاقة التي تصب في مسيرة التنمية المستدامة الجارية بالبلاد وكذلك لخدمة أهل سيناء ومنحهم حياة كريمة ومستقبلاً مشرقاً .
من جهته، أكد السفير على الحفني نائب وزير الخارجية السابق أن عيد تحرير سيناء جاء خاتمة لجهد كبير بذلته كافة مؤسسات الدولة في سبيل تحقيق استعادة كامل تراب الوطن، إذ مثل نتاجاً لحرب أكتوبر ولمسيرة السلام والدبلوماسية التي تجعل كل مصري يفتخر بهذا الإنجاز طالما يحيا.
وأشار إلى أن مصر دولة كبيرة ذات ثقل في المنطقة وتحظى بمكانة متميزة وسط بلاد العالم ومن ثم فلم يكن من المقبول استمرار احتلال سيناء ذات الموقع العالمي الفريد، كما أن شعنا المناضل الذي أخرج كافة المستعمرين من أرضه لم يكن ليقبل باستمرار اغتصاب تلك البقعة المقدسة التي كرمها الله بالتجلي لها ما جعلها أغلى أرض في الوجود.
وسلط الضوء على الدور البارز الذي اضطلعت به الدبلوماسية المصرية إزاء التعامل في هذا الشأن سواء فيما يتعلق بمعاهدة السلام وتحرير سيناء أو في قضية استرداد طابا، حيث بذلت جهداً كبيراً ومساعي حثيثة في المحافل الدولية و بصفة خاصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى تحققت كامل أهدافنا باسترداد أرضنا.
ودعا نائب وزير الخارجية السابق شباب مصر إلى الالتفاف والاصطفاف حول قيادته الوطنية لاسيما في هذا التوقيت الحرج الذي تشهد فيه كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة توترات وصراعات تهدد السلم والأمن الإقليميين، مشدداً على أهمية رفع الوعي لدى الأجيال الجديدة إزاء المخاطر التي تواجهها البلاد وإعطائهم النصائح و الدروس المستفادة من معركة سيناء وحثهم على المحافظة على استقرار وطنهم ومكتسبات المشروعات التنموية الكبرى التي يتم تنفيذها بمختلف أرجاء مصر.