«آمال مكبلة وتحديات متزايدة».. الحرب الإسرائيلية تقف حائلًا أمام سكان غزة لأداء الحج
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك واستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لأكثر من ثمانية أشهر متتالية، يواجه سكان غزة المسلمين عقبة جديدة تعترض طريقهم وحلمهم في السفر إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، بين أمانيهم في تحقيق السلام والأمان ووقف إطلاق النار وبين واقع الحرب المستمر والمخاوف المتزايدة.
إنه، بات وصول الغزيين إلى الحرم المكي أمرًا صعبًا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والتحديات اللوجستية المتزايدة في القطاع، نتيجة للحرب الإسرائيلية التي تلقي بظلالها على رغبتهم لأداء هذه الشعائر العظيمة، لتنضم هذه المهمة أيضًا إلى قائمة التحديات الهائلة التي يواجهونها يوميًا.
فالحرب الدائرة في المنطقة، تجعل الأوضاع المعيشية أكثر صعوبة، ومع دخول موسم الحج، كبُلت آمال الكثير من سكان غزة المسلمون، نتيجة للحرب الإسرائيلية التي باتت كحجر عثرة أمام أمنياتهم لأداء هذه الفريضة العظيمة، في ظل الحرب التي تجتاح أروقة حياتهم وتقتلع أحلامهم وتضعف طموحاتهم.. وجعلت من "أداء مناسك الحج" حلم بعيد المنال، مما زاد من معاناة مسلمو أهالي غزة وعمق آلامهم في ظل هذه الظروف القاسية.
وتوقف الحرب الإسرائيلية بمثابة "بوابة من الأمل" لهؤلاء السكان، وسيتسنى لهم أداء مناسك الحج وسط سلام واستقرار، وهو ما يجعلهم ينتظرون بفارغ الصبر قدوم السلام ونهاية هذا الصراع المستمر الذي أثقل كاهلهم وحال دون تحقيق أحلامهم.
كيف أثر العدوان الإسرائيلي على أداء مناسك الحج في غزة؟
بعد إغلاق كافة معابر قطاع غزة نتيجة للعدوان الإسرائيلي والحملة العسكرية التي يشنها الاحتلال على القطاع، حُرم السكان المحاصرين من أداء مناسك الحج.
فيما توجّه الغزيون إلى إحدى ساحات المساجد التي دمرتها الاحتلال في الأول من ذي الحجة، واستُخدمت كمصلى مؤقت بعد تدمير كافة المساجد في شمال القطاع.
وهذه الساحة لم تدمر تماما في الهجوم الأول، حيث إنها دُمرت خلال توغل الاحتلال الإسرائيلي شمال القطاع، وتضررت من جديد خلال الحملة الأخيرة قبل بضعة أيام من انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من ذلك، أصر السكان على أداء صلواتهم في هذه الساحة، وبدأت خطبة يوم أمس الجمعة أمام ساحة المسجد المدمر بتذكير الغزيين بتعظيم شعائر الله حتى في الظروف الصعبة التي يعيشونها.
مأساة سكان غزة ومحاولاتهم للصمود
وفي ذات السياق، قال أحد المصلين عبر قناة "العربية" الإخبارية: "إن هذا المكان الذي صلينا فيه اليوم ليس المسجد الرئيسي، ولكننا جعلناه مسجدًا، ودمر ثانيه وها نحن نقف هنا مرة أخرى ونصلي في هذه الساحة".
وأضاف الرجل: "نطالب الإخوة في كل مكان بالسماح لحجاجنا بالسفر"، وفي هذه الحرب العنيفة التي حرمت مسلمو غزة من بيوتهم ومن صلواتهم وكذلك حرمتهم من أداء مناسك الحج، وهو حرمان جديد يضاف إلى قائمة المآسي التي يعيشها أهالي غزة المكلومين