الثانوية العامة 2024..مفاجأة.. جرائم إسرائيل والأمن المائي المصري والحرب الأوكرانية في امتحان «عربي»
تضمن امتحان اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة، عدة أسئلة مرتبطة بالصراعات العسكرية، ضمن السؤال الخاص بقطعة القراءة المتحررة، حول "الآثار المدمرة للحروب"، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية.
وُطلب من طلاب الثانوية العامة، خلال امتحان اللغة العربية، سؤالا حول عدد أشجار الزيتون التي جرفها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، منذ عام 1967م.
وكان السؤال مرتبطا، بنص قطعة القراءة المتحررة، التي تضمن "عادة تقع الحروب بين طرفي نزاع فشلا في إيجاد مساحة للتفاهم لتحقيق مصلحة مشتركة أو في إيجاد أرضية للاتفاق على حل للنزاع فيقع الضحايا قتلى وجرحى من الطرفين، وتدمر مرافق ومساكن وتختفي معالم المدنية، ويحل مكانها مشاهد الخراب والدمار".
ويقع هذا كله في نطاق البيئة فهي بأبعادها مسرح النزاع، والمتضررة بآثاره وتبعاته على المدى القريب والبعيد، والضرر الواقع على البيئة من جراء الحروب يتمثل في تلف الأنظمة البيئية، واستنزاف الموارد الطبيعية وغيرها، مما يبقى تأثيره على المدى البعيد. الذي قد يمتد حقبًا بعد انتهاء الصراع، وغالبا ما يتجاوز ضرر الحروب حدود الدول والأقاليم التي تقع فيها، وحدود الأجيال التي تعايش وقائعها وتعاين أحداثها، وقد أفاد تقرير دولي أن الحروب مسئولة عن ٥.٥% من الانبعاثات الضارة.
ومن صور الإضرار بالبيئة نتيجة الحروب تسميم المياه الجوفية، والقضاء على الحياة البرية، وتلويت مياه الأنهار والبحار، وتلوث الهواء، وتدمير الغابات والغطاء النباتي للأرض وإتلاف المحاصيل والمزروعات التي تعد مصدرًا للغذاء، وخلال الحروب والصراعات قد تستهدف الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة للإضرار بالطرف الآخر وإضعافه.
ومن أمثلة ما أحدثته الحروب من دمار البيئة: ما سببته الحرب الروسية الأوكرانية من نتاج ١٠٠ مليون طن من مركبات الكربون الضارة في مدة لا تتجاوز ٧ أشهر، وإسقاط الجيش الأمريكي في الحرب الفيتنامية حوالي ۲۰۰ ألف طن من مبيدات الأعشاب على الغابات، نتج عنه تسميم المياه الجوفية، وتعرية مساحات واسعة من الأشجار، كذلك تجريف الاحتلال الإسرائيلي الأراضي الزراعية الفلسطينية، واقتلاعه ما يقرب من ٥.٢ مليون شجرة مثمرة منها ٨٠٠ ألف شجرة زيتون منذ ١٩٦٧م، فضلا عن تلويث الهواء بمركبات الفوسفور السامة الناتجة عن القنابل الفوسفورية حيث تترسب في التربة والمياه لفترات ممتدة، وتسبب حروقا وأمراضًا للأحياء، وقد حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن تغير المناخ له عواقب مدمرة على الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الصراع، فالحرب تؤدي إلى المزيد من الغبار السام والمخلفات الكيميائية التي تلوث البيئة ومصادر المياه والغذاء، وتتسبب في الإصابة بالسرطان والعدوى القاتلة والتشوهات والعيوب الخلقية.
وأقر المجتمع الدولي حزمة من القوانين الدولية تتضمن قواعد وأحكامًا تحقق الجانب الوقائي والزجري من خلال وضع آليات ومسارات لحل النزاعات بالطرق.
كما تضمن امتحان اللغة العربية سؤالا عن الأمن القومي للدول الذي يمتد إلى حماية المياه ونص السؤال على أن "الأمن المائي يستدعي اتفاقيات تحفظ مصالح الدول الواقعة على الأنهار من المنبع إلى المصب"، وطُلب من الممتحنين دلالات حول هذا المعنى.