فى الذكرى الـ ٢٥..عثمان احمد عثمان قصة كفاح التحق بالجامعة بشهادة فقر
من صبي بورشة الي اكبر رجل اعمال في الشرق الأوسط و أسس أكبر شركة للمقاولات
هو رجل الأعمال الشهير المهندس عثمان أحمد عثمان الذى بنى حياته بشكل عصامى ولدعثمان أحمد عثمان، عام 1917عانى منذ طفولته حيث مات والده، وكان حينها يبلغ 3 سنوات، ولم يكن أخيه يريده أن يستكمل تعليمه ليصرف على البيت، إلا أن الطفل عثمان كان يذاكر ويعمل فى الإجازة صبى فى الورش لكى يساعد أسرته.
و استطاع أن يوازن بين عمله ودراسته حتى استطاع أن يحصل على شهادة البكالوريا من المدرسة السعيدية عام 1935 والتحق بكلية الهندسة بجامعة القاهرة وحصل على منحة مجانية من الجامعة بعد تقديم شهادة فقر، وكانت وسيلة مواصلاته عجلة جمعها بنفسه من الخردة.
عندما تخرج فى كلية الهندسة، عمل مع عمه المقاول لمدة عام ونصف، وفى تفكيره حلم تأسيس شركة مقاولات تنافس الشركات الأجنبية التى كانت مسيطرة على المقاولات فى مصر وفى الدول العربية، وعندما ادخر 180 جنيها، أنشأ شركة مقاولات، وأسماها شركة عثمان أحمد عثمان للهندسة والمقاولات، التى تحول اسمها فيما بعد إلى المقاولون العرب.
قرر بعد ذلك السفر للسعودية عام 1953، وقت ظهور البترول، وبالفعل استطاع أن يوطد علاقته مع الملك عبدالعزيز آل سعود، ونفذ مشروعات كبيرة فى المملكة العربية السعودية، وانتقلت أعماله إلى جميع دول الخليج، وعاد إلى بلده مرة أخرى، لإعادة إعمار بورسعيد بعد عدوان 1956، وكان لشركته دور كبير فى إنشاء قواعد للصواريخ بعد نكسة 1967م وحرب الاستنزاف واستشهد خمسمائة عامل منها أثناء البناء
استطاع الحصول على عقد بـ48 مليون دولار لبناء سد أسوان، وهنا بدأت علاقة بين اشتراكية عبدالناصر ورأسمالية عثمان أحمد عثمان.
ورغم ذلك فإن قطار التأميم دهس فى طريقة شركة عثمان أحمد عثمان، وبالفعل أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارا بتأميم شركة المقاولون العرب، وحينها كان عثمان أحمد عثمان فى الخارج، وعاد إلى مصر وواجه الموقف، وشعر حينها بمسؤولية تجاه وطنه وموظفيه، وقرر استكمال المشروعات بغض النظر عن من يمتلك الشركة، وحينها أيضا سمح الرئيس عبدالناصر لمجلس عثمان بأن يستمر فى تسيير الشركة.
كما استطاع احمد عثمان أن يحفز موظفيه ويهتم بهم ويعمل على تأمينهم وتوفير سبل الترفيه لهم، وأنشأ حديقة ومدرسة ومستشفى لهم فى أسوان، خلال بناء السد العالى.
وبعد وفاة الرئيس عبدالناصر، وتولى الرئيس محمد أنور السادات، الصديق القديم لعثمان أحمد عثمان، الحكم، بدأت مرحلة جديدة فى حياة عثمان، حيث توطدت العلاقة بينهما بشكل كبير، وأصبح للمقاولون العرب دور كبير فى التجهيز لحرب أكتوبر، وحدثت مصاهرة بين السادات وعثمان
شغل عثمان منصب وزير التعمير والإسكان ثلاث مرات فى 1973 و1974 و1976، وانتخب فى عام 1979م نقيبا للمهندسين وعضوا بمجلس الشعب من 1979 إلى 1990
شغل منصب رئيس النادى الإسماعيلى فى عام 1965م، وحصل معه على بطولة الدورى 67 وبطولة إفريقيا للأندية1970، وفي عام 1966م أصبح عضوًا شرفيًا للنادى الأهلى تقديرا لخدماته، وعُين رئيسًا شرفيًا لنادي التحدى الليبى، ورئيسًا فخريًا لشركة المقاولون العرب مدى الحياة، ساهم عثمان في تأسيس بنك المهندس ومنحته جامعة ريكر الأمريكية درجة الدكتوراه عام 1976م لمساهمته في خدمة مصر،و صنفته مجلة فوربس الأمريكية من ضمن 400 شخصية ثرية على مستوى العالم فى السبعينيات، حصل على وسام "الصليب الأكبر" من حكومة ألمانيا الغربية (من الطبقة الثانية) تقديرا لجهوده.
توفى فى مايو سنة 1999 بعد صراع مع المرض، ليترك لنا قصة رجل عصامى بدأ من الصفر حتى حقق كل أحلامه.