من النيل إلى اليانغتسي .. نهر الثقافة يجري بين القاهرة وبكين
تتلاقى حضارات الشرق والغرب رغم البعد الجغرافي بينهما، وتمتد جسور التواصل والتبادل الثقافي، من الفنون والآداب، ومن بين هذه الروابط الثقافية العريقة، تظهر العلاقة المتميزة بين مصر والصين، حيث تمتد جذورها إلى آلاف السنين، وتزدهر في الوقت الحاضر بفضل الجهود المبذولة بين البلدين للتبادل المعرفي والثقافي.
تتبادل مصر والصين الكنوز الثقافية والفكرية العريقة، حيث تلتقي حضارات وادي النيل وحضارات نهر اليانغتسي في رحلة إبداعية متبادلة للتراث العريق، والإبداعات الأدبية والفنية المعاصرة، ممثلة في التبادلات المعرفية، مثل استضافة لوحات لفنانين بارزين في المعارض الفنية التي تجمع بين مصر وبكين، والتي تفتح آفاقًا واسعة وجديدة للتفاهم وتقارب الثقافة بين الشعبين، كما تحرص الصين على المشاركة في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ومهرجان القاهرة السينمائي.
كما تشمل أيضًا أوجه التبادل الثقافي بين مصر والصين العديد من المجالات، مثل إقامة المهرجانات الأدبية ومعارض الفنون التشكيلية والموسيقى والأدب والسينما والآثار والتراث، حيث تقام معارض فنية متبادلة، ويتم ترجمة الأعمال الأدبية إلى اللغتين العربية والصينية، ويتم تبادل الأفلام والمسرحيات والعروض الموسيقية.
ومن أبرز الفعاليات الثقافية، التي شهدت تعاونًا بين البلدين، كان تنظيم دولي متنقل للفنون الصينية التقلدية بعنوان "التراث الثقافي اللامادي في الحياة اليومية في شنجهاي"، والذي نظمته مكتبة الإسكندرية في أغسطس 2018، جاء المعرض بمشاركة أكثر من 120 عملًا فنيًا وحرفيًا، في إطار تعزيز العلاقات بين مصر والصين، وخاصة في مجالات التعليم والثقافة.
وكانت أقرب هذه الفعاليات الثقافية، إقامة مؤتمر عرض وتقديم الطبعة العربية لـ كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ "حول الحكم والإدارة" في القاعة الذهبية بقصر الأمير محمد علي بالمنيل، بحضور الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، في إبريل الماضي، والذي يعد كنت شاهدًا على تطور العلاقات المصرية الصينية والتبادل المعرفي بينهما.
وللجامعات والمؤسسات البحثية دور مهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، حيث يتم تبادل البعثات التعليمية بين الطلاب والباحثين لتعزيز دور التبادل المعرفي والثقافي بينهما، بالإضافة إلى عقد ندوات ومؤتمرات مشتركة حول موضوعات ذات اهتمام مشترك، مثل الآثار والتراث والفلسفة والفنون.