البرلمانى السابق محمد الغول يكتب .. أحداث المنيا وأحداث غزة
بكل الأسف تابعنا ما حدث فى المنيا من إحراق لمنازل مواطنين أقباط بعد تفشى إشاعة بناء كنيسة .. وبعدها سمعنا ما تناولته وسائل إعلام مرئية ومقروءة عن محاولة طرد أقباط من منازلهم بعد حرقها .. ولولا تدخل الأمن المصرى لصارت الأمور أكثر سوءآ والضحايا أكثر عددآ .. وبالأمس القريب الكل يصب جام غضبه على ما تفعله إسرائيل من تدمير لمساكن الفلسطينيين العزل من منازلهم وقتل الأطفال والنساء فى محاولة لتهجيرهم من الشمال إلى الجنوب ، وبالتأكيد أن القياس مع الفارق ، ولكن ما حدث فى المنيا هو أبعد ما يكون عن الإسلام الحق الذى يأمر بحسن الجوار وهذا الدين السمح الذى يدعوا إلى مكارم الأخلاق وحسن معاملة أهل الكتاب .. بسم الله الرحمن الرحيم .. {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} .. صدق الله العظيم ..
وفى هذه الآية أمر من الله عز وجل بضرورة البر والقسط مع من ؟؟؟ الذين لم يقاتلوننا فى ديننا أو يخرجوننا من ديارنا .. ولم تحدد الأية من ؟؟؟ مشرك ملحد كافر- فما بالنا بأهل الكتاب وشركاء الوطن وزملاء العمل والجيران والأصدقاء وعشرة العمر .. أبدآ لم يكن الإسلام دين قهر أو كره أو عنف بل أنه دين المحبة والتسامح ورقي الأخلاق وحسن الجوار وكرم الأخلاق .. وهنا لابد أن نشيد بتعليق فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الذى استنكر هذه الأحداث الشنيعة وقال أن من قام بهذه الأفعال لا يمت للإسلام بصلة .. ويجب أيضآ أن نشير إلى ثبات المرأة الفلسطينية بعد فقد فلذة كبدها وإحتسابه شهيدآ عند الله والصبر على الابتلاء كان أعظم وأرقى دعاية للإسلام .. وكان أكبر دعاية للقضية الفلسطينية .. وكسب فى شهور قليلة تعاطف السواد الأعظم من سكان العالم الأول .. ماعجزت عنه أجيال لسنوات طويلة فى التعبير عن المحنة الفلسطينية .. فلتكن دعوة لقبول الآخر ونبذ التعصب والعنف والإرهاب واحتواء الأهل والأصدقاء والأحباب .. هذا هو إسلامنا .. وهذه هى مصرنا .